منذ إعلان سورية الالتزام بتنفيذها، وخطة المبعوث الأممي كوفي عنان تواجه حرباً تقودها بعض الدول بغية إفشالها أو تحويلها عن مسارها الصحيح. في البداية عملت هذه الدول المتورطة في صناعة الأزمة السورية وتأجيج تطوراتها على التشكيك بإمكانية نجاح الخطة في إيجاد حل سياسي للأزمة من جهة، وتشجيع المجموعات الإرهابية المسلحة على تصعيد اعتداءاتها وعملياتها الإجرامية بحق المواطنين الأبرياء من جهة ثانية. لكن ومع تمسك المجتمع الدولي بخطة عنان كأساس لحل الأزمة ابتدعت هذه الدول طرقاً أخرى للقضاء على مهمة المبعوث الأممي وقتل مبادرته، فكان أن سعت إلى تزييف الحقائق وتحريفها كما حدث بعد اجتماع جنيف والتهديد لاحقاً بالعمل خارج مجلس الأمن، وأخيراً الترويج لفكرة أن نجاح تطبيق الخطة مرهون بوضعها تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. يدرك الجميع أن هناك تبايناً شديداً بين جوهر ما تقوم عليه خطة المبعوث الأممي وبين ما يرمي إليه مؤيدو الفصل السابع، إذ من غير المنطقي الاعتراف بأهمية أن يكون الحل سياسياً يتفق عليه السوريون بأنفسهم وفي الوقت نفسه يتم تهديدهم بالعقوبات والتدخل الخارجي، فالتوصل إلى حل سياسي يحتاج إلى دعم وبيئة مناسبة تساعد على إنتاجه... لا إلى عقوبات وتهديدات تعرقل الحل السياسي لمصلحة حلول أخرى تنتهك سيادة الدول وتتجاوز القانون الدولي. واللجوء إلى الفصل السابع ليس سوى الخطوة الأولى التي ستتبعها وفق مخطط بعض الدول العربية والغربية خطوات أخرى، أهمها إعلان فشل خطة المبعوث الأممي والانتقال بالتالي إلى مرحلة تنفيذ أجندات هذه الدول ومشاريعها المشبوهة وفق سيناريو الخداع والتدمير الذي اتبعته في معالجة المسألة الليبية. وتتزامن الدعوة إلى وضع خطة عنان تحت الفصل السابع مع تطورات رئيسية مؤثرة في مسيرة الأزمة السورية، الأمر الذي قلب حسابات بعض الدول ودفعها للمسارعة إلى طرح هذه الخطوة للتغطية على فشل مخططها العدواني تجاه سورية، ومن هذه التطورات: -تأكيد المبعوث الأممي كوفي عنان ضرورة نزع سلاح المجموعات المسلحة وإقرار الدول الغربية بوجود عناصر لتنظيم القاعدة تقف خلف التفجيرات الانتحارية التي شهدتها بعض المحافظات السورية. -نجاح الجيش العربي السوري وقوات حفظ النظام بتوجيه ضربات قاسية للمجموعات الإرهابية المسلحة وإحباط الكثير من عملياتها التخريبية والإجرامية، وإلقاء القبض وقتل الكثير من الإرهابيين المنتمين لجنسيات عربية. -الفشل في توحيد أطياف ما تسمى المعارضة لأسباب تتعلق بمرجعيات كل منها ومشاريعها وارتباطاتها ومصالحها، وتمسك المعارضة الوطنية بموقفها الرافض للتدخل الخارجي بأشكاله كافة في الشأن السوري وبالحل السياسي الداخلي للأزمة. -توسع دائرة الإعلام الباحث عن الحقيقة في سورية بعد طغيان حملات التضليل والفبركة التي قادتها وسائل إعلام عربية وغربية مرتبطة بأجندات وسياسات مشبوهة، إذ لا يكاد يمر يوم إلا وتتصدر فضائح الدور القذر الذي تلعبه الدول الغربية وأدواتها الصغيرة في المنطقة حيال الأزمة السورية صفحات كبريات الصحف العالمية وعناوين فضائيات دولية مشهورة. زياد غصن سيريا ديلي نيوز

التعليقات