«كان يوماً عصيباً» ربما تختصر هذه العبارة التي قيلت على أكثر من مستوى حجم القلق الذي عاشته محافظة طرطوس يوم الإثنين جراء الحرائق المتسلسلة التي اندلعت في أكثر من منطقة على مساحة المحافظة وبلغ عددها /36/ حريقاً، منها واحد وعشرون حريقاً زراعياً وخمسة عشر حريقاً حراجياً.

«كان يوماً عصيبا» ربما تختصر آلامنا في خسارة هذه المساحات ولكنها لا تكفي للإحاطة بعدد الأشجار المثمرة والحراجية التي خسرناها وربما فقدناها للأبد، فالغابة تحتاج لمئة سنة حتى ترمم نفسها كما هو متعارف عليه، والخسارة المضاعفة أن تجهيل الفاعل لا يزال مستمراً في وقت أكثر ما نحتاج إليه إلى (المجرم الحقيقي) الذي قام بهذه الفعلة الشنعاء أقله كي لا تتكرر الحوادث سنوياً ونحن نلقي اللوم فقط على الطبيعة والجو الحار والهواء الشرقي الجاف.

رئيس دائرة الحراج في زراعة طرطوس حسن ناصيف أكد لـ«الوطن» أن جميع عناصر فرق الإطفاء ومراكز حماية الغابات التابعة للزراعة من عمال وسائقين وفنيين ومشرفين لم يناموا لحظة واحدة، وتم إطفاء جميع الحرائق بمساعدة الجميع بمن فيهم فوج الإطفاء والدفاع المدني وبعض الجهات الأخرى من خلال آلياتها كالخدمات الفنية وفرع التنمية الزراعية والتشجير المثمر.

مبيناً أن أكبر الحرائق هو الحريق الذي اندلع في غابة التفاحة وجوارها وذلك بسبب تداخل الحراجي والزراعي.

وحول تجهيل الفاعل أشار ناصيف إلى أن المعلومات الأولية تؤكد أن الحريق في هذه الغابة والعديد من الحرائق الأخرى انطلقت من أراض زراعية إلى الحراج، وحالياً عناصر الضابطة الحراجية تقوم بمتابعة الإجراءات للتحقق وكتابة الضبوط ومعرفة المساحات المتضررة وعدد الأشجار المحروقة من الأراضي الزراعية والغابات، كاشفاً أن المساحات المحروقة هائلة والأضرار جسيمة.

وذكر ناصيف أن بعض الحرائق الحراجية والزراعية الصغيرة اندلعت أمس الثلاثاء في العنازة في بانياس والبريخية في الدريكيش وعنازة في حنين وعند زوق بركات في صافيتا وقد تم التوجه إليها وجرى إطفاؤها.

بدوره قائد فوج إطفاء طرطوس العقيد سمير شما أكد لـ«الوطن» أنه وبتضافر جميع الجهود تم إطفاء جميع الحرائق فجر أمس الثلاثاء مبيناً أن الأخطر كان حريق التفاحة الذي تم إطفاؤه بشكل نهائي ظهر أمس بعد إخماد النار في إحدى البؤر التي كانت تطلق الدخان مع انتهاء عمليات الإطفاء.

الوطن

 

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات