ساهمت العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على سوريا بزيادة معاناة السوريين وحرمته من الكثير من السلع والمواد الغذائية الأساسية ، الأمر الذي انعكس سلبا على حياتهم المعيشية ، وأدت إلى اتساع رقعة الفقر في البلاد .
ورأى بعض الخبراء والمسؤولين في سوريا أن سنوات الحرب الطويلة التي عصفت بالبلاد ، بالإضافة إلى العقوبات الأحادية الجانب التي فرضتها الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية ، استهدفت الشعب السوري وحرمته من احتياجاته الأساسية من الغذاء والدواء وحوامل الطاقة وغيرها من المواد ، التي تركت أثرا سلبيا على حياتهم المعيشية .
ويشار إلى أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، وقع في أواخر عام 2019 على "قانون قيصر" الذي يشمل عقوبات تمس جميع مجالات الاقتصاد السوري تقريباً وتم إدراج ما يقرب من 90 شخصا وكيانا قانونيا سوريا في قوائم العقوبات بموجب هذا القانون.
وقال الرئيس السوري بشار الأسد في حديث صحفي سابق ، إن العقوبات الغربية على بلاده تعد عائقا أمام الاقتصاد، مؤكدا أنه يجب إيجاد حلول للتخفيف من آثار تلك العقوبات.
وقال زياد هزاع ، المدير العام لمؤسسة السورية للتجارة  إن " المعاناة كانت كبيرة وكثيرة في الواقع ، والتي انطلقت بدءا من الحرب على سوريا وفرض عقوبات أحادية الجانب ، والتي كانت سارية منذ فترة طويلة ، واستهدفت هذه العقوبات الشعب السوري وحرمت الناس هنا من احتياجاتهم الأساسية المهمة مثل الطاقة والقمح والمواد الغذائية الأساسية ، وقد أدى هذا الموضوع إلى انتعاش الأسعار بشكل سلبي ، مما أدى إلى ارتفاع أسعار النقل وأجور الشحن ، لذلك ، أصبح تأمين الاحتياجات الأساسية أكثر تكلفة من أي وقت مضى ".
وأشار هزاع إلى أن العقوبات التي فرضت على دفعات ضد سوريا استهدفت سبل عيش الشعب السوري الذي يعاني بالفعل من تداعيات الحرب الطويلة.
كما أوضح هزاع المزيد عن مؤسسة التجارة السورية ، قائلاً إنها ذراع الحكومة الأساسي والوحيد للتدخل الإيجابي لتقديم المواد بأسعار مدعومة تعمل من خلال 1400 منفذ في جميع أنحاء سوريا.
مشيراً إلى أن بعض الدول الصديقة ساعدت سوريا في تأمين بعض المواد الغذائية الأساسية رغم العقوبات ، مؤكدا أنه على الرغم من كل الصعوبات والعقوبات ، لا تزال الحكومة السورية قادرة على تقديم الدعم للمواد الغذائية الأساسية.
وقال إن الحكومة تنفق الكثير على الدعم، حيث أن الذي تقدمه يكلفها ضعف السعر المعروض على المواطنين ، مشيرا إلى حرص الحكومة على الاستمرار في تقديم الدعم للمواطنين كنوع من الدعم الاجتماعي.
ومن جانبه أشار الخبير السوري غسان يوسف لوكالة "شيخينوا" إلى أن الولايات المتحدة الامريكية فرضت الكثير من العقوبات الاقتصادية على سوريا وكان آخرها قانون قيصر بالإضافة لوجود عقوبات أوروبية تتجدد سنويا ساهمت في تدهور الأوضاع المعيشية للشعب السوري .
وقال الخبير والمحلل السياسي السوري لوكالة أنباء ((شينخوا)) إن " الولايات المتحدة الأمريكية تقول إن الغذاء والدواء مستثناة من العقوبات " ، متسائلا كيف يمكن للدولة السورية والشعب السوري أن يحصل على الدواء والغذاء دون وجود تحويلات بنكية ، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تفرض عقوبات على البنك المركزي السوري " .
وأضاف إن " كل العقوبات الأمريكية والأوروبية تستهدف الشعب السوري ولقمة العيش والدواء " ، مبينا أن هذه العقوبات تهدف إلى فرض المزيد من الضغط على الدولة السورية " .
ويشار إلى أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي، قالت في بيان مؤخرا إن الاقتصاد المتدهور في جميع أنحاء سوريا بسبب تداعيات الأزمة والعقوبات يقلل بشكل كبير من قدرة السكان على تلبية الاحتياجات الحيوية والوصول إلى الخدمات الأساسية.
وقالت إن الاحتياجات الإنسانية في البلاد لا تزال ضخمة، حيث يعيش 90 في المائة من السكان تحت خط الفقر ، وما زال حوالي 14.6 مليون شخص من أصل 18 مليون بحاجة إلى مساعدات إنسانية.
وأشار إلى أن الدمار الشامل والتدهور التدريجي للبنية التحتية الحيوية - المياه والكهرباء والرعاية الصحية - يتسبب في معاناة السكان

سيريا ديلي نيوز


التعليقات