سقطت مع كورونا Caved 19 كل الادعاءات الأمريكية والاوربية بتفوقها عالمياً، وسقطت معها فكرة الخلود الاقتصادي للعولمة ولمبادئ (دعه يعمل دعه يمر والحرية الاقتصادية واليد الخفية، أي ان الأسواق تنظم نفسها ينفسها وإلغاء الحمائية وتدخل الدولة في الحياة الاقتصادية….الخ).

ومع توسع تداعيات الوباء وتقاذف التهم حول أسبابه وبعضهم يقول أن النظام الليبرالي من خلال تناقضاته الاقتصادية الهيكلية الداخلية هو الذي ولدّ كورونا ولكنه بعد ذلك انقلب السحر على الساحر وعجز عن مواجهته كما حصل في أزمة الكساد الكبير سنة 1929 والتي سبقت الحرب العالمية الثانية وأزمة 1987 وأزمة 2008 وغيرها ! فهل كورونا فوت الفرصة عن اندلاع حرب عالمية ثالثة ؟!، وخاصة مع صعود قوى اقتصادية عالمية جديدة وهبوط أخرى بغض النظر عن توجهها الأيديولوجي، وهذا يؤكد ان علم الاقتصاد هو بشكل أساسي علم مهني دون إسقاط الجانب الأيديولوجي عنه، وبرأينا أن سقوط النمط الليبرالي لايعني نجاح النمط الماركسي وان الرأسمالية تحفر قبرها بيدها كما يؤكد خصوم الليبراليين وخاصة السوريين منهم بل الموضوع أوسع من هذا وذاك وهو مرتبط بتناقضات التطور الاقتصادي الغربي المبني على الاستغلال والنهب وتوريق الاقتصاد وإهمال الاقتصاد الإنتاجي وصنمية الدولار و تزايد عجز أمريكا والقارة العجوز عن قيادة العالم لتراجع قوتهما الاقتصادية ومحاولة السيطرة على العالم بقانون القوة وليس بقوة القانون …الخ ،وان البديل للنموذجين الشيوعي والرأسمالي هو ( رأسمالية الدولة ) أي زيادة هيبة الدولة من خلال زيادة قوتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والفكرية والأمنية وغيرها وعلى كل الأصعدة ( الحكومية والخاصة ) ، وهذا يتطلب أن تنتقل الحكومة ممثلة الدولة من العقلية الرقابية والوصائية إلى العقلية التنموية وان تتصرف كشركة كبرى تحترم الجميع و تقود رأس المال الوطني وتنظم العلاقة بينه وبين سوق وقوى العمل وغيرها ، وهنا نختلف مع الملهم (كارل ماركس ) حيث قال [ إن الدولة تعبر عن المصلحة القومية والسلطة الخاصة للرأسماليين]، ونتفق مع ( لينين ) حيث قال أنها خطوة إلى الأمام وأيضا مع الاقتصادي الليبرالي (كينز ) الذي دعا في ثلاثينات القرن الماضي لتدخل الدولة في الحياة الاقتصادية ، ونؤكد بأن معالم اللوحة الاقتصادية العالمية تتغير، وهذا سبب سقوط النظام الصحي الغربي ونجاحه بشكل نسبي في الصين وروسيا ، لكن السؤال هو ماذا لو توسعت تداعيات كورونا العالمية بعد سقوط النظام الصحي الغربي وهو رأس جبل الجليد ؟!، هل ستنهار لاحقا مؤشرات اقتصادية غربية مزعومة ومنها مثلا قيم معدل النمو الاقتصادي والناتج المحلي الإجمالي؟!، وهما المؤشران الاقتصاديان الاساسيان لتصنيف الدول ، وهنا تجدر الإشارة إلى ان دراسة لموقع ( إنفوستيبيديا) لسنة 2020 أقرت أن معالم اللوحة الاقتصادية العالمية وان قيم الناتج المحلي الإجمالي التقريبية وبتريليونات الدولارات ولعدد من الدول ومنها [ أمريكا /21،5/ – الصين / 15,3/ – اليابان / 5,4/- ألمانيا /4,5/ – الهند /3,3/ – بريطانيا /3,2/ – فرنسا/3,1/ – البرازيل /2,4/ – إيطاليا /2,3/ – كندا /1,9/ – روسيا /1,5/ …الخ ] ، وتؤكد دراسة أعدتها شركة ومعهد Oxford Economics) )أكدت ان ارتفاع معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي يعتمد بشكل أساسي على عدة عوامل ومنها توافر التمويل والقوة العاملة و الاستثمار المعتمد على الادخار المحلي، وهذه المؤشرات هي من أهم سمات الاقتصاديات الاسيوية ، وان بعض الدراسات الاقتصادية العالمية أصدرت تقييما للاقتصادات الافضل خلال سنة 2019 وحسب مؤشر معدل النمو الاقتصادي و كانت كما يلي[ الهند /6,5%/ – الصين /6,2%/- الفلبين /5,3%/ – إندونيسيا / 5,2%/ – ماليزيا /4,5%/، فهل ستكون أسيا هي مركز النمو العالمي و قائدة له من سنة 2021 ويتراجع الاقتصاد الأمريكي . برأينا ان المستقبل مفتوح على كل الاحتمالات.

 

سيريا ديلي نيوز- د. حيان سلمان


التعليقات