لا يزال موضوع المياه في الدريكيش يتصدّر واجهة الأحداث في طرطوس، خاصة مع استمرار أصحاب السيارات الخاصة ببيع بيدونات المياه للأهالي، حيث بلغ عدد الإصابات بالتهاب الكبد الوبائي في الدريكيش 400 إصابة.
وفي متابعة لواقع حال المياه في الدريكيش بعد جملة توصيات شدد عليها فريق من الموارد المائية والتجارة الداخلية وحماية المستهلك، وفي مقدمتها إلزام موزعي المياه بالبيدونات بكتابة مصدر المياه مع رقم هاتف الموزع على كل بيدون، أكد عدد من الأهالي أن بائعي بيدونات المياه لم يلتزموا بقرارات الفريق فيما يتعلق بكتابة مصدر المياه المعبأة ورقم هاتف الموزّع على كل بيدون ماء.
وحسب الأهالي، فإنه عندما يسألون البائع عن مصدر المياه وهل هي سليمة وصالحة للشرب، ولماذا لم يكتب مصدر المياه التي تم تعبئة البيدون منها، يجيب بأن المياه تم تحليلها وهي نظيفة، بدون أن يذكر أي تفاصيل.
ويقول الأهالي إنه لا يوجد الكثير من الخيارات أمامهم في ظل انقطاعهم من المياه في منازلهم، ما يجعلهم مجبرين على شراء مياه البيدونات.
بدوره، قال مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك في طرطوس سالم ناصر “نحن بصدد تكليف رؤساء البلديات في منطقة الدريكيش بمتابعة تعقيم خزانات المدارس والمنازل والخزانات التي يتم سحب مياه الآبار إليها، ليصار فيما بعد إلى تعبئة المياه بالبيدونات وبيعها للأهالي”.
وأكد ناصر أنه تم توزيع أقراص تعقيم تكفي لجميع الخزانات لتصبح المياه صحية وسليمة، مشيراً إلى أن تعقيم المياه يكفي للتخلص من العصيات البرازية، وإلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لضبط وتنظيم عملية توزيع المياه بالبيدونات من قبل السيارات الخاصة، وذلك بالتعاون مع مديرية الصحة والجهات المعنية.
وبالتوازي مع ذلك، لفت ناصر إلى أن مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك مستمرة بأخذ عينات من مصادر مياه الشرب وتحليلها للتأكد من سلامتها ومطابقتها للمواصفات، بالإضافة لتعقيم كافة مياه المشاريع التي تغذي المدن والقرى قبل ضخها في الشبكات وبالتالي فهي آمنة بنسبة 100%.
وفي مطلع آذار الحالي، صدر التقرير الرسمي الخاص بنتائج تحليل عينات المياه التي تم أخذها من قبل فريق من الموارد المائية والتجارة الداخلية وحماية المستهلك، والذي أكد أن جميع مصادر المياه المراقبة صالحة للشرب من النواحي الفيزيائية والكيميائية حسب المواصفات القياسية السورية لمياه الشرب.
كما بيّن الفريق أن نتائج تحاليل العينات أظهرت ارتفاع مؤشر عدد العصيات البرازية في مياه بعض المصادر المائية في جبل النبي متى (المحيلبة – عين بستان – حيلاتا – بيت أبو سلامي) والتي تُعبأ في غالونات وتوزع بالسيارات الجوالة في محافظة طرطوس.
وأوصى الفريق بضرورة حماية المصادر المائية المستثمرة لأغراض الشرب، وضرورة التشديد على إجراءات تعقيم مياه الشرب، وإلزام أصحاب الآبار التي توزع مياهها بالسيارات الجوالة بتعقيم خزاناتها المائية يومياً تحت رقابة الجهات المعنية، بالإضافة لإلزام موزعي المياه بالبيدونات على كتابة مصدر المياه مع رقم هاتف الموزع على كل بيدون، ومخالفة أي سيارة تخالف هذه التعليمات، وضرورة تنظيف خزانات المياه في المدارس وتعقيمها بشكل يومي من قبل الجهات المعنية.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات