ا أطلق اليوم عدد من الأحزاب والقوى الوطنية دعوة لكل القوى والفعاليات والاحزاب المعارضة في الداخل والخارج دون استثناء لمؤتمر وطني شامل للمعارضة انطلاقا من السعي لتحقيق حوار سوري بإمتياز دون أي شروط أو تصورات مسبقة والعمل على إيقاف نزيف الدم والحفاظ على وحدة سورية وشعبها وترابها. وأكدت الأحزاب والقوى المشاركة في بيان تلي في مؤتمر صحفي عقد بدمشق أن هذه المبادرة تأتي كمحاولة لرفض احتكار التمثيل بالنسبة للمعارضة السورية ومن منطلق الحرص على توحيد الجهود للقوى السورية المعارضة وإيجاد البيئة السياسية والانطلاق من المساحة الأوسع القادرة على رسم رؤية لسورية تتجاوز العنف وتحقق المصلحة السورية التي تعتبر غاية أي حوار. وذكرت الأحزاب والقوى المشاركة في بيانها أن أربعة وعشرين حزبا وتجمعا وتيارا وقعوا حتى الآن على الدعوة حيث اتفقوا على رؤية وأهداف منها وجود قناعة عميقة بضرورة توحيد وجهات نظر المعارضة البرنامجية أو الحد الأدنى من التنسيق بينها و"تغيير جذري شامل وعميق في بنية وتركيبة ونهج النظام ووسائله في إدارة الوطن وإلغاء كل الأسباب التي تعيد إنتاج الأزمة". وتضمن البيان اتفاق الاحزاب والفعاليات الموقعة على رفض التدخل الخارجي بكل أشكاله والحفاظ على السيادة الوطنية وسيادة الدولة السورية وفقا لميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي ورفض كل أشكال الصراع المسلح وجعل الانتماء الأساسي والوحيد للوطن وتحقيق السلم الأهلي والانتقال إلى نظام ديمقراطي تعددي معاصر يلبي طموحات الشعب السوري ويحقق شروط المواطنة ووقف العنف عبر الحل السياسي السلمي. وأشار البيان إلى وجود روءية موحدة للأحزاب الموقعة للعمل على تحقيق مصالحة وطنية شاملة والتأكيد على دور الكتلة الشعبية الواسعة والوقوف إلى جانب المطالب الشعبية المحقة لافتا إلى أن الأحزاب والقوى المشاركة في المؤتمر لا تعتبر نفسها ممثلة لكل أطياف المعارضة وبالتالي فهي تدعو كل القوى والأحزاب والشخصيات للمشاركة في المؤتمر. ورأى عادل نعيسة الناطق الرسمي باسم رئاسة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير أن التاريخ سيسأل يوما أطراف المعارضة والدول الحليفة والصديقة عن دورهم في هذه اللحظة التاريخية داعيا إلى "الإسراع بحل الأزمة في سورية من أجل وقف نزيف الدم السوري وتخريب الوطن وإعادة المهجرين إلى منازلهم". وفي رده على تساؤلات الصحفيين أكد الدكتور قدري جميل عضو رئاسة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير أن هذه الدعوة تشكل بادرة حسن نية من جميع الاحزاب والتيارات والتجمعات المشاركة تجاه قوى المعارضة الأخرى التي تريد إقصاء كل هذا الطيف الوطني معتبرا أن هذه الدعوة التي تأتي لتوحيد صفوف المعارضة أو تجميعها تعكس "روح الفضاء السياسي الجديد في سورية القائم على التعددية السياسية والحزبية وعدم احتكار أي طرف لإرادة الشعب السوري" تمهيدا للوصول إلى طاولة الحوار الوطني وإطلاق عملية سياسية شاملة توءدي إلى وقف العنف وهدم الاقتصاد الوطني وبنية المجتمع السوري. ولفت جميل إلى أن من يعيق عملية توحيد المعارضة في الداخل يتحمل مسوءولية استمرار تردي الأوضاع في سورية مشيرا إلى "أن الإعلام الخارجي المرتبط بأموال الدول الخليجية سيحاول تهميش هذه الدعوة لكن قوة هذا التجمع الأساسية هي بين الشعب وعلى أرض الواقع وليس في الفضاء أو العالم الافتراضي". وأوضح جميل أن هناك جملة من المبادئ الأساسية ستبنى عليها أدبيات توحيد صفوف المعارضة وهي نبذ العنف ورفض التدخل الخارجي واحترام رأي القوى السياسية على اختلافها وعدم اتباع أساليب الوصاية والاملاء من أي طرف وعدم التعالي على القوى السياسية الوليدة والناشئة وعدم احتكار أي احد لحق توزيع براءات المعارضة. وقال جميل "إن الولايات المتحدة وقوى الصهيونية العالمية تريد استمرار نزيف الدماء وإضعاف سورية اقتصاديا وعسكريا لكن ما هو مطلوب الآن كسر دوامة العنف من أي طرف والاحتكام إلى الحل السياسي كطريق آمن للخروج من الأزمة التي تمر بها سورية" مؤكدا إجماع الشعب السوري على أن سلاح الجيش العربي السوري هو السلاح الشرعي الوحيد في البلاد. وأكدت بروين ابراهيم رئيسة حزب الشباب الوطني للعدالة والتنمية أن الأكراد جزء من المكون السوري ويؤكدون دائما وقوفهم إلى جانب الدولة السورية وأن رئيس مجلس اسطنبول الذي يدعي تمثيله للأكراد مرتبط بأجندات خارجية ولا يمثل إلا نفسه. وأوضح طارق الأحمد عضو المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي والدكتور مازن مغربية من التيار الثالث لأجل سورية أهمية توحيد المعارضة وإطلاق حوار سياسي شامل ووقف إراقة الدماء معتبرين أن الأعمال المسلحة التخريبية مرتبطة بشكل واضح بدول تحتضن معسكرات تدريبية وترسل الأسلحة إلى الداخل السوري وأن الأعمال المسلحة أضاعت العمل السياسي لمدة سنة ونصف السنة. سيريا ديلي نيوز -سانا

التعليقات