الأضرار التي لحقت بالشركة السورية للغاز وحدها منذ بداية الأزمة وحتى نهاية عام 2018 بلغت تريليوناً و206 مليارات و556 مليون ليرة منها 88 مليار ليرة أضراراً مباشرة، ولنا أن نتخيل كم من الرفاهية الاقتصادية كان يمكن أن تحققها تلك المبالغ؟ ولأن الشركة السورية للغاز واحدة من مؤسسات الدولة, وتنتشر منشآتها في معظم محافظات القطر، فقد تضرر الكثير منها وخرج من الخدمة، وتوقف معظم آبار النفط والغاز عن العمل بعد سيطرة المجموعات الإرهابية المسلحة عليها, وهذا ما أدى إلى انخفاض في منتجاتها من الغاز النظيف والمنزلي والمكثفات، حيث وصل المعدل من منتجات الغاز الطبيعي الذي تمت معالجته في معامل الشركة من بداية عام 2011 إلى /21/ مليون متر مكعب غاز نظيف يومياً, ومن الغاز المنزلي حوالي 1000 طن/ يوم, ومن مادة المكثفات 15 ألف برميل يومياً. وكان في الشركة السورية للغاز خطط طموحة تم وضعها في عام 2004 و تمتد حتى العام 2020, وحسبما قاله لنا مدير عام الشركة- المهندس علي الدربولي فقد كان من المتوقع أن تصل كمية الغاز المصدّر عبر الشبكة للمستهلكين وفق الخطة الموضوعة خلال العام 2018 إلى حوالي 48 مليون متر مكعب غاز نظيف يومياً، وقبل الأزمة كان يُغطى النقص في الغاز المنزلي باستيراد المادة, وتتم تغطية النقص في كميات الغاز النظيف حاجة المؤسسة العامة لتوليد الطاقة الكهربائية من خلال استيراد مادة الفيول.

تغطية العجز

يقول الدربولي: إن الإنتاج انخفض كحد أدنى خلال الأزمة إلى /7 / ملايين متر مكعب غاز يومياً, وكانت تتم تغطية عجز الإنتاج من خلال إدخال كل الآبار الغازية التي يتم الانتهاء من حفرها فوراً بالإنتاج، وفي سورية ثمانية معامل لمعالجة الغاز قبل الأزمة, وحوالي 45 محطة تجميع, و 80 محطة صمام مقطعي على شبكة الغاز التي يبلغ طولها حوالي 2600 كم، وحالياً يوجد خمسة معامل تعمل، إضافة إلى المواقع الغازية الحقلية وهي مديرية استثمار غاز الحسكة /الحسكة – السويدية، مديرية استثمار غاز الجبسة / الحسكة – الشدادة، مديرية استثمار غاز دير الزور / دير الزور، مديرية استثمار غاز جنوب الوسطى / حمص – الفرقلس، مديرية استثمار غاز شمال الوسطى / حمص – التوينان، معمل غاز العمر / دير الزور، معمل غاز ايبلا / حمص – الفرقلس، معمل غاز حيان /حمص – التيفور، مديرية تطوير واستثمار الغاز الطبيعي / الإدارة العامة – تدمر – شمال دمشق/ وأخيراً مديرية نقل وتوزيع الغاز / حمص – الريان.

خطط إسعافية

وتحدث الدربولي عن الخطط الإسعافية التي أجريت للآبار التي تمت استعادتها مع التكلفة التقديرية لإصلاحها وإعادتها للعمل، وتقوم الشركة السورية للنفط بصيانة الآبار, ويتم التنسيق الدائم مع السورية للنفط بهذا الخصوص, حيث تقوم السورية للغاز بتجهيز وصيانة كل الخطوط ومحطات التجميع اللازمة لنقل الغاز من هذه الآبار إلى معامل الغاز فور إصلاحها، وعن تكاليف تأهيل معمل غاز حيان والإنتاج سابقاً وحالياً قال الدربولي: لا يوجد رقم نهائي حتى تاريخه, ويمكن تقديرها بحوالي 150 مليون دولار أمريكي، أما بالنسبة للإنتاج فكانت كمية الغاز الخام في معمل غاز حيان قبل الأزمة حوالي 4 ملايين متر مكعب يومياً، وحالياً فإن كمية الغاز الخام تبلغ حوالي 2.8 مليون متر مكعب يومياً، أما معمل غاز شمال المنطقة الوسطى فإن الطاقة التصميمية اليومية لمعمل شمال الوسطى هي: 3.2 ملايين م3غاز نظيف, و50 طن غاز منزلي, و2000 برميل من مادة المكثفات، وكان متوقفاً عن العمل حتى 18/8 /2017 بسبب سيطرة المجموعات الإرهابية, بعد استعادته من قبل الجيش العربي السوري تم وضعه في الخدمة, حالياً ينتج حوالي 1.1 مليون م3 غاز يومياً.

يقول دربولي: إن إنجازات الجيش العربي السوري باستعادة منطقة تدمر و ريفها خلال العام 2017 أدت إلى استجرار كميات الغاز المتوافرة في مناطق/شرق تدمر- حيان – الشاعر/. واستعادة جبال القلمون ومناطقها وفّر العمل الآمن لكوادرنا لحفر الآبار ولمتابعة تمديد خطوط الغاز والذي كانت نتيجته إنجاز مشروع استثمار الغاز من حقول شمال دمشق/ دير عطية – البريج- قارة/ خلال العام 2018 وخلال العام 2017 تم البدء بصيانة معمل غاز شمال الوسطى والمحطات التابعة له.

أضرار وفوات

يضيف الدربولي: تم استهداف قطاع النفط والغاز منذ بداية الأزمة لوقف عجلة النمو الاقتصادي حيث تم تدمير أكثر من موقع تدميراً كاملاً أو شبه كامل, وتمت سرقة النفط المنتج والغاز المنزلي من المواقع, ولدينا كذلك أضرار جسيمة في عدة مواقع تم قصفها من قبل طيران ما يسمى التحالف الدولي, وتمت سرقة 246 آلية وتخريب 33 آلية للشركة, وقد بلغت خسائرنا المباشرة وغير المباشرة نتيجة فوات الإنتاج حوالي / 3.5/ مليار $ , ما يعادل / 1093/ مليار ليرة وتعرض كادرنا لخسائر بشرية كبيرة حيث استشهد 45 عاملاً, و 28 عاملاً مصاباً بجروح، إضافة إلى تعرض 45 عاملاً للخطف.

غاز السويدية

وأشار الدربولي إلى أن معدل الإنتاج اليومي في معمل غاز السويدية يبلغ حالياً /1.350/ مليون متر مكعب غاز نظيف, وحوالي 120 طن غاز منزلي و 300 برميل متكاثفات.

وهو يقوم بتأمين حاجة المنطقة الشرقية من مادة الغاز المنزلي, إضافة إلى تشغيل محطات توليد الطاقة /منشأة السويدية العائدة للمؤسسة العامة لتوليد الكهرباء – والعنفات العائدة للشركة السورية للنفط في الرميلان/، علماً أن الطاقة الكهربائية المولدة من جميع العنفات تستهلك في محافظة الحسكة.

المحافظة على الإنتاج

وأضاف الدربولي: لدينا عدة مشاريع استثمارية للمحافظة على الإنتاج وزيادته أهمها مشروع تركيب الضواغط الغازية في معمل جنوب المنطقة الوسطى, وإعادة تأهيل المعامل والمحطات الغازية المتضررة. ويتم التنسيق بشكل دائم مع الشركة السورية للنفط لزيادة فعاليات الحفر الإنتاجي لزيادة كميات الغاز المنتجة وذلك وفق خطط متفق عليها، ونوه بأن الشركة عانت كثيراً الحصار الاقتصادي الجائر على بلدنا, وحاولنا قدر المستطاع إنجاز الكثير من الصيانات الضرورية لمنشآتنا الغازية، ولأول مرة قامت الكوادر الفنية الموجودة ضمن الشركة بإجراء بعض الصيانات والتعديلات الفنية الضرورية لاستمرار العمل في منشآتنا الغازية ولتلافي التوقف أو تخفيض الإنتاج، منها ما هو خاص بمعدات وآلات المعامل ومنها تعديلات مهمة على الشبكة الوطنية لنقل الغاز, لتأمين استثمار أي كمية من الغاز متوافرة ولو بضغوط منخفضة، وأشار الدربولي إلى متابعة أعمال الاستكشاف في الشركة منها حقول شمال دمشق / قارة – البريج – دير عطية/، ومتابعة أعمال استكشاف حقول جنوب المنطقة الوسطى وخاصة حقل غاز صدد، ومتابعة أعمال استكشاف حقول شمال المنطقة الوسطى في توينان، إضافة لمتابعة عمليات المسوحات «السايزمية» في المياه الإقليمية بخصوص أعمال الاستكشاف بالتعاون مع شركة نفط سيوز الروسية.

مسوحات

وعن الآليات المتبعة بالمسح و لمحة عن مواصفات الغاز السوري وجدواه وفعاليته الاقتصادية قال الدربولي: إن نتائج عمليات المسح السايزمي ثنائي الأبعاد وثلاثي الأبعاد تعطينا معلومات يتم من خلالها وضع الخطط لعمليات الحفر الاستكشافي والتنقيب، وإن الطبقات الحاملة للمركبات الهيدروكربونية في سورية مختلفة وتقع على أعماق من 1200م حتى 4000م، ونقوم في الشركة السورية للغاز بدراسة الجدوى الاقتصادية وزمن استرداد التكاليف لكل المشاريع الغازية قبل المباشرة بتنفيذها, وإن حفر متر طولي واحد, وإنتاج برميل نفط واحد, ومعالجة م3 واحد غاز في سورية من أرخص التكاليف على مستوى العالم وهذا بسبب اعتمادنا على الخبرات الوطنية المحلية في التشغيل والصيانة وفي استخدام الطرق الفعالة لتخفيض النفقات.

حقل التوينان

يقول الدربولي: إن معمل غاز توينان الواقع في شمال المنطقة الوسطى استطاعته حوالي 3.2 ملايين م3 غاز يومياً تُنتج من حقل توينان وعدة حقول أخرى, ومن المتوقع إنتاج مليون م3 واحد من الغاز يومياً فقط من حقل التوينان.

وقال الدربولي: إنه وبسبب ظروف الأزمة وسيطرة العصابات الإرهابية على جزء كبير من المناطق قبل تحريرها تم تأجيل مشاريع التعاون.علماً أنه توجد اتفاقية مبادئ مع الجانبين العراقي والإيراني قبل الأزمة لاستجرار الغاز الإيراني بإنشاء خط غاز طوله حوالي 1850 كم قطر 56 باستطاعة 110 ملايين م3 غاز يومياً, حصة سورية منها 20 مليون متر مكعب يومياً, والبقية سيتم تصديرها إلى أوروبا.

الطاقة الأرخص

نوه الدربولي بأن لدى الشركة السورية للغاز خططاً طموحة للاعتماد على الغاز بشكل أساس لبعض المنشآت الصناعية لكونه أفضل وأرخص أنواع مصادر الطاقة, وقد كان لدينا قبل الأزمة عقود لتزويد معامل السيراميك وباصات النقل الداخلي بدمشق بالغاز الطبيعي وتزويد مصفاة بانياس بالغاز، وقال: نأمل عندما يتم الانتهاء من مشروع شمال دمشق واستكمال مشروع شمال المنطقة الوسطى واستثمار التراكيب البحرية, زيادة الإنتاج ليغطي حاجات القطر من الغاز الطبيعي.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات