سيريا ديلي نيوز . تغطية منار بكتمر قامت الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق بتنفيذ نشاطها التاسع لهذا العام وذلك في محافظة السويداء بريف ناحية (شقا) لأجل إعادة استكشاف وتوثيق مغارة (سؤادا) ومن ثم المبادرة للقيام بعمل تطوعي لتنظيف أحد المواقع الأثرية في بلدة شقا وكان نوع هذا النشاط هو مسير ليلي. فكان خط المسير : من تل ( باراك ) قرب بلدة ( الرضيمة الشرقية ) وحتى مغارة (سؤادا) في بادية ( ملحة ) طول خط السير 9 كم مضاف عليه مسافة المغارة والبالغ طولها 1.5 كم في جوف الأرض. ومن أهداف النشاط: الاستكشاف والتوثيق 1 – المبادرة للقيام بعمل تطوعي شبابي بمساعدة المتطوعين من الجمعية وأهالي بلدة ( شقا ) لأجل تنظيف أحد المواقع الأثرية من القمامة والمخلفات الصناعية الضارة، بهدف التشجيع على العمل التطوعي الشبابي البناء لخدمة المجتمع ودعم السياحة الداخلية البيئية ويذكر أن هذه المبادرة هي الأولى من نوعها في تاريخ الجمعية. 2 – التلاحم الفكري والثقافي قدر الإمكان مابين المتطوعين وأهالي المنطقة من خلال مشاركتهم حياتهم اليومية في هذا الحدث للتعرف على عاداتهم وتقاليدهم وطرق حياتهم اليومية وتبادل المعرفة والخبرة والمهارة للوصول إلى التكافل المهني لتنشيط الحياة الاجتماعية وذلك من خلال مشاركتهم في تحضير وجبة الغداء الخاصة بهم والتي تشتهر بها تلك المنطقة. 3 – اختبار المتطوعين بالجمعية وإدخالهم في مغامرة مدروسة ومحسوبة للسير في الطبيعة ليلاً مستعينين بالمشاعل و المصابيح الكاشفة وتدريبهم على طرق الاستدلال على الدروب في البراري بواسطة خريطة النجوم السماوية بالإضافة لتزويد المتطوعين بالمعلومات العلمية و التاريخية عن هذا التكتيك القديم بمساعدة متخصصين . 4 – الدخول إلى أحد أهم وأكبر المغر وأكثرها لغزاً وإثارة وتشويقاً في سوريا لإعادة استكشافها من جديد وتوثيقها وتدريب المتطوعين على كيفية الدخول للمغر ذات التضاريس الصعبة والقاسية مستعينين بالمعدات الضرورية وكيفية استخدامها بطريقة احترافية لمسافة (1.5) كم تحت الأرض ( ملاحظة سيكون هذا الدخول هو الأول من نوعه في سورية من حيث عدد المشاركين وطول خط السير داخل المغارة وطريقة دخولها المنظم ) . ومن حيث التنفيذ:تم تنفيذ النشاط كما كان مخطط له من قبل اللجنة المنظمة حيث وصل الفريق إلى نقطة البداية قرب تل ( باراك ) في تمام الساعة الواحدة منوفي ظلمة الليل تجمع جميع المتطوعين وتجهزوا للدخول في عمق البادية على ضوء المصابيح الليلية. المسير الليلي : بدأ المسير الليلي باتجاه الجنوب الشرقي وكانت محطتهم الأولى هي أحد مضارب خيم العرب حيث كانت الاٍستراحة الأولى لهم ، وكانت حرارة الجو معتدلة وكان برد البادية حاضراً بشكل غير متوقع أما عن الظلمة التي خيمت على جو المرحلة الأولى من المسير فقد كان لها تأثير كبير على نفسية جميع المتطوعين حيث شعر الجميع برهبة الليل في البادية وخصوصاً تلك اللحظات التي كنا نسمع فيها أصوات بعض الحيوانات الليلية التي كانت تراقبنا من بعيد مما زاد في سحر تلك الطبيعة. اما عن الدخول إلى المغارة :فكانت  بطريقة منظمة حيث بدأنا بالدخول إلى المغارة  فراداً فبوابة المغارة ضيقة لا تتسع لأكثر من شخص والدخول إليها يجب ان يكون زحفاً ولمسافة 10 أمتار وبعد عناء الدخول أصبح الجميع في وسط المغارة وبدأت عملية الاستكشاف والتوثيق حيث كانت المغارة أشبه بمتاها فيها الكثير من الجيوب الفرعية والكثير من الممرات الضيقة التي تؤدي إلى قاعات واسعة وفي الشكل العام هي عبارة عن تجويف أرضي طولاني يمتد من الشرق إلى الغرب وفيها مخلفات حيوانية وبقايا لعظام بشرية جلبتها الحيوانات المفترسة من البراري وخلال جولتنا داخل المغارة والتي زادت عن الساعتين لم نلاحظ أي أثر لأي مخلوق حيواني يعيش داخل هذا المغارة بشكل دائم بل كل الأثار كانت تدل على أن هذه المغارة هي عبارة عن محطة مؤقتة تستخدمها الحيوانات لأجل الإختباء فيها في وقت تناول الوجبات التي تفترسها من البراري أما عن الطبيعة الجيولوجية للمغارة فهي حتماً مغارة ذات منشأ بركاني بازلتي يعود تاريخ نشأتها إلى تلك الفترة التي كان فيها بركان جبل العرب ناشطاً حيث ظهر لنا شكل الصهارة البركانية التي لها شكل مميز يدل على طبيعتها السيلية حينما كانت تجري بسرعة عالية وحرارة مرتفعة وظهر لنا أيضاً بقايا لفقاعات الهواء المتغلغلة داخل الصخور البركانية، ومن الملاحظات الهامة أن المغارة هي مغارة مازالت تتعرض لإنهيارات بشكل مستمر فالصخور الموجودة بداخلها متحركة غير ثابتة وخصوصاً في عمق المغارة وربما كانت المغارة فيما مضى أطول من الوقت الحالي ولكن إنهدام بعض أجزاء منها أغلق أجزاء منها وخلال جولتنا لم يلاحظ وجود أي معالم لبقايا ترسبات كلسية أو ماشابه فلم يكن هناك (صواعد أو نوازل ) في النهاية تحققنا من أن هذه المغارة يبلغ طولها 1.5 كم وبذلك تكون هذه المغارة واحدة من أكبر المغر الموجودة في سوريا أنهينا عملية الاستكشاف والتوثيق ومن ثم توجهنا إلى بلدة شقا   العمل التطوعي في بلدة شقا : في تمام الساعة العاشرة صباحاً توجهنا إلى بلدة شقا حيث كان في استقبالنا أهالي البلدة ومجلس بلديتها ووجهائها حيث تم الاحتفال بنا واستضافتنا وبعد فترة استراحة قصيرة توجهنا برفقة أهالي البلدة ووجهائها إلى أحد المواقع الأثرية وهو ( القيصرية ) ذلك الموقع الأثري الذي كان يعاني من الاهمال بسبب وجود مخلفات صناعية وقمامة وكانت الأعشاب تغطي معظم معالمه الاثرية وهناك تشاركنا مع فرع الهلال الاحمر للبلدة في عمل تطوعي لتنظيف هذا الموقع وخلال ساعة ونصف أنهينا عملية التنظيف وجمعنا القمامة بحاويات خاصة وتوةقفنا لأخذ صورة تذكارية مع الاهالي ورئيس البلدية ووجهاء البلدة وبعد ذلك قام الاهالي بأخنا في جولة استكشافية مطولة لتعريفنا على معالم بلدة شقا وخصوصاً المناطق والمواقع الأثرية الهامة فيها وكانت المفاجأة الكبيرة لنا هو غنى هذه البلدة بتلك المواقع الأثرية والتي لم نكن نتوقع وجودها بهذا الشكل الكثيف في مثل هكذا بلدة صغيرة وقد قمنا بتوثيق كل المواقع بالصور وأفلام الفيديو . كما يذكر بأن الجمعية السورية للاستكشاف والتوثيق تأسست رسمياً في 7 كانون الثاني من عام 2008، بترخيص رقم 133 صادر عن وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، وقد تمت الموافقة أيضاً على أن تكون نشاطات الجمعية شاملة لكافة الأراضي السورية، ويتألف مجلس الجمعية من كل من الدكتور باسل حكيم كرئيس لمجلس الإدارة، نائب الرئيس المهندس رضوان نويلاتي، أمين سر الجمعية وقائد نشاطاتها خالد نويلاتي. كما أن الجمعية تقوم سنوياً بنشاطات متنوعة منها المسير والمبيت والمعسكر والجولات السياحية بمعدل نشاط كل شهر، , من أشهر مكتشفات الجمعية بعام 2009 مغارة سؤادا في محافظة السويداء والتي تعتبر من أكبر المغر الموجودة في سوريا بالغضافة إلى الكثير من المناطق التي تم تسليط الضوء عليها مثل محمية العنانيب في منطقة جوبة البرغال وتوثيقها للكثير من الحيوانات البرية النادرة مثل الخنزير البري والسلمندر الناري والكثير من النباتات والتي أشهرها شجرة الميس العجوز والتي يبلغ عمرها 1100 عام في محافظة إدلب منطقة أريحا تعتبر الجمعية اليوم من أهم الجمعيات السورية المتخصصة في الطبيعة السورية وهي تمتلك كادر تنظيمي خبير متمرس ومتميز في أصراره على تحقيق أهداف الجمعية مها كانت المصاعب والظروف .   syriadailynews

التعليقات


إدارة الجمعية
ألف شكر للصحفي منار بكتمر وللموقع على هذه التغطية الإعلامية ونتمنى دوام التعاون فيما بيننا دائما