طاقات إبداعية وقدرات ومواهب شبابية كامنة في نفوس شبابنا لا تحتاج سوى القليل من الرعاية والاهتمام وإفساح مساحة للحوار والنقاش ليتمكنوا من إبراز ما لديهم من هواجس ورؤى وأفكار وتصورات. ومن ضمن هذه الكفاءات الشابة في محافظة اللاذقية مجموعة من الشباب السوري المبدع الذين تميزوا بمهارات التعبير باللغة العربية "اللغة الأم" لتكون مشاركتهم في المسابقة الوطنية لتمكين اللغة العربية التي أقامها اتحاد شبيبة الثورة في اللاذقية بالتعاون مع وزارة التربية نقطة مهمة في إبراز هذه المهارات. نشرة سانا الشبابية التقت العديد من هؤلاء الشباب ومنهم الشابة سارة ناصر طالبة في الصف التاسع تعليم أساسي بمدرسة المتفوقين في اللاذقية ورائدة على مستوى القطر بمنظمة طلائع البعث لسنتين متتاليتين السنة الأولى في الفصاحة والخطابة والسنة الثانية في الإعلامي الصغير التي أوضحت أنها بدأت موهبتها في الشعر والفصاحة والخطابة عندما كان عمرها خمس سنوات حيث كانت تكتب الشعر الطفولي فنظمت في الصف الثاني الابتدائي أول قصيدة لها بعنوان "أحبائي" وألقتها في عيد ميلاد جماعي نظمته جمعية "أسرة مسرح الطفل" ولتكون المرة الأولى في إلقاء قصيدة لها أمام جمهور كبير لتتالى بعدها كتاباتها للقصائد التي واظبت على إلقائها في اكثر من مناسبة. وتابعت ناصر التي نالت المركز الثاني في مسابقة الشعر التي نظمتها وزارة الثقافة عام 2008.. كان لي العديد من المشاركات في مهرجانات ومسابقات متعددة منها مهرجان "فرح المسرحي عام 2008" ومهرجان طلائع البعث بإدلب عام 2009 حيث كرمتني منظمة الطلائع مشيرة إلى مشاركتها في أمسيات شعرية بفروع اتحاد الكتاب العرب وأخرى في مراكز ثقافية متعددة. ولفتت ناصر إلى أنها شاركت أيضاً بعدة عروض مسرحية منها مسرحية "ليلى والذئب" للمخرج هاني محمد وتنقل هذا العرض بأكثر من محافظة حيث لقي تشجيع واستحسان الجمهور. ورأت ناصر أن مشاركتها في المسابقات دفعت بها إلى التميز وشجعت لديها روح المنافسة والتحلي بالعزيمة والتعرف على أصدقاء من مختلف المحافظات ونبهتها إلى أهمية المحافظة على اللغة العربية وصونها لأنها أساس صون الانتماء والوجود الإنساني. وأكدت ناصر دور أسرتها في تشجيعها على خوض غمار الشعر والأدب حيث كان لوالدها الشاعر دور مهم في نصحها وتوجيهها وتصويب أفكارها ومصطلحاتها مشيرة إلى أن وفاة والدها عام 2007 مثل لها صدمة كبيرة لتتحول إلى إصرار وتصميم على متابعة الطريق الذي رسمته لنفسها كما استمرت والدتها ببث روح الحماسة والتألق في داخلها وعملت على زيادة ثقتها بنفسها لافتة إلى أنها نشرت قصائدها الأخيرة في جريدة الوحدة المحلية. وأضافت ناصر أن مدرسيها وخصوصا مدرسي مادة اللغة العربية ساهموا في اكتشاف موهبتها وعملوا على مساعدتها في صقل هذه الموهبة وبلورتها إضافة إلى تزويدها باستمرار بمواد وأفكار من خارج الكتب المقررة فكانوا يغنون معلوماتها ويعززوا لغة التواصل والحوار بينها وبينهم بهدف تحصينها بثقافة اللغة العربية. وعلى الرغم من أن ميول ناصر علمية إلا أنها تعشق وتتنفس رائحة مفردات اللغة العربية مؤكد أن موهبتها ساعدتها كثيرا في تحقيق تفوقها الدراسي لكون اللغة العربية لغة الانتماء والتاريخ والحضارة والتميز. بدورها عبرت كل من والدتها "سوسن ناصر" وأخوها "ناصر ناصر" طالب بكلية الطب البشري بجامعة تشرين عن اعتزازهما بسارة التي تفتحت لديها براعم الشعر وحب الأدب مبكرا وهذا حسب تعبيرهما نتيجة ما غرسه الوالد في جميع أفراد الأسرة إضافة لحرصه على أن يخوض أبناؤه جميع التجارب وأن يتعلموا مختلف الهوايات والمواهب والاعتماد على الذات. وأكدا ضرورة تطوير اللغة العربية عن طريق تعليم الأبناء منذ الصغر التحدث باللغة الفصحى والنطق الصحيح سواء في كلام الأم والأب مع الطفل في البيت أو في المدرسة لأن الأسرة والمدرسة هما الأساس في تعلم اللغة العربية بالشكل السليم والصحيح. أما الموهبة الثانية في هذا المجال فهي موهبة "علي الرياحي" طالب في الصف التاسع تعليم أساسي وهو رائد على مستوى القطر بمادتي الفيزياء والكيمياء وفي الصف السادس الابتدائي وفي الصف السابع تعليم أساسي شارك في المسابقة الوطنية لتمكين اللغة العربية ليكون من الأوائل على مستوى القطر في هذه المسابقة وليشارك بعدها في الصف الثامن بمسابقة الخطابة التي أقامها فرع اتحاد شبيبة الثورة في اللاذقية ويحوز فيها على المرتبة الثانية على مستوى المحافظة. وقال الرياحي إن فضوله في معرفة كل ما يدور حوله كان سببا رئيسيا في إثارة موهبته وتحريضها إضافة للاهتمام والرعاية من قبل عائلته التي ساعدته كثيراً في توسيع آفاق معرفته ومداركه وإمداده بخبرتهم ومعرفتهم إضافة إلى مساعدة مدرسيه في المدرسة على اكتشاف موهبته وخصوصا بمادة اللغة العربية. وأوضح الرياحي أن مشاركته في المسابقة الوطنية لتمكين اللغة العربية شكلت فرصة لتطوير موهبته وصقلها من خلال الحوارات والنقاشات مع زملائه مؤكداً أن الطالب بأمس الحاجة إلى مساحة من الحوار بين أقرانه ومع من هم أكبر منه سنا وذلك لتقارب المعارف وتوسيع دائرة الثقافة، لافتاً إلى أن المسابقة الوطنية لتمكين اللغة العربية تعد من المسابقات الرائدة في هذا المجال لكونها تساهم في تمكين اللغة العربية والحفاظ عليها من الاندثار. بدوره أشار المهندس "محمد رياحي" والد "علي" إلى أنه لاحظ تفوق وتميز ابنه منذ صغره إضافة إلى اهتمامه بأي موضوع يطرح أمامه فهو يكثر من الأسئلة عن كل شيء ويكون دوره ووالدته وإخوته الاستفاضة بتقديم الإجابة العلمية والمقنعة له. وحول مشاركة ولده في المسابقة الوطنية لتمكين اللغة العربية أوضح أن أهمية المسابقة تكمن في تعزيز اللغة وتمكينها والحفاظ عليها وتنقيحها من الشوائب التي علقت بها نتيجة العولمة مشيراً إلى أن هناك مليونين وتسعمئة ألف كلمة في اللغة العربية فهي ليست قاصرة على أن تستوعب شتى العلوم وهي لغة الأجداد وعنوان الوحدة العربية ومن أهم مقوماتها. وأكد على دور اتحاد شبيبة الثورة الفعال والواضح في تفعيل دور اللغة العربية وتحفيز الشباب على زيادة الاهتمام بها ، مبينا أن هذه اللغة محفوظة وخاصة في القرآن الكريم ولكن المشكلة الحقيقية هي في تفعيل التداول والنطق بهذه اللغة العظيمة التي تعتبر لغة حية ومتواصلة. والموهبة الثالثة هي للشابة "ميس الريم شحرور" طالبة في الصف الثامن تعليم أساسي وحاصلة على المركز الأول على مستوى محافظة اللاذقية في موهبة اللغة العربية في المسابقة الوطنية لتمكين اللغة العربية عام 2011-2012. وقالت شحرور إن المسابقات والمشاركات تغني الذخيرة اللغوية كما تعمل على صقل بعض المعلومات السابقة واسترجاع بعض المفردات التي قد تكون نسيت كما انها مهمة لتمكين الشباب من لغتهم باعتبارها اللغة التي تصل الماضي بالحاضر. وتابعت: إن اللغة العربية هي اللغة التي نقول عنها أنها المستودع الذي نأتمن فيه على كل ما حصلنا عليه من تراث أبائنا وأجدادنا وإلى يومنا هذا ولذلك فانها حريصة على المشاركة بجميع الفعاليات والأنشطة وذلك لتبادل المعلومات بأسلوب سهل وممتع. وبينت أن المسابقة الوطنية لتمكين اللغة العربية تتميز بأسلوبها الشيق وخصوصا أن الشباب في هذا العصر لم يعودوا يستسيغوا الأساليب التقليدية الأخرى كالمحاضرة والتلقين والسرد وغيرها من الطرق الجافة فجمالية الفكرة في طرحها بطريقة التشاركية الاختيارية وليس بأسلوب إجبار الطالب على تقديم لمعلومة وقصره على المشاركة. اما الطالبة "ريما زريق" من الصف الثامن تعليم أساسي فقالت إنها شاركت العام الماضي في المسابقة الوطنية لتمكين اللغة العربية وكانت من الأوائل حيث حصلت على نتيجة 90 من مئة على مستوى المحافظة مشيرة إلى أنه تم اختيارها للمشاركة في المسابقة من بين أربعة طلاب آخرين متفوقين في اللغة العربية على مستوى مدرستها التي أقامها فرع اتحاد الشبيبة في اللاذقية وحصلت على نتيجة 03ر99 بالمئة بالمسابقة الشفهية و81 بالمئة بالمسابقة الكتابية. بدوره أوضح كنان صقور أمين رابطة المدينة الأولى ورئيس لجنة تنظيم ورعاية الرواد بالرابطة أنه منذ عام 2007 أصدر السيد الرئيس بشار الأسد مرسوماً بتكوين لجنة لتمكين اللغة العربية وهذه اللجنة لها لجان فرعية في أكثر من مؤسسة تعليمية على مستوى وزارة التربية ثم على مستوى المديريات وبدأت المسابقة برعاية اتحاد شبيبة الثورة وفق ثلاثة مستويات المستوى الأول على مستوى الرابطة ثم الفرع ثم على مستوى سورية. وبين ان هذه المسابقة ركزت على الاهتمام بشريحة الشباب وتمكينهم من لغتهم لأن اللغة بحد ذاتها متمكنة لكننا نحتاج إلى أن تحتل دورها في حياتنا المعاصرة باعتبارها رمز هويتنا الوطنية. وأضاف أن هذه المسابقة أفرزت مجموعة من المواهب والإمكانيات والكفاءات وخصوصا في الفنون المتنوعة كالقصة والمقالة والشعر وتحديدا فن الخطابة ومهارة إلقاء الشعر. وقال إن الفكرة من المسابقة هي تمكين اللغة العربية وإيلاؤها اهتماما كبيرا وتمكين لمهارات الطالب الكتابية والشفوية بمعنى خلق و إبداع طالب يتمكن من استخدام لغته استخداما رائعا والتعبير عن نفسه تعبيرا سليما كما يتم التركيز على المهارات الشفهية في هذه المسابقة خصوصا في مسألة المقابلة الشفهية التي تقام بعد الاختبار الكتابي وتشمل كيفية التعامل مع النص وكيفية فهمه والدخول إلى بنيته الفكرية وإلى المشاعر العاطفية فيه إضافة إلى أسلوب التعامل مع النص في ما وراء سطوره والنظرة النقدية له وكيف يستطيع الطالب أن يتعامل مع هذه النظرة النقدية. وأضاف أن هذه المسابقة تمنح الطالب مساحة تعبير عن نفسه لنكتشف أنه يملك أعماقا ثرية كما أن المسابقة تشمل برنامجا يسمى التحفيز أي تحفيز القدرات وتعزيزها لافتا إلى أن كل المتسابقين لديهم هذه القدرة. سيريا ديلي نيوز.سانا  

التعليقات