تكرر القصف الأمريكي على شرق سوريا التي جاءت بناءً على توجيهات من الرئيس الأميركي جو بايدن، مبررة هدفها تدمير البنية التحتية لجماعات عسكرية، فيما قالت مصادر مطلعة أن العدوان استهدف مبنى غير مأهول في البوكمال وأدى الى استشهاد شخص واحد ووقوع عدد من الإصابات.

الولايات المتحدة زعمت بأن الهجمات تمت رداً على الهجمات الأخيرة على مطار أربيل والمنطقة الخضراء في العراق في حين لم يتم التعرف حتى الآن على هوية المخططين لعملية أربيل وكذلك الهجمات التي تعرضت لها المنطقة الخضراء، مما يعني أن الهجمات الأخيرة على المنطقة الخضراء ببغداد مشبوهة ونوعاً من المؤامرة لضرب سوريا.

فالغارات الجوية تزامنت مع تحضيرات كثيفة لعقد لقاء بين وفود أمريكية وإيرانية وهذا ما يؤكد وجود قوى مؤثرة في واشنطن اتخذت خطوات لتعطيل هذا اللقاء.

بالمقابل لم يتضح بعد ما إذا كانت الضربات الأمريكية ستؤثر على الجهود الرامية إلى إقناع إيران بالعودة إلى الطاولة للتفاوض بشأن استئناف الجانبين الامتثال للاتفاق النووي الموقع في عام 2015.

لأن هذا العدوان يعد مؤشراً سلبيا على سياسات الإدارة الأمريكية الجديدة والتي يفترض بها أن تلتزم بالشرعية الدولية لا بشريعة الغاب التي كانت تنتهجها الإدارة الأمريكية السابقة للتعامل مع الأزمات الإقليمية والدولية في العالم.

من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن أمريكا لم تخطر روسيا بالضربة التي نفذتها في سوريا إلا قبلها بدقائق، وأكد أن روسيا تعتزم إعادة التواصل مع أمريكا بشأن سوريا قريبا، ودعا لافروف أمريكا لإعادة التواصل بشأن سوريا لتوضيح موقف إدارة بايدن.

لا شك في أن صبر روسيا بدأ ينفذ بالنسبة للاعتداءات الأمريكية المتجددة بتغيّر الإدارة الأمريكية بقيادة بايدن، بحسب الخبراء في الشأن السوري، وأن روسيا مستعدة للذهاب الى المدى الأقصى لحماية سياستها في سوريا، حتى ولو استدعى ذلك ضربة روسية على الأراضي الأمريكية، رداً على العنجهية الأمريكية وغطرستها.

ويضيف الخبراء بعد تحليلهم للضربة الأخيرة، والتصريحات الروسية الحادة اللهجة تجاه إدارة بايدن الناتجة عنها، وحالة الاحتقان الشديدة بين الكرملين والبيت الأبيض في الآونة الأخيرة، ويذهبون الى أن الروس قادرون على إيلام الأمريكيين سواء في سوريا أو غيرها من مناطق النزاع، وأصبحوا جاهزين للرد القاسي، ويملكون الحق في الدفاع عن حقوقهم وحقوق الشعوب الصديقة.

اليوم النموذج الروسي نموذج التعددية القطبية الجديدة في العالم يقوم على أساس احترام القانون الدولي والدفاع عن سيادة الدول الأعضاء واحترام الحدود، وبالتالي هذا النموذج هو من قاد روسيا بدرجة كبيرة الى تفعيل القانون الدولي وبالتالي مكافحة الإرهاب، ومن هنا فمن غير المتوقع أن تتخلى روسيا بأي شكل من الأشكال عن دورها لا من الناحية الأخلاقية ولا السياسية ولا حتى العسكرية في حال أقدم بايدن على تهور كبير يقود ويهدد الأمن والسلم الدوليين “.

سيريا ديلي نيوز-نور ملحم


التعليقات