حظر بيتر مونيا وزير الزراعة الكيني قتل الحمير، وأمر بإغلاق كل مسالخها الحمير في البلاد.
ومنح مونيا أصحاب هذه المسالخ مدة شهر لتحويل نشاطهم لذبح حيوانات أخرى كالماشية والماعز، مؤكدا أن من لن يلتزم سيغلق مسلخه.
فلماذا حدث هذا التطور؟
تواجه الحمير على مستوى العالم أزمة في ما يتعلق بأعدادها، بسبب الطلب الكبير على جلودها في الصين، حيث تستخدم في إنتاج أغذية “صحية” وعقاقير الطب التقليدي.
كما يحظى لحم الحمير بشعبية في الصين. لكن مع التراجع الكبير في عدد الحمير هناك، بالإضافة إلى حقيقة تباطؤ تكاثرها، اضطر الموردون للبحث عن مصادر بديلة خارج الصين.
وتضررت أفريقيا بشدة لأن هذه الحيوانات مهمة في حياة الناس سواء في النقل أو الزراعة وخاصة في البلدان الأكثر فقرا.
وفي العديد من البلدان، تضاعفت أسعار الحمير خلال السنوات الأخيرة، وهو ما دفع اللصوص كي ينشطوا في هذا المجال، فباتت العديد من الأسر غير قادرة على الحصول على حيوان جديد.
“استيقظت فلم أجده”
كان بائع المياه الكيني أنتوني وانياما، البالغ من العمر 29 عاما، يملك حماراً أطلق عليه اسم “كارلوس” وظل بصحبته 4 سنوات، كانت الأمور فيها على مايرام.
ويقول وانياما، وهو أب لطفلين، “استطعت شراء أرض ومنزل ودفع مصاريف المدارس والعناية بأسرتي”.
وأضاف والدموع تنهمر من عينيه “استيقظت ذات يوم فلم أجد كارلوس، بحثت في كل مكان ثم وجدته ميتا ومسلوخاً”.
ويستأجر وانيا حالياً حماراً ليستخدمه في حمل الأوعية البلاستيكية التي يعبئ فيها المياه التي يبيعها. وعليه دفع نصف عوائده البالغة من 3 إلى 4 دولارات يوميا في أحسن الأحوال لصاحب الحمار، ولا يستطيع الوفاء بالتزاماته الأساسية.
معاناة
وارتفعت أسعار الحمير وزاد الطلب عليها في كينيا بسبب افتتاح مسالخ جديدة.
ويمكن لكل مسلخ قتل 150 حمارا يوميا حيث تتم تعبئة وتجميد لحومها ويملح الجلد تمهيدا للتصدير.
ويتم قتل الحمار بإطلاق رصاصة في الرأس قبل سلخها.
ويقول جون كاريوكي مدير أحد المسالخ: “سابقاً لم يكن هناك سوق للحمير، وكان الناس يبيعون الأبقار والأغنام لدفع مصاريف المدارس لأطفالهم، ولكن الآن أجد الناس يبيعون الحمير أكثر من الأبقار”.
وأضاف قائلا: “نحن سعداء مع الصينيين، سابقاً لم تكن هناك فائدة تذكر للحمير، لكن الكثيرين يستفيدون منها الآن”.
أكبر أزمة
وعلى الجانب الآخر، يفحص المشترون الصينيون البضاعة جيدا قبل شرائها، فجلود الحمير عندما يتم غليها تنتج نوعا من الجيلاتين بني اللون، يُعد عنصرا رئيسيا في منتجات “إيجياوو” الغذائية والطبية التقليدية التي تحظى بشعبية.

وكشفت هيئة أوكبيكرس الخيرية للصحفيين الاستقصائيين المعنيين بالبيئة والحمير ومقرها جنوب أفريقيا، حالات تعرضت فيها الحمير لانتهاكات قبل قتلها.

وقال مايك بيكر، من منظمة الملاذ الآمن للحمير والذي يقود حملة لوقف هذه التجارة، إن “هذه أكبر أزمة تواجه الحمير في التاريخ”.

وأضاف بيكر “إننا نرى الاستحواذ على ملايين الحمير ونرى معاناة هذا الحيوان على نطاق لم يسبق له مثيل من قبل”.

وتابع بيكر قائلا: “نحن نتحدث عن جعل تلك الحيوانات تجوع حتى الموت ليصبح سلخ جلدها أكثر سهولة”.

وأشار إلى أن الحملة الدولية في هذا المجال بدأت تؤتي ثمارها. فقد حظرت أوغندا وتنزانيا وبوتسوانا والنيجر وبوركينا فاسو ومالي والسنغال على الصين شراء منتجات حميرها.

وتتعرض الحمير للقتل على نطاق واسع في أفريقيا كما هو الحال في مناطق أخرى في العالم مثل البرازيل وبيرو.

وباتت الحياة أكثر صعوبة على أنتوني وايناما وأسرته مع الأقساط المتأخرة ومصاريف المدارس غير المدفوعة.

وكان الجفاف الذي ضرب المنطقة في السنوات الأخيرة قد أجبر الكثيرين على بيع حميرهم بينما فقدها آخرون بسبب السرقة وهم غير قادرين على شراء بديل لها.
حقائق حول تجارة الحمير

1.8 مليون حمار يقتل سنويا للاتجار في جلودها وذلك بحسب منظمة الملاذ الآمن للحمير، فيما يزيد الطلب عن 10 ملايين حمار سنويا.

تراجع عدد الحمير في الصين من 11 مليون حمار في عام 1990 إلى ثلاثة ملايين اليوم.

سعر كيلو جيلاتين إيجياوو الذي ينتج من غلي جلد الحمير يصل إلى 388 دولاراً للكيلوغرام

أوغندا وتنزانيا وبتسوانا والنيجر وبوركينا فاسو ومالي والسنغال حظرت بيع منتجات الحمير للصين
كينيا حظرت مؤخرا قتل الحمير وأمهلت مسالخها مدة شهر كي تغير نشاطها.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات