اكد عضو اتحاد النحالين العرب المهندس عبد الرحمن قرنفلة على هامش اليوم العالمي للنحل المصادف في العشرين من ايار من كل عام ان من اهم التحديات التي تواجه تربية النحل تتمثل في التطبيق غير السليم للمدخلات الكيميائية الزراعية ، و التكلفة العالية للخلية والمعدات الحديثة ، والأمراض والآفات وارتفاع تكاليف معالجتها ، والحيوانات المفترسة ، وأجور النقل المرتفعة ، وعدم تعاون اصحاب الحقول والبساتين مع النحالين ، وكثافة تواجد النحل في مناطق محدودة جغرافياً ، وضعف تدابير التعليم والتدريب المستمر للنحالين الجدد ، وصعوبة الوصول الى الخدمات المالية لتمويل شراء تجهيزات حديثة منوها الى ان هذه التحديات هي رئيسية و تعيق قدرة قطاع انتاج منتجات خلية النحل السوري المختلفة على رفع نسبة مساهمته في اجمالي الناتج المحلي الزراعي وتحقيق غايات وأهداف الحكومة في هذا الاطار .

واشار قرنفلة إن تربية النحل تتم عبر أجيال عديدة في سورية وتلعب دورا حاسما في سبل العيش للمجتمعات الريفية في خمس محاور ديناميكيات محلية. الأول : أنه نشاط يدر الدخل ؛ وثانيا : القيمة الطبية للعسل ومنتجات الخلية الأخرى التي لا تقدر بثمن ؛ وثالثًا : يدعم الأنشطة الزراعية من خلال تسهيل العمليات الحرجة مثل التلقيح المتبادل وتحسين غلة المحاصيل، ورابعاً :يساهم بشكل كبير في جهود الحفاظ على الغابات، وخامساً يسهل الروابط الصحية بين التنوع البيولوجي (الحشرات والنباتات) نحو سبل العيش المستدامة .

وعن واقع القطاع اكد قرنفلة أن إنتاج العسل في سورية مستدام إلى حد كبير حيث يستخدم العسل المُنْتَج كمنتج غذائي تكميلي ، وللأغراض الطبية ولصناعات متعددة تتعلق بالعناية الشخصية ومواد التجميل ، وكانت البلاد تمتلك قبل الازمة ما يقارب 1 % من الثروة النحلية في العالم ، بواقع 600 ألف خلية نحل يعمل على ادارتها ما بين 28-30 ألف من النحالين و انتجت آنذاك حوالي 3 آلاف طن ،لافتا الى ان سورية كانت من البلدان المصدرة للعسل وما يقرب من 1500 طن من العسل المنتج لم يكن كافيًا لتلبية الطلب الخارجي ، ما يعني أن توافر السوق لم يكن قيدًا.

واوضح انه لوحظ مؤخرا تزايد الطلب على العسل عالميا على خلفية انهيار اعداد كبيرة من خلايا النحل بسبب الممارسات غير الصديقة للبيئة كالإفراط في استخدام المبيدات الحشرية والتلوث وغزو الآفات وفقدان الموئل ، إلا ان القطاع تعرض إلى اضرار عميقة خلال الاحداث التي عصفت بالبلاد تراجعت معها أعداد خلايا النحل لتصل إلى حوالي 300 ألف خلية مع 10 ألاف من النحالين ، مترافقة بوقف قدرتهم على نقل طوائف النحل الى المراعي التقليدية لها ، مع صعوبة متابعة واقع تطورها في اماكن انتشارها ، ما ساهم في فقدان اعداد كبيرة من النحل و انكماش الانتاج إلى حوالي 500 طن من العسل ،علماً بأن حاجة السوق المحلية للعسل تقدر سنوياً بنحو 1500 طن .

سيريا ديلي نيوز


التعليقات