قال رئيس “الجمعية الحرفية للصياغة وصنع المجوهرات” غسان جزماتي إن جزء من ارتفاع سعر الذهب محلياً وهمي بسبب التلاعب بسعر صرف الدولار في السوق السوداء، متوقعاً هبوط السعر قريباً بما يقارب ثلاثة أو أربعة آلاف للغرام الواحد، فيما أكد الخبير الاقتصادي مطيع أبو مرة أن أسعار الذهب في سورية ترتفع أكثر من قيمة ارتفاع أسعار العملات والسلع.

وأضاف جزماتي في حديثه مع “الاقتصادي”، بأن القيمة الشرائية للذهب واحدة سواء كان سعر الغرام 30,000 أو 60,000 لأنه يعتبر غالباً معيار لتلك القيمة، موضحاً أن من باع الذهب عندما كان سعر الغرام 30,000 وبدأ مشروعاً ما أو اشترى مستلزمات ما لا يعد خاسراً، بينما من باع الذهب وادخر بالأوراق النقدية خسر بسبب التضخم.

وسجل سعر غرام الذهب في سورية عيار 21 قيراط نحو 71,000 ليرة مرتفعاً نحو 4,000 ليرة خلال أيام فقط.

وبين جزماتي أنه في حال تسعير غرام الذهب وفق سعر الصرف المحدد عبر “مصرف سورية المركزي” سيكون 40,000 ليرة سورية الأمر الذي سيؤدي حتماً إلى تهريبه خارج البلاد.

وأكد رئيس الجمعية أن ارتفاع سعر الذهب عالمياً سببه تحويل بعض الشركات سيولتها النقدية إلى ذهب للحفاظ على قيمتها بعد توقفها عن العمل بسبب كورونا، مشيراً إلى أن الإقبال على شراء الذهب المحلي زادت نحو 60% منذ منتصف نيسان، مقارنة بشهري آذار وشباط الفائتين.

بدوره، قال الأكاديمي والخبير الاقتصادي مطيع أبو مرة إن أسعار الذهب سجلت ارتفاعاً حالماً على المستوى المحلي خلال السنوات الماضية فاق بنسبته قيمة ارتفاع أسعار السلع والمعادن الأخرى وحتى العملات الأجنبية.

ولفت إلى أنه في 2010 كان سعر غرام الذهب نحو 1,200 ليرة سورية للغرام وسعر الدولار 50 ليرة سورية أي غرام الذهب يساوي 24 دولار أمريكي، أما اليوم فسعر غرام الذهب 67 ألف ليرة سورية، ويساوي نحو 48 دولار أمريكي”.

وتابع “الذهب يلعب دور أساسي كخازن للقيمة وملاذ آمن للاستثمار والادخار، حيث ثبت على مر السنين تسجيله لارتفاع مستمر في القيمة بظل ارتفاع الطلب المتزايد عليه ومحدودية توفره عالماً”، مؤكداً أن الطلب على الذهب يزداد في الأزمات نتيجة حالة الخوف والهلع التي تصيب المستثمرين.

ويصل سعر الليرة الذهبية في سورية (عيار 21) وزن 8 غرامات 568,000 ليرة سورية قبل إضافة الصياغة والضرائب، أما الأونصة (عيار 21) وزن 31,10 غرام فيصل سعرها قبل إضافة الصياغة والضرائب إلى 3,929,850 ليرة.

وقال جزماتي قبل أيام، إنه هناك انخفاض في المعروض من ذهب الادخار في السوق، بسبب عدم افتتاح مكتب الدمغة بعد، ولذلك لا يوجد أونصات وليرات ذهبية جديدة في الأسواق، وما يوجد حالياً كميات قليلة جداً من الأونصات والليرات المستعملة.

وأشار جزماتي إلى أن السبب الرئيس لارتفاع سعر الذهب محلياً هو ارتفاع سعر الأونصة عالمياً بشكل ملحوظ، حيث سجلت نحو 1,741 دولاراً، بسبب جائحة فيروس كورونا العالمية.

ومع بداية انتشار فيروس كورونا والخوف من تأثيره على النشاط الاقتصادي والنمو العالمي، زاد الطلب على المعدن الأصفر (الذهب)، إذ يعتبره المستثمرون ملاذاً آمناً، ما تسبب بزيادات متتالية طرأت على سعر الأونصة عالمياً

وعانى سوق الذهب المحلي من تغيرات مفاجئة بالأسعار وعدم استقرار طوال العام الماضي، حيث ارتفع سعر مبيع غرام الذهب عيار 21 بنسبة 100% تقريباً بنهاية العام مقارنة مع بدايته.

وكان مبيع سعر الغرام عيار 21 يقارب 17,700 ليرة مطلع 2019، لكنه استمر في التذبذب صعودا وهبوطاً حتىلالامس حدود 35,000 ليرة في نهاية العام، بفارق 17,300 ليرة.

التعليقات