لجأ المهنيون في بلدة شقا في ريف السويداء، إلى تجرع البلادة والمرونة خلال ساعات قطع التيار الكهربائي الذي يدوم أربع ساعات والنصف، حتى تعود وتوقظهم من كبوتهم, معلنين بدء مارثون "السباق مع الزمن" في سبيل إنهاء جزء من الأعمال المكدسة.
أبدى احسان وهو صاحب محل لصيانة المعدات الكهربائية أسفه خلال حديثه مع سيريا ديلي نيوز, وقال: "مصائب قوم عند قوم فوائد".
ولفت الرجل أن انقطاع التيار الكهربائي انعكس إيجاباً على مهنته في إصلاح الكهربائيات، معللاً : "إن غياب الكهرباء ٧٥%من الزمن، يدفع الناس إلى تأجيل كافة الأعمال لحين عودة التيار، بالتالي فإن الضغط الناتج يخفض الجهد الكهربائي من ٢٢٠ليصل في بعض الحارات إلى ١٥٠ فولط كما ينخفض التردد من ٥٠ إلى حوالي (٤٦_٤٧) هرتز، مضراً بالأجهزة الدوارة التي تعتمد على متور كهربائي ويزيد أعطالها".
وعن آلية عمله يشرح أحسان: "بالنسبة لمهنتي الجانب السلبي هو هدر الوقت، حيث ينقسم العمل إلى ميكانيكي وآخر يحتاج للكهرباء، وبالتالي المهمة التي تحتاج إلى ساعة تتمدد إلى ست ساعات أو أكثر ما يعني قلة الانتاج وعدم تواجد عاملين في المحل يخفف الأعباء إضافة إلى ميزة موقع المحل جانب المحولة الأساسية".
وشرح أحد عمال الحلويات لسيريا ديلي عن معاناتهم , بالقول: "كل يوم نخسر (٢٠ليتر) مازوت والبالغة بالسعر الحر (٦٠٠٠٠ل.س)، بهدف تشغيل مولدة الكهرباء، وإلا سنخسر الحلويات التي تحتاج بشكل أساسي للتبريد في ضوء رفع الدعم عن صاحب المحل".
وقال صاحب شركة (Gbr) راضي أحد أقدم النجارين في المنطقة: "انخفضت نسبة الإنتاج إلى ٢٠% أو أقل منذ سنتين ونتيجة اعتماد المعدات كلياً على الكهرباء، والخسائر تطالنا اكثر من العاملين في الورشة حيث نتحمل الجزء الأكبر مراعاة لظروفهم، حيث أكلفهم في بعض الأحيان بمهام دون انتاج وادفع القصور المادي من مالي الشخصي، في سبيل عدم تسريح أي عامل من بين ١٥ عامل الذين سرحنا منهم اثنين".
ونوه الرجل أن الاعتماد على الطاقة الشمسية لا يفي بالغرض لعجزها عن تشغيل إلا جزء بسيط من المعدات، وفي بعض الأحيان كنا نلجأ إلى تشغيل المصنع والمنجرة بواسطة المولدة، اما الآن تكاليف تشغيل المولدة يفوق تكلفة الإنتاج وهذا مستحيل".
لافتاً "أن أسعار الخشب لم تتأثر مقارنة ب أجور الموظفين، الذين تحملوا العبئ الأكبر من الانهيار الاقتصادي ولا يوجد شغل من دون كهرباء".
يعلق أصحاب المهن بساعة ونصف من التيار الكهربائي مستقبل مهنهم وعمالهم المهددين بفقدان عملهم وقوت عيشهم في أي لحظة، مستثمرين كل ثانية علهم ينجون بأقل الخسائر، آملين أن تعود ذكريات الحياة المفعمة بضجيج آلاتهم مع الوعود الحكومية بتحسن واقع التيار الكهربائي.

سيريا ديلي نيوز _ رؤى ناصر


التعليقات