أصبح مشهد السيارات الممتلئة باسطوانات الغاز في الطرقات بينما ينتظر المواطنون وصول الرسائل النصية التي تبشرهم بوصول مخصصاتهم وهي تراقب بحسرة عدم قدرتها الحصول على اسطوانة الغاز والسبب ببساطة عدم ورود الرسالة من شركة تكامل، وسط دهشة وحيرة وخاصة أن الكثيرين لم يحصلوا على اسطواناتهم منذ أكثر من شهرين بسبب الازدحام الذي كان يحدث في آلية التوزيع السابقة.

الآلية الجديدة يجب أن تُؤمن نظرياً وفرة في مادة الغاز أي مزيداً من تلبية حاجة المستحقين، لكن المشهد يبين أن الجميع ينتظر الرسائل للحصول على الغاز وخاصة أن الكثير من المناطق  والمدن لم يصل لها خلال أسبوع من تطبيق الآلية الجديدة سوى 300 اسطوانة فقط وربما أقل، بعدما كان يصلها خلال الأسبوع (ما قبل تطبيق برنامج الرسائل) عدداً لا بأس به من اسطوانات الغاز للحد من الاختناقات.

تكامل تقول إن عدد الرسائل مرتبط حصراً بعدد اسطوانات الغاز المنتجة، أي ترمي الكرة في ملعب المحروقات، بالتالي زيادة عدد الرسائل متعلق بعدد الاسطوانات المسلمة للمعتمدين.

هذا يقودنا للسؤال الأهم والعميق، إن استطاع المعتمد الحصول على 300 اسطوانة غاز ، وعدد الأسر المسجلين لديه عبر التطبيق الجديد أكثر من 2000 أسرة ، فكيف سيحل الأزمة؟ وكيف سيتم تدارك الأمر وما هو الضمان لتسليم كل عائلة اسطوانة غاز واحدة كل ٢٣ يوم على أبعد تقدير.

بدوره بين رئيس مجلس مدينة ضاحية قدسيا في ريف دمشق أصف هواش  أنه وقبل تطبيق الآلية الجديدة كان يرد يوميآ للمدينة 300 اسطوانة غاز توزع في الضاحية والسكن الشبابي، ويتم الإعلان عنها عبر صفحة مجلس المدينة الرسمية على الفيسبوك، وبعد تطبيق الآلية الجديدة منذ يوم السبت الفائت ولحينه لم يرد سوى 400 اسطوانة غاز فقط لسكان المدينة الذي يبلغ عددهم أكثر من 350 ألف نسمة، والمستحقين أكثر عدداً من الكميات الواردة، وتساءل هواش، كيف سيتم تغطية أو إيجاد حل لهذه الأعداد في مدينته وتسليم المستحقين مادة الغاز المنزلي.

بقي أن نقول أن الجميع يدرك تماماً واقع ما تمر به البلاد من حصارٍ اقتصادي يقع جزء منه على المشتقات النفطية وحوامل الطاقة وصعوبة تأمينها وتمريرها، عدى عن الاعتداءات الإرهابية على المصافي النفطية ومرابطها، وفي شق الرؤيا للإجراء الجديد المتبع أمر يُسجل بإيجابية لإيصال المادة لمستحقيها باحترام بعيدآ عن الوقوف لساعات طويلة أو اللجوء لتجار الأزمات والسوق السوداء، أما عن آليات العمل والتنفيذ ألم تكن القدرة على تمرير هذا التطبيق الإلكتروني تباعاً لمحافظة تلو الأخرى كما حدث في توزيع مادة المازوت، للوصل إلى المشهد المأمول بعيداً عن الإرباك الكبير الذي يحدث الآن مع المواطنين وخاصة أننا مازلنا في ذروة فصل الشتاء والمنخفضات الباردة وحاجة العائلات لمادة الغاز، عدى عن الضغط على شبكة تكامل، والبحث عن عنوان الموزع وتحديده عبر التطبيقات الإلكترونية التي يصعب على الكثير المعرفة بها أو استخدامها، وانتظار الرسائل النصية، واستلام اسطوانة الغاز ضمن المدة المعلن عنها من وزارة النفط.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات