في بداية موسم البطيخ (الأحمر والأصفر) يتم الاعتماد على الصنف المستورد من مصر والأردن بشكل خاص، والذي تكون أسعاره مرتفعة جداً لأسباب غير واضحة، وذلك خلال فترة تعتبر قصيرة ريثما ينضج الصنف المحلي وحل محله وغزا الأسواق طوال فترة الصيف بأسعار ملائمة للمستهلك. وفي جولة على عدد من أسواق دمشق تبين كيف أن سعر هذه المادة المستوردة تقفز مسافات طويلة بين الحلقات التجارية لتصل إلى يد المواطن بسعر خيالي. المستوردون يسيطرون بداية الجولة كانت في السوق المركزي (سوق الهال) حيث إن سعر الكغ الواحد من البطيخ الأحمر المستورد من مصر والأردن يتراوح بين 20-22 ليرة حسبما يبيعه المستورد، ليتم بيعه إلى تاجر المفرق بسعر 30 ليرة تقريباً وهذا السعر قد يختلف حسب نوعية المادة حيث يقوم العمال في السوق بفرز الكميات المستوردة حسب جودتها ويتم تحديد السعر المناسب لها، ويقول أحد العاملين في السوق (منذ أكثر من 20 عاماً): إن المستوردين الذين يتحكمون بالسوق يشترون كيلو البطيخ الأحمر بـ8 ليرات تقريباً ولا تكلفه أجور النقل أكثر من 5 ليرات وعندما يرفع سعر البيع إلى 20 ليرة وأكثر يكون هامش ربحه حوالى 8 ليرات، ليأتي بعده تاجر الجملة وتاجر المفرق ليأخذا هامش ربح أيضاً فيصل السعر إلى المواطن برقم مضاعف عدة مرات عن سعره الأصلي، بينما يبرر بعض تجار السوق المركزي أن ارتفاع السعر بين الاستيراد والبيع بالجملة تحكمه عدة عوامل منها مصاريف النقل والتخليص الجمركي وفرق العملة إلى جانب هامش الربح، أما سعر البطيخ الأصفر وهو إنتاج محلي ويأتي من محافظتي درعا ودير الزور فيتم بيعه بسعر يتراوح بين 45 – 55 ليرة. انخفاض في العرض والطلب وفي سوق باب سريجة يتراوح سعر كيلو البطيخ الأحمر بين 35 – 40 ليرة وحسب تجار المفرق فإنهم يشترونه من السوق المركزي بسعر 28 ليرة حسب النوعية وبلد الاستيراد، ويشير أحد التجار إلى أن هذا السعر كان العام الماضي 25 ليرة والزيادة جاءت تبعاً لارتفاع أجور النقل ومصاريف الاستيراد وارتفاع سعر الدولار، مع الإشارة إلى أن هذه المادة غير متوافرة في السوق بشكل كبير وحتى إن الإقبال عليها من قبل المستهلكين قليل جداً حيث إنهم ينتظرون الإنتاج المحلي الذي يأتي بأسعار أرخص بكثير، أما البطيخ الأصفر فيشتريه تجار المفرق بسعر 50 ليرة تقريباً ويباع بـ 60 ليرة (طبعاً هذا للصنف الأول من هذه المادة) وأنه بعد فترة وجيزة سينخفض سعره 50% تقريباً. أما في سوق الخضر بالمزة فقد ترتفع الأسعار قليلاً حيث يصل البطيخ الأحمر إلى 45 ليرة والأصفر إلى 70 ليرة، بينما تقدم صالات المؤسسة العامة للخزن والتسويق تلك المادتين بسعر أقل كالعادة حيث يباع كيلو البطيخ الأحمر بسعر 33 ليرة والأصفر 55 ليرة وفقاً للأسعار التي تعممها وزارة الاقتصاد والتجارة. الأسعار مستقرة ووفق المكتب المركزي للإحصاء فإن أسعار مادة البطيخ بشكل وسطي خلال السنوات السابقة تعتبر مستقرة إلى حدٍ ما، مع العلم أن الإحصائيات تعتبر معدلاً وسطياً لأسعار المنتج المحلي والمستورد وخلال الفترة الزمنية التي تعتبر وسيطة في موسم البطيخ أي عندما تتوافر المادة في 8 محافظات على الأقل من 14 محافظة. المستورد لا ينافس المحلي وفي لقاء مع معاون وزير الاقتصاد والتجارة لشؤون التجارة الخارجية خالد سلوطة أشار إلى أن استيراد هذه المادة مسموح من الدول العربية فقط بموجب الاتفاقية القائمة على ذلك، ومثل هذه البضائع تدخل إلى الأراضي السورية من دون أي رسوم جمركية، ويشير إلى أنه يتم فحص أي مادة زراعية تدخل البلاد من قبل عناصر الحجر الزراعي الموجودة في كل المراكز الحدودية. من جانب آخر يؤكد سلوطة أن استيراد هذه المادة لا يؤثرعلى تصريف المنتج المحلي حيث إن الأخير بمجرد حلول موسمه يطرد الصنف المستورد ولا يترك له مجالاً للمنافسة بأسعاره الرخيصة فيضطر التاجر لإيقاف استيراده والاعتماد على الصنف المحلي فقط. وحسب إحصائيات وزارة الزراعة فإن مساحة وإنتاج وكمية الغلة لمادتي البطيخ الأحمر والأصفر في سورية خلال السنوات الأخيرة في تفاوت ملحوظ.

التعليقات