تقوم كل أسرة سورية بتحضير وتجهيز المؤونة الشتوية الخاصة بها وفقاً لقدرتها الشرائية وإمكانياتها المادية بالرغم من أن تلك المؤونة تشكل حاجة ملحة وضرورية في كل بيت فتخزين الخضار والفواكه من الأولويات للاستعانة بها في أيام الشتاء الباردة والطويلة ولا شك أن المؤونة أصبحت تشكل هماً يقلق المواطن في ظل موجة ارتفاع الأسعار وضعف الدخل الذي لا يتلاءم مع غلاء المعيشة.

بعض الأسر اكتفت بكميات قليلة من المؤونة, والبعض الآخر عزف عن تحضيرها لأسباب عديدة تعود إلى الغلاء الفاحش الذي طال كل احتياجاتنا اليومية, والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي وزيادة ساعات التقنين التي أثرت بشكل أو بآخر على المواد التي تم تخزينها مما أدى إلى تلفها وفسادها, ناهيك عن التعب والجهد المبذول في تحضيرها.

بينما اعتمد بعضهم على استخدام الطرق القديمة الموروثة عن جداتنا كالتجفيف (التيبيس) التي تعد الطريقة المثالية لمنع العطب والتلف, حيث يتم تجفيف الملوخية والنعناع والباذنجان والبندورة والبامياء والفليفلة.. وغيرها من الخضراوات رصدنا شجون وشكاوى المواطنين المتعلقة بهذا الأمر والشكوى من القدرة على شراء مستلزمات المؤونة بسبب الارتفاع الجنوني للأسعار .

أم بدر قالت بامتعاضه بالكاد نتدبر أمورنا الحياتية فالغلاء طال كل شيء, ومنعنا من تحضير كميات كبيرة وأصبحنا نقتصر في شراء المواد الغذائية لأن الأسعار لا تقارب.

لذلك نبحث في السوق لشراء أي مادة غذائية بأقل سعر ممكن, لأن سعر الوجبة الواحدة يحسب لها ألف حساب.

أم عدي لديها ثلاثة أولاد أشارت إلى أن الوضع المعيشي متردي وسيء وليس بإمكانها شراء مواد المؤونة التي هي بأمس الحاجة إليها, تضاعفت الأسعار عشرات الأضعاف دون أي حسيب أو رقيب فقد وصل سعر الكيلو الغرام الواحد من مادة الفليفلة إلى 500 ليرة سورية, ولكي نحضر المؤونة نحتاج لأكثر من 20 كيلو غرام .

ومن أجل تحضير أكلة المكدوس الفاخر فسعر الجوزة الواحدة تتراوح بين (40 -80 ) ليرة سورية , والثوم بـ 5000 ليرة سورية وهم الحصول على الزيت له اعتبار آخر فقد بات سعر بيدون زيت الزيتون الذي سعته تتراوح بين (17-18) كيلو غرام يفوق الـ 75 ألف ليرة سورية.

بدورها أم حسن تقول عائلتي مؤلفة من أربعة أشخاص ولا يوجد لدينا سوى راتباً واحداً, ومع تصاعد الأسعار وتضاعفها لم أستطع الشراء وهذا ما ينغص حياتنا, لأن أولادي يرغبون بتناول المربيات التي كنت أصنعها بأنواعها المختلفة, إلا أن أسعار الفواكة التي تجاوزت الحد المعقول وغير المنطقية فسعر كيلو الغرام الواحد من المشمش يفوق 1000 ليرة سورية والتين 1500 ليرة سورية, وكذلك الفريز وغيره, بالإضافة إلى أن مادة السكر التي نحصل عليها عن طريق البطاقة الذكية بالكاد تكفينا.

في حين أم عبدالله تقول : اكتفيت بتجفيف الخضراوات ولن أقوم بتخزين أو تفريز أي شيء بسبب الانقطاعات المستمرة للكهرباء وزيادة ساعات التقنين التي تفوق الحد المنطقي.

صحيح أن المؤونة عبارة عن ذخيرة لأيام الشتاء ومعظم الخضراوات غير موجودة شتاءً, إلا أننا في العام الماضي فقد رمينا كل ما خزناه, لأنه عطب وتلف بسبب انقطاع التيار الكهربائي لذلك لا نعيد الكرة ثانية.

أبو حسن يؤكد على أنهم اقتصروا هذا العام على تحضير كميات قليلة, وخاصة المكدوس, بالرغم من أنهم في السنوات الماضية كانوا يحضرون أكثر من /40/ كيلو غراماً, بينما اكتفوا هذا الموسم بـ 10 كيلو غرام , لأن الظروف الصعبة الحالية جعلت معظمنا يعزف أو يستغني عن التخزين وحفظ الخضراوات والفواكه, فالراتب قياساً بالوضع الحالي وارتفاع الأسعار لا يسد الرمق.

بينما أم أحمد تقول : أحاول قدر الإمكان الاعتماد على ما أخزنه من الخضار الصيفية, بالإضافة إلى المنتجات الشتوية لدي قطعة أرض زراعية صغيرة تحيط بالمنزل أقوم بزراعتها وتأمين احتياجات عائلتي من المواد الغذائية , رغم أنني أستهلك جهداً وتعباً مضاعفاً في زراعتها , لكنها في المقابل تؤمن مختلف أنواع الخضراوات والفواكه لنا.

وحول دور الرقابة التموينية في موسم المؤونة.

المهندس وسام حسان رئيس دائرة حماية المستهلك في مديرية  التجارة الداخلية وحماية المستهلك يؤكد على أن الأسعار غير ثابتة فهناك تغيير بشكل مستمر وعناصر الدوريات لا يوفرون جهداً في عملية ضبط الأسواق ومراقبة الأسعار, ومقارنتها مع نشرة الأسعار المقررة من قبل مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك, وبناءً على ذلك تقوم الدوريات المتابعة بتنظيم الضبوط التموينية بحق المخالفين والمتلاعبين بالأسعار لإحالتهم إلى القضاء المختص واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، حيث نظمت الدائرة وخلال الشهر الماضي /601/ ضبطاً تموينياً.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات