في تلك المحافظة الهادئة التي فتحت أبوابها للسوريين لتعطيهم بعضاً مما فقدوه من الأمان، كانت حركة الناس ونشاطهم الاجتماعي أكثر من أي مكان آخر، إذ تعتبر الحركة السياحية في محافظة طرطوس مقبولة إلى حدٍ ما على الرغم من أنه لا يمكن اعتبار استخدام المنشآت السياحية بكل ما فيها سياحة وإنما التوافد السكاني من المحافظات الأخرى كان الغالب على مناطق تلك المحافظة، ومع ذلك تراجعت ورادات خزينة الدولة من المنشآت السياحية إلى النصف... تراجع الواردات وعدد السياح ثابت في البداية يشير مدير سياحة طرطوس أيوب إبراهيم إلى أنه لا تتوافر لدى المديرية إحصائيات دقيقة عن نسب الأرباح العائدة للمنشآت السياحية في المحافظة إلا أنه يمكن من خلال العودة إلى إجمالي واردات مديرية المالية في طرطوس من ضريبة الإنفاق الاستهلاكي للمنشآت السياحية لأعوام 2010 – 2011 – 2012 ملاحظة تراجع الواردات حوالي الـ50% بين العام والآخر، حيث بلغت واردات خزينة الدولة من المنشآت السياحية لقاء رسم الإنفاق الاستهلاكي في عام 2010 نحو 44919137 ليرة وتراجعت في عام 2011 إلى مبلغ 22.481.776 ليرة ووصلت خلال عام 2012 لغاية آب الماضي إلى 10014050 ليرة، مع العلم أن رسم الإنفاق الاستهلاكي تم تخفيضه اعتباراً من بداية تشرين الثاني لعام 2011 من 10% إلى 5% للمنشآت السياحية من مستوى نجمتين وثلاث نجوم، إلا أن إبراهيم اعتبر أن عدد السياح ثابت خلال الأعوام الثلاثة الماضية إذا ما قارنا ايرادات قطاع السياحة في طرطوس مقابل انخفاض رسم الانفاق. الحركة السياحية غير منتظمة وبتدقيق البيانات الإحصائية لعدد نزلاء فنادق طرطوس خلال عامي 2011 و2012 في النصف الأول من كل عام، نجد أن العدد في الأشهر الثلاثة الأولى من 2011 يصل الضعف مقارنة مع 2012 وفي أشهر الصيف بدأت الحركة السياحية في محافظة طرطوس تتزايد إلا أنها غير مستقرة نتيجة أن أعداد النزلاء في الفنادق لم تدل على أنهم سياح بالمعنى الحقيقي للكلمة. والجدول المرفق يبين أعداد السياح في طرطوس في العام 2011 مقارنة مع 2012 واعتبرت مديرية سياحة طرطوس (مكتب الإحصاء) أن الأرقام السابقة لا تعتبر مؤشراً صحيحاً للحركة السياحية في المحافظة نتيجة عدم انتظام التوافد السكاني إلى المحافظة وفي البلد بشكل عام نتيجة الأحداث الحالية. وأضاف إبراهيم: إنه بالاتفاق بين مديرية السياحة بالمحافظة والقطاع الخاص العامل في مجال السياحة تم تخفيض أسعار الخدمات التي تقدمها المنشآت السياحية ووصل هذا التخفيض إلى 50% في أهم 5 منشآت سياحية في المحافظة والتي حصلت في الفترة الماضية على توافد كبير من قبل السياح وخاصةً ضمن جو الأمن والأمان الذي تتمتع به المحافظة الذي أدى إلى توافد عدد كبير من سكان المحافظات الأخرى الذين تتفاوت حالتهم المادية فنشطت الحركة السياحية في المنطقة عن طريق استخدام بعضهم عدداً من المنشآت السياحية، إلا أن الكثير منهم لا يمكن اعتبارهم سياحاً وبالتالي لم يؤثروا على الحركة السياحية. سياحة إلزامية المهندسة ميرفت عثمان – عضو المكتب التنفيذي في محافظة طرطوس – أشارت إلى أنه على الرغم مما تملكه المحافظة من مقومات سياحية سواء الطبيعية (الجغرافية والمناخية) أو البنى التحتية يضاف إليها الثروة الأثرية، إلا أنه لا شك في أن هذا الصيف اختلف الوضع من حيث الحركة السياحية عما كان عليه في السنوات الماضية، حيث تحكمت الظروف التي جعلت الناس يحجمون عن السياحة بشكل عام سواء المجموعات السياحية أو العائلات في إطار السياحة الداخلية ضمن القطر والسياحة الخارجية، فكان هناك انخفاض كبير بعدد السياح ما أثر سلباً على الواردات السياحية للمحافظة التي تقدم إلى خزينة الدولة أو على مردود أصحاب المهن التي تتوافق مع السياحة بشكل عام، فمن الممكن اعتبار الأثر الأساسي السلبي أثراً اقتصادياً. إلا أنه من جهة أخرى لاحظت عثمان أن أعداداً كبيرة من العائلات السورية تركت محافظاتها ذات الأوضاع الأمنية غير المستقرة وجاءت إلى محافظة طرطوس التي تتمتع بالاستقرار والأمان، هذه العائلات بطبيعة الحال بدأت بالبحث عن أماكن سكن وإقامة وأدى ذلك إلى انشغال الفنادق والشاليهات والشقق السكنية المخصصة للإيجار، وإن كنا لا نعتبر أن هذا التوافد سياحي بقدر ما هو بحث عن حالة آمنة، وعلى الرغم من الآثار السلبية العديدة على تركها هذا التوافد على المحافظة من حيث الضغط على مواردها المختلفة ومخصصاتها وامكانياتها ولاسيما في مجال الطاقة والصحة والتعليم بحكم تلبية حاجات تلك العائلات، إلا أنه مجرد إشغال المناطق السكنية والسياحية في طرطوس ربما يعتبر أثراً إيجابياً في إطار ما يسمى السياحة الداخلية وإن كانت حصلت بشكل ملزم بحكم الظروف الراهنة. 68 مشروعاً وحول أرقام واردات خزينة الدولة من المنشآت السياحية لقاء رسم الإنفاق الاستهلاكي  تقول المهندسة عثمان إن تلك الأرقام تدل على أن الحركة السياحية قد تأثرت سلباً نتيجة تناقص واردات خزينة الدولة من المنشآت السياحية لقاء رسم الإنفاق الاستهلاكي بعد أن تم تخفيض رسم الاستهلاك من 10% إلى 5%. وتضيف عثمان إن الإعلام الخارجي المضلل لعب دوراً سلبياً فيما يعرض من صور سلبية عن المحافظات. تجدر الإشارة إلى أن عدد المنشآت السياحية القائمة والمستثمرة في محافظة طرطوس المؤهلة منها 47 مطعماً و10 فنادق، وعدد المنشآت السياحية قيد التنفيذ 68 مشروعاً سياحياً. سيريا ديلي نيوز- تشرين

التعليقات