وضعت وزارة الكهرباء مشاريع إنتاج الطاقات المتجددة ضمن أولوياتها وخاصة في هذه الظروف وليس لأنها بديل للطاقة المنتجة من الوقود الأحفوري فهي لا تشكل حلاً ولكن بهدف نشر ثقافة الاعتماد على الطاقات المتجددة وترشيد استهلاك الطاقة وحسن استخدامها لأن الاعتماد عليها يخفف الضغط عن الكهرباء ومن تلوث البيئة وكذلك عن الآثار الصحية. وأكد المهندس عماد خميس وزير الكهرباء أنه انطلاقاً من ذلك أعدت الوزارة قاعدة بيانات متكاملة لمصادر الطاقات المتجددة وآلية وكلفة استثماراتها وجدواها والنطاق الجغرافي لقيام هذه الاستثمارات ورافق ذلك إصدار القوانين والتشريعات اللازمة في هذا المجال وفق حوافز تشجيعية كبيرة.‏ وأضاف: هناك جهود كبيرة تعمل لزج هذه الطاقات في المنظومة الكهربائية السورية بعد أن ذللت كل العقبات بإصدار قانون الكهرباء وحان الوقت للتنفيذ وللقطاع الخاص دور مهم ورئيسي في إنجاز هذه المشاريع وقد أعلنت وزارة الكهرباء عن أسعار مجزية لمنتجي الطاقة من القطاع الخاص والعام.‏ وحول طاقة الكتلة الحيوية قال خميس: المصدر الأساسي للطاقات المتجددة هي (الشمس - الرياح - الكتلة الحيوية) وبالنسبة للطاقة الشمسية أصبحت ملموسة ويزداد عدد السخانات الشمسية يوماً بعد آخر أما طاقة الرياح فقد أصبحت واضحة البيانات وأعلن عن عدة مشاريع، أما طاقة الكتلة الحيوية فهي الطاقة المنتجة من النباتات بأنواعها والمخلفات الحيوانية والعضوية وقد أنجز زملاؤنا في المركز الوطني لبحوث الطاقة دراسة مفصلة لحجم هذه الطاقة وأفق استثمارها وهي كبيرة واقتصادية ويمكن لأي مستثمر الاطلاع على هذه الدراسة والحصول على معلومات مفصلة لمصادرها وسبل استثمارها والتقنيات المستخدمة بالعالم والمشاريع المنفذة في سورية والجهات ذات العلاقة وكامل البيانات المتعلقة بهذه الطاقة.‏ من جهته المهندس مصطفى شيخاني المدير للمركز الوطني لبحوث الطاقة قال: تعتبر طاقة الكتلة الحيوية مصدراً من مصادر الطاقات المتجددة وخياراً مهماً لزيادة إنتاج الوقود الحيوي محلياً بالإضافة إلى أنه يساهم في التخفيف من انبعاث الغازات الدفيئة والحد من ظاهرة الاحتباس الحراري وبالنسبة لنا في سورية فقد بدأت التجارت وتم إنشاء بعض الوحدات التجريبية من قبل وزارة الزراعة والمركز العربي لدراسة المناطق الجافة (اكساد) وبينت هذه التجارب إمكانية استعمال المخلفات العضوية الحيوانية والنباتية ومخلفات الصرف الصحي والمخلفات الصناعية في إنتاج الغاز الحيوي واستثمار الطاقة الناتجة للاستعمالات الريفية وفي تشغيل محطات الصرف الصحي في المدن بالإضافة إلى القيمة الاقتصادية للراسب الناتج عن الهضم اللاهوائي التي تكمن في كونه سماداً ذي مواصفات جيدة.‏ وحول الفوائد البيئية والاقتصادية للغاز الحيوي قال شيخاني: أولاً يمكن أن يستخدم في توليد الطاقة وثانياً إنتاج كميات كبيرة من السماد ذي المواصفات الممتازة للتربة وثالثاً التخلص الآمن من المخلفات الزراعية والمنزلية ورابعاً حماية البيئة من التلوث.‏ وحول الجدوى الاقتصادية لطاقة الكتلة الحيوية في سورية يقول: بحسب إحصاءات 2010 فإن الكميات السنوية للكتلة الرئيسية في سورية بلغت حوالي 379 مليون طن وفي حال معالجتها بالهضم اللاهوائي يمكن أن تنتج 4.6 مليارات متر مكعب من الغاز الحيوي سنوياً وهذا يعادل إنتاج 25 مليار كيلو وات ساعي من الكهرباء سنوياً ويعادل 2.7 مليار لتر مازوت إضافة لذلك تنتج 341 مليون طن من السماد العضوي العالي الجودة.‏ وتابع شيخاني: إن القيمة المادية للطاقة المنتجة من معالجة الكتلة الحيوية وفق بيانات 2010 تعادل 358 مليون يورو فيما تصل قيمة العائد الناتج عن رواسب عملية الهضم اللاهوائي (سماد) تصل إلى 614 مليون يورو وبحسب اتفاقية كويوتو فإن العائد من الحد من انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون نتيجة استخدام الغاز الحيوي يمكن أن تصل إلى 530 مليون يورو وبالتالي فإن العائد الإجمالي من تطبيق تقانة الغاز الحيوي في سورية يمكن أن تحقق دخلاً يقدر بحوالي 2 مليار يورو سنوياً وهو رقم كبير جداً.‏ وحول تجربة المركز الوطني لبحوث الطاقة في مجال الطاقة الحيوية يقول: قام المركز بمشروع إنشاء 19 هاضماً منزلياً في القرى الواقعة على طريق دمشق - السويداء بهدف تشجيع استخدام الهواضم الصغيرة في الريف السوري وتعريف المجتمعات الريفية على هذه التجربة وقد لاقى هذا المشروع تقبلاً ملحوظاً وبالإضافة لتحقيقه عدة فوائد إلا أنه كان بالنسبة للمركز هو تجربة بحثية لأخذ البيانات والمعلومات لأجل تطوير المشاريع اللاحقة في هذا المجال وقد قام بعض طلبة الجامعات بالاطلاع على هذه التجربة الناجحة.‏ سيريا ديلي نيوز- الثورة

التعليقات