أكدت وزيرة السياحة المهندسة هالة الناصر أهمية إظهار التراث المعماري الذي تذخر به محافظة دمشق عبر ترميم البيوت الدمشقية القديمة وإعادة تأهيلها واستثمارها وضرورة الحفاظ على الطابع المعماري القديم والمواد المستخدمة في عمليات التأهيل والترميم ما يسهم في الحفاظ على الصورة الحقيقية لهذا التراث العريق والذي يعود إلى آلاف السنين. وأشارت الوزيرة الناصر خلال اطلاعها على أعمال التأهيل الجارية في خان سليمان باشا وبيوت السباعي ونظام والقوتلي والوالي إلى إصرار المستثمر السوري على الاستمرار في تنفيذ مشاريعه بالرغم من كل الصعوبات والتحديات التي تواجهه في ظل الحصار الجائر المفروض على سورية. وأوضحت انه سيتم التواصل مع المستثمرين للتعرف على الصعوبات التي تواجههم سواء أكانت متعلقة بالإجراءات الإدارية أم بالتشريعات المرتبطة بالاستثمار بغية العمل على تذليلها لافتة إلى أن الوزارة تركز حاليا على تنشيط السياحة الداخلية والدينية باعتبار أن سورية مهد الديانات السماوية وتمتلك العديد من مقومات هذه السياحة ما يؤهلها أن تكون مركزا لهذا النوع من السياحة. بدوره بين الدكتور محمد علي وحود رئيس مجلس إدارة مجموعة وحود للاستثمار وأحد مستثمري خان سليمان باشا أن المدة العقدية لمشروع استثمار الخان تبلغ 20 سنة حيث سيتم تحويله إلى فندق تراثي 5 نجوم يضم 38 غرفة إضافة إلى مجموعة من المتممات السياحية لافتا إلى أن الكلفة الاستثمارية للمشروع الذي سيوضع في الخدمة بعد نحو سنة ونصف تتراوح بين 5 و7 ملايين دولار. وأشار وحود إلى الصعوبات التي تواجه عمليات إعادة تأهيل وترميم الخان الذي يمتد على مساحة 1400 متر مربع وتعود ملكيته لمحافظة دمشق لناحية الحفاظ على الطابع المعماري القديم له والكلف الكبيرة لهذه العمليات مبينا أن عمليات التأهيل تتم بإشراف مديرية دمشق القديمة. من جانبه عرض الدكتور علي اسماعيل المدير التنفيذي لمؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية الاليات المتبعة في مشروع اعادة تأهيل وترميم بيوت السباعي والقوتلي ونظام مؤكدا أن تحويل البيوت الدمشقية إلى فنادق تراثية سيضمن الحفاظ عليها كصروح ثقافية ويعيد إحياء الوظائف الأساسية لها سواء أكانت وظيفة سكنية أم للمناسبات الاجتماعية. وأشار إلى أن تأهيل وترميم المباني التاريخية والأثرية في دمشق يتم عبر استخدام التقنيات الفنية والهندسية مع الحفاظ على أصالتها وطابعها العمراني القديم مستعرضا مراحل عمليات التأهيل للبيوت والتي تبدأ بالتوثيق الدقيق لكل ما تحتويه ومن ثم البدء بعملية الترميم عبر فريق من المختصين. ولفت اسماعيل الى الصعوبات التي واجهت الموءسسة في عمليات تأهيل وترميم بيت القوتلي والتي كان أهمها من الناحية التاريخية نتيجة تعرض البيت لعوامل وتداعيات الزمن اضافة إلى وجود محاولات ترميم سابقة لم تلحظ الخصائص التاريخية للبيت حيث تم خلالها استخدام الاسمنت بشكل مكثف لتخطيط الأسطح ما أحدث سماكات كبيرة ورتب حمولات زائدة عليه. من جهته أوضح المهندس طارق نحاس مدير دمشق القديمة دور محافظة دمشق في وضع الشروط العقدية مع مؤسسة الآغا خان للخدمات الثقافية والإشراف على الدراسة المعمارية للبيوت لافتا إلى أن شروط تأهيل وترميم البيوت تتضمن مراعاة موافقتها للمواصفات الأولى للبيوت الدمشقية والتي تعود إلى ما قبل 1948.
سانا
syriadailynews

التعليقات