مشاريع المرأة الريفية التي تنفذها وزارة الزراعة بالتعاون مع جهات عدة تسهم في تمكين المرأة اقتصاديا عبر تأسيس مشاريع إنتاجية صغيرة تؤمن للنساء ولأسرهن الدخل وتساعدهن على تحسين واقعهن الاجتماعي والاقتصادي وجعلهن شريكا أساسياً في عملية التنمية. وتنفذ كل من منظمة الأغذية والزراعة الفاو والمركز العربي لدراسة المناطق الجافة والأراضي القاحلة أكساد وشبكة الآغا خان وبرنامج الغذاء العالمي مجموعة من المشاريع الداعمة للأسر الريفية في عدد من المناطق المنتشرة في سورية. وتوضح الدكتورة رائدة أيوب مديرة تنمية المرأة الريفية بوزارة الزراعة أن برنامج تمكين المرأة استهدف القرى الأكثر فقراً والأشد احتياجاً حسب خارطة الأحوال المعيشية المعدة من قبل هيئة التخطيط والتعاون الدولي وتقاطعها مع خارطة الفقر الريفي المعدة بالوزارة والتي اعتمدت على تجارب الإقراض الناجحة المتبعة لديها سابقاً عبر تقديم قرض تصل قيمته إلى 150 ألف ليرة لشراء أدوات المشروع وتسديده على مدار ثلاث سنوات على أقساط نصف سنوية للقروض طويلة الأجل إضافة إلى قروض قصيرة الأجل تستحق السداد بعد 12 شهرا. ويتم منح المقترضة فترة سماح 300 يوم لحين اقلاع مشروعها ويترتب عليها عمولة اقراض تبلغ 3 بالمئة سنوياً وتعفى من نصف عمولة الإقراض بحال التزامها بسداد الأقساط بموعدها بحسب مديرة تنمية المرأة الريفية التي تؤكد أن 77 بالمئة من القروض زراعية و20 بالمئة خدمية و2 بالمئة يدوية و1 بالمئة صناعية مشيرة إلى أن إجمالي القروض بلغ 17850 قرضا بقيمة مليار ليرة في 605 قرى حيث ساعدت الخبرة الطويلة لوزارة الزراعة ببرامج الإقراض للنساء الريفيات وانتشار وحداتها الإرشادية والبالغة 1167 وحدة في جميع القرى النساء الريفيات في كيفية اختيار مشروعهن وخطوات عملهن. ويوضح الدكتور سليم زهوة مساعد ممثل منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة الفاو في سورية أن المنظمة قدمت مبادرة خلال العام الماضي لتمكين الأسر الريفية من تحقيق أمنها الغذائي عبر توفير مستلزمات الإنتاج لها ونماذج مولدة للدخل ترتبط بالقطاع الزراعي مثل تربية الأغنام والدجاج والنحل وزراعة الفطر وإنشاء حديقة منزلية مكملة للنشاطات الزراعية تحسن من مستوى التغذية وتعزز دور المرأة في نجاح خطط التنمية الاجتماعية الاقتصادية. وخلال العام الجاري تم توزيع 1690 رأسا من الغنم الحوامل و169 طنا من الأعلاف بحسب الدكتور زهوة إضافة إلى الخدمات البيطرية والدعم الفني والتدريب اللازم على 338 أسرة تعيلها نساء جراء فقدانها سبل معيشتها بشكل كامل وليس لديها مصدر آخر للدخل كما ستقدم مساعدات أخرى خلال الفترة القادمة. وتنفذ أكساد مشروعا بالتعاون مع وزارة الزراعة لتحسين مستوى معيشة العائلات الريفية في عدد من قرى محافظة الرقة تتمثل بمنطقتي سلوك وعين عيسى حيث تم اختيار 5 قرى من هذه المناطق بناء على بعض مؤشرات الفقر المعروفة. ويبين الدكتور محمد العبدالله مدير قسم الإرشاد الزراعي في أكساد أنه تم توزيع 1500 رأس من الغنم على النساء المستهدفات في القرى وتوريد 152 طنا من الاعلاف المركزة منها 97 طنا من الشعير و30 طنا من النخالة و24 طنا من الكسبة بلغ نصيب كل عائلة 4ر1 طن من الأعلاف المركزة و330 كغ من التبن. ويشير العبدالله إلى أن أكساد تقدم إضافة لما سبق الخدمات البيطرية من خلال القيام بزيارات اسبوعية لكل مستفيدة لمتابعة الحالة الصحية للأغنام وتقديم الادوية واللقاحات اللازمة ونفذت دورة تدريبية للمستهدفات حول رعاية الاغنام والتغذية وأهم الأمراض والتلقيح الصناعي والتنمية المجتمعية. وكان لشبكة الآغا خان دور في مشاريع تنمية المرأة الريفية في محافظات دمشق وحلب وحمص وحماة واللاذقية وطرطوس والسويداء عبر مؤسسة التمويل الصغير التي أعطت المرأة اهتماما خاصا إيماناً بدورها الفاعل باعتبارها النصف الآخر للمجتمع. ويوضح علي الزين مدير البرامج في المؤسسة أن نصيب المرأة من نسبة القروض الممنوحة بلغ 25 بالمئة بواقع 29 ألف قرض نفذ من خلالها مشروع استصلاح أرض زراعية حولتها ربة منزل إلى مزرعة حمضيات ومشروع لتصنيع مشتقات الحليب في المنزل إضافة إلى تقديم الدعم الفني للنساء الريفيات لإمكانية تصنيع الألبان والأجبان وتحسين نوعية المنتج ومراعاة القضايا الصحية. ويشير الزين إلى أنه ومن خلال جمعية مزارعي الزيتون التي أقامتها الشبكة تعمل مجموعة من النساء الفقيرات في منشأة تابعة للجمعية في قرية تل التوت في حماة في تحضير وتخليل زيتون المائدة وغيرها من الأعمال. سيريا ديلي نيوز.

التعليقات