بزيادة تقارب مليوني شجرة زيتون عن العام الماضي حسب إحصاءات مكتب الزيتون في محافظة حماة يستعد مزارعو حماة للبدء بجني محصولهم من هذه الثمرة المباركة والتي شهدت إقبالاً كبيراً على زراعتها في السنوات العشر الأخيرة نظراً لطبيعتها المتحملة لظروف الجفاف وخضرتها الدائمة وملاءمتها لمعظم أنواع التربة الموجودة في المحافظة. وقال مدير مكتب الزيتون في مديرية زراعة حماة المهندس مازن طيفور: إن عدد أشجار الزيتون هذا العام وصل إلى حوالي 12 مليون شجرة أغلبيتها من الأشجار الفتية التي تندر فيها صفة المعاومة، كما هو معروف عن هذه الشجرة، ويصل عدد الأشجار المثمرة إلى قرابة 8 ملايين شجرة، ومتوسط الإنتاج المتوقع لهذا العام يتراوح بين 50- 60 ألف طن من ثمار الزيتون الأخضر الذي تتنوع أنواعه بين الصوراني والقيسي كصنفين رئيسين في معظم مناطق المحافظة نظراً لجودتهما للعصر والاستهلاك للمائدة وبين الخضيري والصفراوي اللذين تتركز زراعتهما في المناطق الغربية من المحافظة، ويعدان من أصناف الزيتون الساحلي، يضاف إليهما أنواع التركي والدعبيلي والجلط ومحزم بكميات أقل. وذكر م.طيفور أن هذا العام يتميز بإنتاج وفير وجيد وخال من الأمراض والآفات الحشرية ولاسيما ذبابة ثمار الزيتون التي تظهر في أوائل شهر أيلول، وتتكاثر في الجو الرطب والحرارة المعتدلة، ولكن استمرار ارتفاع درجة حرارة الجو ساهم في منع بيوض هذه الذبابة من التفقيس والانتشار ما حمى المحصول منها ووفّر على المزارعين كلفة مكافحتها، مشيراً إلى أن تواتر هطل الأمطار الشتوية والخريفية والمناخ الجيد أثّر إيجاباً على جودة الثمار ووفر كمياتها. ولفت طيفور إلى أن نسبة العصر في محافظة حماة وسطياً تقدّر بحوالى 20% حيث ينتج عن كل 100كغ زيتون أخضر 20كغ من الزيت الصافي النقي وهذه النسبة تزيد أو تنقص حسب نضج الثمرة وصنفها ومقدار الري والعناية المقدمة للشجرة، وقد وصلت أعلى نسبة للعام الماضي إلى 36% لدى أحد المزارعين، ويوجد في محافظة حماة أكثر من 40 معصرة أغلبها من المعاصر الحديثة المتطورة متوزعة في جميع مناطق المحافظة، ويتم العمل والتنسيق مع الجهات المعنية لتأمين المحروقات لها لإنجاح موسم عصر الزيتون الذي سيبدأ في الريف الغربي اعتباراً من 15 تشرين الأول القادم وفي بقية المناطق مع نهاية الشهر ذاته. المزارعون فرزات الأحمد وعلي دياب ومحمد الحلو أبدوا تخوفهم من تأثير الظروف الراهنة على كل مراحل إنتاج هذه الشجرة حيث قالوا: إن الظروف الطارئة لا تسمح بنقل ورشات القطاف من منطقة إلى أخرى وبقائها ضمن الحقول المزروعة بالزيتون لأيام حتى تنتهي من قطاف كامل الموسم كما هي العادة خلال السنوات السابقة. وأضافوا أيضاً: هناك بخس حقيقي لحقوق المزارعين الذين يقدمون الجهد والمال والانتظار ويبقى سعر زيت الزيتون من أخفض أسعار الزيوت رغم جودته العالمية المشهود لها عبر السنين الماضية بل قد انخفض عن المواسم السابقة حيث كانت تباع صفيحة الزيت سعة 16كغ بسعر من 2800-3500 ليرة، والآن يتراوح سعرها بين 2000- 2500 ليرة بسبب توقف التصدير وقلة توفر العبوات المعدنية لتخزينه. كما أشار المزارعون إلى معاناتهم الشديدة من غلاء أسعار الأسمدة والأدوية الزراعية والمبيدات وتكاليف ومستلزمات الري ولاسيما المازوت الذي أنهك المزارعين وجعل الكثيرين منهم يتحولون إلى أعمال أخرى لعدم قدرتهم على تحمل الخسارات المتوالية. وطلب المزارعون من المعنيين إيجاد طرق ووسائل ناجحة للترويج لزيت الزيتون المعروف بجودته وصفاته المميزة وفتح أبواب تصدير تساهم في رفع أسعاره أسوة بارتفاع أسعار الزيوت النباتية المكررة إلى الحد المعقول الذي يحقق للفلاح هامش ربح معقولاً يعينه على مواصلة العمل وتربية أبنائه ويمكنه من تحسين هذه الزراعة الاستراتيجية والتي تعدّ من أهم عناصر الأمن الغذائي السوري ومن المحاصيل الرئيسة الأولى الداعمة للاقتصاد الوطني. سيريا ديلي نيوز - تشرين

التعليقات