يبدو أن ناظرة الدبلوماسية الأميركية الوزيرة كلينتون نسيت الدبلوماسية وسط انغمارها في تنسيق الهجوم الغربي – الخليجي على سورية، وبدأت تتحدث ليس بأسلوب التهديد والوعيد فحسب بل باللهجة العسكرية أيضاً.

فبعد ساعات من تهديد كلينتون روسيا والصين بتدفيعهما ثمن مواقفهما الداعمة لسورية تحدثت كلينتون عن هجوم كارثي سيكون خطيراً للغاية ليس على سورية وحدها بل على المنطقة بأكملها.

هذا الكلام الأميركي غير الدبلوماسي يكشف بوضوح أسباب وخلفيات الأزمة السورية من أولها إلى آخرها، وبالتالي فهو يؤكد أن هذه الأزمة فعل أميركي بأدوات خليجية وتركية، وأنه لا هدف لها سوى إسقاط الدولة السورية ومعها نهج المقاومة لمصلحة (إسرائيل)، وبما يؤدي إلى تسهيل عمليات نهب الثروات النفطية والغازية.

وتأسيساً على هذا الكلام الأميركي الهجومي وغير المتوازن إطلاقاً يمكن فهم خلفيات تفوّهات حمد بن جاسم وجه قباحة مشيخات الخليج ضد سورية خاصة في مؤتمر أصدقاء (إسرائيل) في باريس قبل يومين عندما أطلق كلاماً أكبر منه ومن مشيخته طالب فيه بتدخل عسكري أطلسي في سورية من دون الرجوع إلى مجلس الأمن الدولي.

والمضحك هنا أن حمد هذا وهو يعرض تساؤلاته أمام المؤتمرين قال: نعم لقد سبق أن تدخلنا عسكرياً من خارج مجلس الأمن في أماكن أخرى! فما الإنجاز العسكري الذي حققته مشيخة قطر من خارج مجلس الأمن يا ترى؟ وعلى حدّ علمنا أن جيشه الجرار هو عبارة عن عشرة آلاف عسكري أغلبهم من الأجانب.

لذلك فتساؤلات حمد تعني أنه يطمح في أن يصبح متحدثاً باسم حلف الأطلسي.

وبصرف النظر عن هذا الكلام القطري الفارغ والهزلي فإن تصريحات الوزيرة كلينتون الهجومية على سورية وروسيا والصين معاً توحي بأنها فقدت البوصلة الدبلوماسية والسياسية، وبدأت مرحلة التيه في الأزمة السورية.

فلا إدارتها قادرة على فعل المزيد، ولا هي متأكدة أن عربان النفط وعلى رأسهم السعودية وقطر، قادرون على تغيير المعادلة السورية خصوصاً بعد الإنجازات الأمنية الكبيرة التي حققتها قوات حفظ النظام على الأرض، ووأدت خلالها ثاني أكبر أوكار الإرهابيين بعد بابا عمرو وهو وكر دوما، ومن ثم تقدم هذه القوات بتسارع نحو الأوكار والكهوف الصغيرة.

لذلك من الطبيعي أن يرد السوريون على الوزيرة الأميركية ويقولون لها بدبلوماسية نسيتها هي: عفواً سيدة كلينتون... لقد تجاوزت حدودك.

 عز الدين الدرويش. تشرين

syriadailynews

التعليقات