ميسون يوسف

لا شك بأن المواطن السوري بات يعاني من الحرب الاقتصادية اللئيمة الشرسة التي تشنها الولايات المتحدة الأميركية على سورية متجاوزة كعادتها كل قواعد القانون الدولي ومبادئ الأخلاق والإنسانية، فأميركا قد عجزت في سورية عن تحقيق مشروعها الاستعماري في الميدان بسبب شجاعة وبراعة الجيش العري السوري والقوات الرديفة والحليفة وبسبب التفاف الشعب بمعظمه حول قيادته الوطنية الحكيمة التي عرفت كيف تقود المواجهة وكيف تتصدى لخطط المعتدي الواحدة تلو الأخرى، ولذلك تحولت أميركا هذه إلى الحرب على لقمة السوري وعلى حاجاته النفطية وحركته المالية وفرضت على سورية حصاراً متعدد الأشكال لم يكن الحصار النفطي وحيداً فيها.
المؤلم في الحرب الاقتصادية هذه أن نرى دولاً عربية أو تدعي الأخوة مع الشعب السوري، تساهم في فرض هذا الحصار التجويعي، التي تبتغي منه أميركا تركيع الشعب السوري أو تثويره على قيادته حتى يطالبها بأن تقبل ما رفضته خلال الأعوام الثمانية الماضية، والكل يعلم أن الحرب الدفاعية التي خاضتها سورية لم تكن إلا من أجل المحافظة على وحدتها وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها وأمن المواطن فيها، فهل يجوز بعد تلك الأنهار من دماء الشهداء التي سالت دفاعاً عن الوطن أن نسلم لأميركا بما تريد بعد أن تحولت حربها من حرب نار وحريق إلى حرب جوع وبرد وتجميد؟
لن نتغافل عن المأزق المعيشي الذي يعيشه الشعب السوري بسبب الحصار والحرب الاقتصادية، وهو مأزق يجب ألا ننسى أنه صناعة أميركية غربية، ولكن يجب ألا نخطأ بعد فهم السبب في تحديد ردة الفعل، لأن الشعب السوري الآن وضع بين خيارين إما التحمل وإلحاق الهزيمة بالعدوان من بابه الكيدي الاقتصادي، أو الخضوع والتسليم لأميركا بما تريد والتفريط بدماء الشهداء، ولكن الذي يعرف الشعب السوري يعرف أي خيار سيعتمد وهو لا يرى إلا طريق الانتصار طريقاً تلائم تاريخه وعنفوانه، يعرف أن الشعب سيتحمل وسيقهر العدوان في نسخته الجديدة.

التعليقات