المشهد اليوم هو أقرب إلى حقيقة الأوراق المختلطة، وبالتأكيد لا نقصد أوراق الأزمة، بل تلك الأخرى المذيلة بتواقيع أصحاب مطالب يعيدون اليوم تدبيجها وقذفها نحو مقر الرواق الحكومي في كفرسوسة، فالفريق الجديد ما زال لديه متسع من المساحة لسماع كل الآراء، لكن على ما يبدو أنه على موعد مع تخمة مبكرة من مكونات سلة المطالب المختلطة بين ما هو عام وخاص وخصوصي وشخصي ومصلحي، فلكلٍّ مأربه، ولكل تطلعاته التي لم ييأس من الدفع بها نحو الأعلى على تعاقب الحكومات وقد جاء الآن دور الحكومة الجديدة. لعلنا لن نخرج عن الموضوعية فيما لو جزمنا أن سيل الحلول المجترحة على ذمة أصحابها هو المتهم رقم واحد في التسبب بذلك الكم الهائل من التشويش الذي اعتدنا تلمسه لدى كل حكومة جديدة بعد مضي بضعة أشهر على توليها مهامها، خصوصاً وأن في ديارنا من هم بارعون في تغليف مآربهم الخاصة بلبوس وأمبلاجات وطنية، فهم لا يعدمون الوسيلة في الإقناع والالتفاف والمناورة حتى يُجابوا، وإن فشلوا ففي أعرافهم يكفي شرف المحاولة. الآن يجب أن تبحث الحكومة الجديدة عن قنوات آمنة لتداول المعلومة الصادرة والراجعة بما في ذلك الدراسة والبحث والاقتراح وحسبها أن تنجح في ترتيب الأولويات المتزاحمة التي تداخلت مؤشرات إلحاحها كثيراً بفعل الأزمة، فهي حكومة حل كما هو معوّل عليها بما أن الحكومة الراحلة كانت حكومة أزمة، أي كان لها من اسمها نصيب حتى ولو كان المقصود بالمصطلح غير ذلك. ففرص العمل هي الأولوية رقم واحد واثنان وثلاثة أيضاً، لأنها تتصل بالبطالة والفقر والأمان الاجتماعي، وكلها عناوين عريضة تبدو كتحديات لا ترحم من يتجاهلها، كما أنها لا ترحم من سيواجهها. وتحت هذه العناوين تتزاحم عشرات العناوين الفرعية التي تتطلب كفاءة عالية في التصنيف وفي التعاطي أيضاً، لأن فيها ما يتصل بالمشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر والتمويل لدعم الصناعة والتجارة والمستهلك، وكلها مسائل تبدو أنها لاتقبل التأجيل، لكن العبرة تبقى في خيارات الفريق الحكومي وفي المتغيرات الظرفية لأن (لكل ساعة ملائكتها) حتى في أدبيات العمل التنفيذي. المصدر :شام لايف   syriadailynews

التعليقات


ميدو
كلام رائع وجميل