انطلاقاً من ضرورة إشاعة ثقافة الترشيد في استهلاك الطاقة الكهربائية لدى الجميع لأن مسؤولية المحافظة على ديمومة الكهرباء لا تنحصر بمسؤولية الوزارة, بل إنها من مسؤولية الجميع سواء كانوا أفراداً أو مؤسسات, فالكل يجب أن يعمل بروح فريق العمل الواحد أطلقت وزارة الكهرباء حملة توعوية بعنوان /رشدها لتدوم/ وذلك مع بداية فصل الشتاء بهدف ترشيد استهلاك الطاقة وترسيخ هذه الثقافة بين المواطنين.

وتتضمن الحملة التي تستمر حتى نهاية شهر شباط العام القادم، فعاليات ونشاطات مختلفة يتم التركيز من خلالها على الإجراءات التي يمكن أن يقوم بها المواطن أو مستهلك الطاقة بشكل عام بتخفيض الهدر في استهلاك الطاقة والاستخدام العقلاني والأمثل لها وخاصة خلال أوقات الذروة المسائية التي تمتد من الساعة الخامسة وحتى العاشرة مساء.. مدير عام المركز الوطني لبحوث الطاقة الدكتور المهندس- يونس علي أكد في تصريح لصحيفة تشرين أن كمية الكهرباء التي تستهلك في القطاع المنزلي نحو 55 بالمئة من مجمل استهلاك الكهرباء على مستوى سورية, لذا سيتم التركيز على هذا الجانب خلال الحملة الشتوية ليكون المواطن شريكاً أساسياً في نجاح الحملة وخاصة أن تعاونه والتزامه ببعض الاجراءات سيكون له منعكس اقتصادي عائد عليه بالدرجة الأولى من خلال تخفيض فواتير الكهرباء واستمرارية تأمين الطاقة الكهربائية للجميع, وشدد على أهمية الحملة ودورها في المحافظة على الاستقرار الكهربائي الذي نعيشه حالياً ولاسيما أن توقيتها يترافق مع فترة الذروة الشتوية للطلب على الكهرباء حيث تزداد خلالها الأحمال الكهربائية بشكل كبير وخاصة في القطاع المنزلي.

ولفت علي الى ان الدراسات أثبتت أن إجراءات الترشيد والاستخدام العقلاني للطاقة يمكن أن توفر كميات كبيرة من الطاقة قد تصل إلى نحو /30/ بالمئة أي تحقيق وفورات مالية لا يستهان بها سواء بالنسبة للمواطن أو للاقتصاد الوطني. وأشار علي إلى أن سلوك الترشيد يجب أن يكون سلوكاً طبيعياً ودائماً في المجتمع بغض النظر عن وفرة الموارد الطاقية من عدمها وهذا ما نلاحظه في معظم دول العالم ومن ضمنها الدول الغنية بالموارد الطاقية حيث تعتمد على برامج دائمة لتعزيز وتكريس فكرة الترشيد والاستخدام الأمثل للموارد. بدوره أكد الدكتور سنجار طعمة -معاون مدير عام المركز الوطني لبحوث الطاقة في تصريح خاص لـ«تشرين» على أن جوهر الحملة أو النقطة الساخنة فيها هو وقت الذروة بين الخامسة مساء والعاشرة ليلاً وإذا استطعنا أن نرشد استخدام الكهرباء في هذه الفترة نضمن كهرباء متواصلة وبأحمال خفيفة, مشدداً على أهمية دور الإعلام في دعم الحملة والترويج لها، لافتاً إلى أعداد فقرات متنوعة سوف يتم بثها في القنوات الوطنية. وقال طعمة إن المنزل له دور كبير في ترشيد الطاقة من خلال الحد من الاستخدام غير الأمثل للأدوات المنزلية وخاصة في فترات الذروة وأضاف إن القطاع الصناعي له مصلحة كبيرة في تخفيض كلف الإنتاج لذلك قد يكون أقل هدراً للكهرباء من المنزل. وأشار طعمة إلى أنه سيتم في إطار الحملة التنسيق مع وزارة التربية للوصول إلى المدراس عبر فرق من الكهرباء والإدارة المحلية والبيئة عبر جولات وشرح تطبيقات الكترونية تساعد على إيضاح كيفية ترشيد استخدام الطاقة للتلاميذ، عبر تطبيق تفاعلي من خلال برنامج تقني يمكن أن تزود به المدارس.. إن إشاعة ثقافة الترشيد في استهلاك الطاقة الكهربائية، تكتسب أهمية قصوى في هذا التوقيت مع بداية مرحلة التعافي وانطلاق عجلة الاقتصاد, ما يحتم على الجميع العمل بروح فريق العمل الواحد لدعم جهود وزارة الكهرباء، سواء الجهود المبذولة في قطاع انتاج الطاقة أو نقلها أو توزيعها أو في مجالات الصيانة. ولكي نسهم مساهمة متواضعة في رفد خطط وزارة الكهرباء وتمكينها من بلوغ هذه الحملة أهدافها, كما لا بد من العمل على إزالة جميع التجاوزات، والنظر بإمكانية إدخال ثقافة ترشيد الطاقة ضمن مناهج التدريس ولجميع المراحل الدراسية من أجل ترسيخ هذه الثقافة.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات