قد يستغرب ويفاجئ من يسمع بوجود محطة قطارات في اللاذقية، ويظنها من تراث زمن ماضي، ويزورها للتندر والتصوير، وقد يكون عدم العلم بوجود قطار يتجه من طرطوس إلى اللاذقية والعكس سبب في الحوادث المرورية التي حصلت على سكة القطار خلال العام الماضي، حيث تهم السيارات بقطع السكة لعدم معرفتها بوجود قطار حقيقي يعبر هذه السكك يوميا!

إلى محطة القطارات في اللاذقية والموجودة في ساحة اليمن، يصل في الثامنة والنصف والتاسعة صباحا أي بفارق نصف ساعة قطاران قادمان من محطة طرطوس مليئان بالركاب الذين يغلب عليهم طلاب جامعة تشرين، جيث ينطلق القطاران في الساعة السادسة والنصف والسابعة صباحا، ويعبران بمدينتي بانياس وجبلة، وقد يكون معظم قاطني هذه المدن الأربعة لا يعلمون بوجوده، ثم في الساعة الثانية والنصف والثالثة تنطلق أيضا رحلتان باتجاه العودة نحو مدينة طرطوس.

وجود المحطة والقطارات والسكك الحديدية ليس حالة كلاسيكية أو سياحية، وإنما يبدو أنه فعال في حياة الموظفين وطلاب الجامعة الذين يستقلونه ويعتمدونه كوسيلة نقل ذهابا وإيابا من وإلى جامعة تشرين. حيث يبدو أن للسفر بالقطار عدة مزايا، أولها انخفاض الأجر بالنسبة لوسائل النقل الأخرى كالسرفيس والبولمان حيث تبلغ إجرة السرفيس 700 ليرة وإجرة البولمان 800 ليرة تقريبا بينما لا تتجاوز إجرة القطار 200 ليرة سورية، الأمر الذي يشكل فارق كبير بالنسبة للطلاب والموظفين لاسيما في ظل الظروف المعيشية والمادية الصعبة التي نشهدها.

لاستقلال القطار عدة مزايا عدا عن الجانب التوفيري المادي، كونه ينطلق ويعود من وإلى داخل المدينة بمواعيد منتظمة ودقيقة، مع توفر الأماكن، حيث يقل القطار مئات الركاب في هاتين الرحلتين، أيضا يؤخذ بالحسبان الراحة التامة في الرحلة التي تستغرق ساعتين بإمكان الراكب استغلالها بالقراءة أو الدراسة أو مطالعة المناظر الخلابة في المنطقة الساحلية.

تواجه ركاب القطار "طرطوس - اللاذقية" عدة مشاكل ، تتعلق بمواعيد الرحلة ، حيث أن توقيت العودة يعد مثاليا بالنسبة للموظفين لكن ليس بالنسبة لطلاب الجامعة الذين يضطرون لاختصار محاضراتهم الأخيرة بغرض  اللحاق بموعد القطار، ويطالبون بتأخير انطلاق رحلة الساعة الثالثة ساعة على الأقل ، أيضا يطالب البعض برحلتين متعاكستين ، أي واحدة باتجاه اللاذقية والأخرى باتجاه طرطوس، في آن واحد ، ليتمكن أهل المدينتين الإفادة من القطار لأغراض سياحية، فيتمكن الراغب بزيارة طرطوس من اللاذقية العودة إلى طرطوس بالقطار دون الاضطرار للبيات فيها!

جدير بالذكر أن القطار يتوقف في مدينة جبلة أيضا، وعلى وضعه الحالي يقدم حل كبير لأزمة المواصلات بين المدن الأربعة، على أمل بزيادة عدد الرحلات رحلة واحدة على الأقل، كما نأمل أن تتم دراسة وجود معابر بحرية تصل المدن الأربعة عن طريق البحر من خلال القوارب البسيطة كما يحدث بين طرطوس وجزيرة أرواد!

سيريا ديلي نيوز-حلا أحمد خيربك


التعليقات