كشف ديفيد إغناسيوس، أمس، في مقاله في صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية، أن أحد أصغر الأدلة على تصاعد التوتر في المنطقة هو أن السعودية طلبت من عدد من مسؤوليها العسكريين والأمنيين إلغاء عطلتهم الصيفية. ونقل إغناسيوس عن مصادر سعودية وأميركية، أن هذه التعبئة المحدودة تعكس القلق من احتمال نشـوب نزاع عسـكري مع إيران، واسـتمرار «حرب الخلافة في سـوريا»، بالإضافة إلى «التـوتر السـني ـ الشـيعي» في البحرين. وكتب إغناسيوس أن الديبلوماسيين يعملون «وقتاً إضافياً لتهدئة النزاعات الإقليمية» ولكن من دون أن يصلوا إلى أي نتيجة، مشيراً إلى مبادرة مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا كوفي أنان، والمحادثات المستمرة مع إيران حيث إن «اجتماعات اسطنبول وبغداد وموسكو لم تقدم أكثر من تبادل أوراق». ولذلك، اعتبر إغناسيوس أن هذا «الصيف سيمثل حافة الهاوية بالنسبة للديبلوماسية»، مشيراً إلى أن الحل الأمثل في سوريا هو مرحلة انتقالية بوساطة روسية، ولكن يبدو أن «نافذة فرصة الاتفاق ستغلق». أما في ما يتعلق بالنووي الإيراني، فإن «احتمال اللجوء إلى الحرب وارد إذا فشلت الديبلوماسية»، ولكن الموقف الإيراني الثابت بعد كل الضغوطات، يجعل «المساومة الحقيقية تبدأ اليوم بفرض المزيد من العقوبات الاقتصادية التي من شأنها زيادة الضغط على طهران يومياً، بنظر ديبلوماسيين أميركيين وأوروبيين». ولفت إغناسيوس إلى أنه «بالعادة تنتهي المحادثات باتفاق بين الأطراف لتفادي الكارثة»، ولكن ليست هذه هي الحال دائماً، مضيفاً لقد درس الباحثون لعقود طويلة العوامل التي تجعل الدول تتوجه نحو النزاعات، وأن أحد دروس الحرب العالمية الاولى في العام 1914، أنه من المهم جداً تفادي عملية التصعيد، لأن تعبئة أحد الأطراف تجبر الطرف الثاني على التصرف بالمثل، وهذا ما «يخيف في القرار السعودي الأخير، حيث إنه بمجرد أن يبدأ التصعيد سيكون من الصعب التوقف». وكالات سيريا ديلي نيوز

التعليقات