كشفت مديرية الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة أن أكثر من 27 ألف سوري أصيبوا بـ«حبة حلب» أو ما يعرف بمرض اللايشمانيا الجلدية خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، مبينة أن الرقم مرشح للارتفاع بشدة لعدم تمكن مديريات الصحة في بعض المحافظات من إحصاء عدد إصاباتها بسبب الأوضاع الأمنية التي شهدتها خلال الفترة المذكورة. وقالت مديرة الأمراض السارية والمزمنة في وزارة الصحة الدكتورة كناز شعبان شيخ إن عدد الإصابات باللايشمانيا ارتفع خلال النصف الأول من العام الحالي بشكل ملحوظ مقارنة مع عدد الإصابات خلال الفترة عينها من العام الماضي الذي سجل خلاله بأكمله نحو أربعين ألف إصابة، مشيرة إلى إصابة 27306 سوريين خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2012 باستثناء إصابات محافظة حمص التي لم يتوافر مجموعها حتى الآن، كما أن بعض المحافظات لم ترسل إحصاءاتها سوى عن أربعة أشهر. وأضافت الدكتورة شيخ: أعلى الإصابات سُجّلت في محافظة حلب وبلغت خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي 13274 إصابة، وبلغ عدد الإصابات في إدلب خلال الفترة نفسها 2010 إصابات، وفي دير الزور 2365 إصابة. أما محافظة الحسكة فبلغ عدد إصاباتها 4585 إصابة خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، كما سُجّل 2569 إصابة في الفترة نفسها بمحافظة حماة، و666 في دمشق، و475 في الرقة، و377 في طرطوس، و322 في اللاذقية، و35 في السويداء و47 في درعا. وفي ريف دمشق بلغ عدد الإصابات بحبة حلب خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي 581 إصابة، على حين لم تُسجّل أي إصابة في محافظة القنيطرة. وبينت الدكتورة شيخ أن اللايشمانيا من المشكلات الصحية المتفاقمة في سورية نظراً لسعة انتشارها ولضعف مواجهتها التي تتطلب إستراتيجية متكاملة تشترك فيها جهات مختلفة في الدولة والمجتمع لمكافحة «ذبابة الرمل» الناقلة لهذا المرض، مبينة أن سورية توفر علاج اللايشمانيا الأكثر تطوراً بالمجان لجميع المصابين، وهو مركبات الأنتموان الخماسية، مشيرةً إلى أن تكلفة علاج المصاب الواحد تبلغ نحو ثلاثة آلاف ليرة إذا كان العلاج موضعياً، ونحو ستة آلاف ليرة إذا كان العلاج عضلياً. وعللت الدكتورة شيخ سبب ارتفاع نسبة الإصابة باللايشمانيا العام الحالي 2012 بشكل ملحوظ بعدم التمكن من القيام بالشكل الأمثل بالإجراءات التي تؤدي إلى انخفاض نسبة الإصابة في العديد من المحافظات التي تعتبر مناطق تتمركز فيها الإصابة بهذا المرض، مؤكدةً أن الأحداث التي تشهدها البلاد منذ منتصف شهر آذار 2011 تسببت بعرقلة جهود وزارة الإدارة المحلية للحد من انتشار المرض، إذ يقع على عاتقها الكثير من المهام المتعلقة بمكافحة اللايشمانيا، مثل رش المبيدات الحشرية، وترحيل القمامة، وكذلك ترحيل فضلات الأبقار والحيوانات الأخرى، مضيفة: أن جهود وزارة الصحة تمت عرقلتها أيضاً خلال «الأزمة» وإن هذه الجهود تتجلى في التثقيف الصحي وإشراك المجتمع المحلي ورجال الدين ووجهاء القرى بعملية التوعية وخصوصاً في القرى الموبوءة التي يقع الكثير منها في المناطق الساخنة أمنياً. مبينة أن تطبيق هذه الإستراتيجية في مكافحة المرض يعطي نتائجه دائماً في العام التالي، فتطبيقها عام 2009 أدى إلى انخفاض ملحوظ بعدد الإصابات عام 2010 بمقدار أربعة آلاف إصابة، وبالتالي فإن ضعف تطبيقها عام 2010 أدى إلى ارتفاع عدد الإصابات عام 2011، متوقعةً أن يؤدي شلّ تطبيقها خلال عام 2011 إلى تفاقم المرض وارتفاع عدد الإصابات بشكل كبير مع نهاية العام الحالي. سيرياديلي نيوز -الوطن

التعليقات