ذكر بيان صادر عن "وزارة الدفاع الروسية" نقله موقع (روسيا اليوم) أن سيرديوكوف جدد خلال محادثات أجراها مع نظيره الإيطالي "جامباولو دي باولا" يوم 10 تموز 2012 في "روما" تأكيد أن «روسيا لن تقبل أي تدخل أجنبي في شؤون سورية». من جهة أخرى قال مصدر دبلوماسي عسكري روسي «إن 3 مروحيات سورية من طراز (مي 25) تمت صيانتها في روسيا سترسل إلى دمشق عن طريق البحر». ونقلت وكالة (انترفاكس ا في ان) عن المصدر قوله «لا ننوي حالياً إرسال المروحيات إلى سورية باستخدام طائرات نقل» مضيفاً «ليس بالضرورة أن تستخدم الباخرة (آلايد) التي تم استئجارها في البداية لإرسال مروحيات عسكرية ووسائل دفاع جوي ومعدات خاصة أخرى إلى سورية في نقل هذه المروحيات». وتابع المصدر «إن مسألة الوسيلة البحرية التي ستنقل تلك المروحيات إلى سورية قيد الدراسة وليس من المستبعد أن تنقل باخرة أخرى المروحيات إلى سورية وليس (آلايد)». إلى ذلك نفى مصدر مطلع في وزارة الخارجية الروسية الأنباء التي أوردتها بعض وسائل الإعلام حول توجه سفن حربية روسية نحو سورية معرباً عن استغرابه لمحاولات تأجيج هذا الموضوع من جديد. وقال المصدر الروسي في تصريح له «يثير الضحك لدينا بكل بساطة ما يظهر في وسائل الإعلام من شائعات حول إبحار مزعوم لسفن روسية ما تحمل وحدات إنزال إلى سورية, موضحاً أنه ليس لدى روسيا ما تخفيه فكما أعلنت وزارة الدفاع الروسية فإن مجموعة من سفن أسطول بحر الشمال الروسي خرجت من قاعدتها في سيفيرومورسك واتجهت نحو الجزء الشمالي للمحيط الأطلسي حيث تنضم إليها هناك مجموعة أخرى من السفن لإجراء تدريبات بحرية عادية مخطط لها مسبقاً ولا علاقة لها بالأحداث في سورية». ولفت المصدر الروسي إلى أنه «على الرغم من الضجة حول السفن الروسية إلا أن أحداً لا يتكلم عن مناورات أساطيل البلدان الغربية في المنطقة, مشيراً إلى أن الشائعات حول السفن الروسية تظهر في الوقت الذي تجري فيه مناورات حربية بحرية واسعة النطاق تحت تسمية (سي بريز) تشارك فيها عشرات السفن التابعة للبلدان الغربية دون أن يتساءل أحد لماذا تجري هذه المناورات الآن وفي هذا المكان بالذات؟» من جانبه أعلن الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط ـ نائب وزير الخارجية "ميخائيل بوغدانوف" «استعداد بلاده لاستضافة اجتماع جديد للقوى الكبرى حول سورية موضحاً أن موسكو تدعو إلى عقد مثل هذا اللقاء بشكل دوري وتعمل على توسيع التمثيل فيه». وقال بوغدانوف في تصريح «إن نتائج اجتماع جنيف نصت على إمكانية أن يقوم المبعوث الدولي إلى سورية كوفي عنان بالدعوة لاجتماع ثان للمجموعة الدولية التي التقت في جنيف في الثلاثين من الشهر الماضي مضيفاً إن الجانب الروسي ينتظر نتائج ملموسة من محفل المفاوضات حول الأزمة في سورية والذي تمت إقامته بالجهود المشتركة في جنيف لافتاً إلى أن الأمر يتطلب تحضيراً جدياً لإجراء اتصالات مكثفة سواء مع الدول الخارجية أو مع الأطراف السورية حول إيجاد نقاط التقاء عامة». أكد وزير الدفاع الروسي "أناتولي سيرديوكوف" أن «بلاده تؤيد أي خطوات تهدف إلى تسوية الأزمة في سورية بطريقة سلمية وأنها لن تقبل أي تدخل أجنبي في شؤونها». «وأعرب عن أسف روسيا لعدم تمثيل إيران والسعودية في اجتماع جنيف الماضي نظراً لمواقف عدد من المسؤولين المشاركين فيه معتبراً أن هاتين الدولتين تملكان تأثيراً كبيراً على الوضع في سورية كما يمكن أن تسهما بقسط مهم في الجهود المشتركة للدول المجاورة لسورية والتي لم تتمثل في جنيف مثل لبنان والأردن اللتين تهتمان جداً بإحلال الاستقرار والأمن في سورية». وحذر بوغدانوف من الطابع الضار لأي أحاديث عن فشل خطة عنان وقال «إن مثل هذه الأحاديث ضارة سياسياً وغير أخلاقية لأنها قد تؤدي بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى تأجيج العنف في سورية والتشدد في مواقف الأطراف والاستمرار بإراقة الدماء ومعاناة المدنيين فيها». وحول ما صدر من تأويلات لنتائج اجتماع جنيف شدد بوغدانوف على أن «أي اجتماع دولي لايملك الحق في تحديد مصير سورية ورئيسها وعلى أن مثل هذا الأمر هو من صلاحيات السيادة السورية حصراً». وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي أن «مصير قائد هذا البلد أو ذاك يجب أن يتحدد من شعبه وبما يتطابق مع قواعد القانون الدولي نافياً أن يكون اجتماع جنيف حول سورية الذي عقد في الثلاثين من حزيران 2012 قد ناقش مثل هذا الموضوع». وقال بوغدانوف «من وجهة نظر القانون الدولي فإن هذه القضية لم يكن بإمكانها أن تكون موضع بحث في اجتماع جنيف الذي لم تشارك فيه سورية على العموم مشيراً إلى أن تصريحات عدد من المسؤولين الأجانب عن أن الوثيقة النهائية لاجتماع جنيف تطرقت إلى مستقبل الرئيس السوري ما هي إلا تأويل فضفاض وإرادي لهذه الوثيقة ومعرباً عن قناعة الجانب الروسي العميقة بأنه لا يجب تأويل الوثائق الدولية المنسقة بل يجب فهمها بدقة بما يتطابق مع صياغتها». وأشار بوغدانوف إلى أن «الوثيقة النهائية لاجتماع جنيف تنص بكل دقة على أنه يمكن أن يدخل في قوام الهيئة الحاكمة الانتقالية في سورية أعضاء الحكومة الحالية والمعارضة وكذلك أعضاء المجموعات الأخرى وعلى أنه يجب تشكيل هذه الهيئة على أساس الاتفاق المتبادل موضحاً أنه ينجم من هذا النص بصورة لا تقبل الجدل أن قوام مثل هذه الهيئة الانتقالية للسلطة سيتحدد من السوريين أنفسهم ضمن أطر حوار سياسي داخلي». وأكد بوغدانوف أن «إضفاء أي تأويل مختلف ذاتي على هذا البند الملموس تماماً والمفهوم بالكامل للوثيقة النهائية لاجتماع جنيف لا يقتصر على كونه غير مثمر فحسب بل إنه خطر أيضاً لأنه يتعلق بتضليل الرأي العام لأن الهدف هنا يتمثل في تصوير الخيال كأمر واقع». وفيما يتعلق بالتعاون العسكري التقني بين روسيا وسورية أوضح بوغدانوف أن «البلدين أقاما علاقات متنوعة منذ الخمسينيات من القرن الماضي ويشكل التعاون العسكري التقني جزءاً مكوناً مهماً لها وأن روسيا تنفذ هذا التعاون ضمن أطر الالتزامات الدولية وبالتقيد الكامل بالتشريعات الروسية في هذا المجال». وأكد بوغدانوف أن «هذا التعاون العسكري التقني يهدف على وجه الحصر إلى تعزيز القدرة الدفاعية لسورية التي يحق لها في ظل أي حكومة الحرص على الدفاع عن سيادتها». كما أشار الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط إلى «سعي بلاده لإقناع المعارضين في سورية باتخاذ مواقف موضوعية وبناءة تتيح حل المهمات المعقدة لوقف العنف في سورية واستعادة الأمن والاستقرار والهدوء فيها».

التعليقات