قبل أيام من حلول شهر رمضان المبارك أكمل التجار والباعة في أسواق دمشق استعداداتهم لتقديم تشكيلة واسعة ونوعية من شتى أصناف المواد والسلع والاحتياجات المنزلية الغذائية مع ازدياد وتيرة البيع والشراء. وقال التاجر في سوق البزورية محمود جمعة لوكالة سانا إن الأيام العشرة قبل رمضان بمثابة موسم بالنسبة لنا لذلك نعمل على عرض مواد إضافية جديدة مثل التمر الهندي وقمر الدين والعرق السوس والتمر والعجوة كما نزيد الكميات نتيجة السحب الزائد من قبل الزبائن الذي يحتاطون لموائد الإفطار والسحور خاصة أن الاستهلاك في رمضان أكثر من باقي الأشهر نتيجة الدعوات المتبادلة وجمع شمل الأسرة وتبادل الأطعمة مع الجيران ومبادرات فعل الخير للمحتاجين كما أن سيدات البيوت في رمضان يحرصن على تنويع الأطباق بمختلف ألوان الأطعمة والعصائر. وأضاف جمعة من متجره الذي يبيع الحلويات والتوابل والبهارات والمكسرات ويعود تاريخه إلى أكثر من مئة عام أن كثيرا من الناس يخرجون قبيل حلول شهر الصوم إلى السوق بكل رغبة وحماسة ويشترون دفعة واحدة مجموعة من أصناف البهارات والرز العادي ورز الكبسة ومواد العصائر التي لا غنى عنها في موائد الإفطار مشيرا إلى زيادة حجم ضغط العمل بالسوق والزحمة عن باقي الأيام العادية. ولفت جمعة إلى توفر أكثر من 90 بالمئة من المواد والسلع على اختلافها مبينا أن أغلب السلع التي يزيد عليها الطلب في مثل هذه المناسبة من إنتاج محلي والبعض الآخر مستورد. بدوره قال التاجر معتز فلاحة إننا نترقب قدوم رمضان بمزيد من العمل حيث نضيف ما لا يقل عن مئتي كغ من المواد والسلع كل يوم لتلبية احتياجات الزبائن التي ترتفع بشكل ضاغط قبل أيام من شهر رمضان مشيرا إلى ازدياد الطلب على أنواع محددة من الضيافة التي تقدم بعد الإفطار كالملبس والكراميل والسكاكر. وأشار فلاحة الذي ورث المحل وسط سوق البزورية عن والده أنه يقدم أكثر من خمسين صنفا وأن عادات الناس في استقبال شهر رمضان لم تخب في كل الأوقات والظروف. من جانبه قال محمد عجلون صاحب محل بهارات إن الحركة تتكثف على السوق لاستكمال الأسرة كافة ترتيباتها لطقوس رمضان ولأن مائدة رمضان تزداد فيها الأصناف فإننا كتجار نعمل على تأمين كافة المواد وبكميات إضافية لتلبية طلبات الجميع مشيرا إلى زيادة نسبة الشراء في مواد التوابل كالبهار والكمون والبهارات الخاصة بالكبسة والمنكهات وغيرها. وينصح عجلوني سيدات البيوت بشراء خلطة البهارات التي تضم سبعة أصناف ويمكن إضافتها إلى مجمل الوجبات التي تعد في المنزل مشيرا إلى أنه سعى إلى تأمين خمسين صنفا وبكميات إضافية خاصة أن هناك أكلات خاصة برمضان تتطلب توابل محددة. وأشار عجلوني إلى أن بعض أنواع البهارات مصدره محلي ويتم تحضيره ليأخذ شكله النهائي للاستخدام في الطهو كالكمون والفلفل والسماق والنعنع والزعتر وباقي المواد الأخرى يتم استيرادها من دول عدة. ولأن العصائر عنصر أساسي على مائدة الإفطار التي بها يرتوي ظمأ الصائمين فتبرز إلى المقدمة في معروضات المحلات التجارية في الأيام التي تسبق رمضان وخلال رمضان وقال علاء عبود بائع عصائر في أيام الصيف العادية يكون الطلب على عصير البرتقال والتوت لكن مع قدوم رمضان يشغل منقوع التمر الهندي وقمر الدين والعرق السوس المرتبة الأولى مشيرا إلى أن هذه العصائر إضافة إلى فوائدها الغذائية باتت تشكل إحدى الطقوس التقليدية إلى موائد رمضان. ولفت إلى أن البعض يفضل أن يشتريها بشكلها الخام ويتم تحضيرها وتبريدها في البيت فيما البعض الآخر يفضل شراءها جاهزة. أما ثمرة التمر فهي الطبق الذي تفتح به مائدة الإفطار والسحور ولا يخلو محل تجاري منها وبأنواعها بدءا من الرطب وقال أبو عبدو: يوجد في السوق تمور من بلدان عدة وبأسعار مختلفة حسب حجم الثمرة ومرحلة نضوجها مضيفا.. مع معرفة الناس بغنى حبة التمر وفوائدها الطبية يقبل الناس على شرائها في رمضان لذلك تتقدم جميع السلع من حيث وجودها وعرضها. ولا يقتصر الاستعداد لرمضان على المواد الغذائية فدمشق التي ذاع صيت ياسمينها ووردها لا تغفل عن أن تطيب قدوم رمضان بالريحان وخلاف ذلك من النباتات زكية الرائحة وقال نصر رمضان الذي كان يدفع بعربة يدوية محملة بالنباتات اليانعة وسط الحميدية يفضل الناس استقبال رمضان بنبتة عطرة كالرياحين والياسمين والكالونيا والفل وأضاف رمضان الذي يبيع نباتات الجنائن والشرفات من عقود ويأتي بها من حقول الورد على مداخل دمشق "إن نباتات الورد في موسم دائم لكن تجد طريقها إلى بيوت الناس بصورة لافتة في رمضان". وإلى جانب غذاء الجسد تبرز الحاجة في رمضان أكثر إلى غذاء الروح والعقل التي تجذب إليها أجواء رمضان المشبعة بالروحانيات وقال محمد حب الرمان صاحب مكتبة إلى جوار الجامع الأموي الكبير إن الصائمين في رمضان يخصصون وقتا أكبر لقراءة القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة سواء في البيت أو داخل المساجد لذلك نزود المكتبة بمصاحف جديدة بحروف كبيرة للرجال المسنين لسهولة القراءة بشكل واضح. شهيدي عجيب .سانا سيريا ديلي نيوز

التعليقات