تعمل وزارة الزراعة على تشجيع زراعة الوردة الشامية لما لها من أهمية اقتصادية، حيث يقدر سعر الليتر من زيت الوردة الشامية بحوالى مليوني ليرة وهو المنتج الذي تتهافت عليه الدول المصنعة للعطور، كما أنها تدخل في عدد من الصناعات مثل أزرار وبتلات الورد المجفف وماء الورد وشراب الورد ومربى الورد.
المهندس محمد مهند الأصفر مدير التسويق في وزارة الزراعة بيّن أن سورية عموماً ودمشق تحديدا تتميز بزراعة هذه الوردة التي اشتق اسمها من اسم مدينة دمشقDAMASCUS ROSE والتي تعني باللغة اللاتينية العطر المضاعف، وتتميز بأنها شجيرة معمرة تتحمل الجفاف والإجهاد البيئي والبرودة، وتتوزع زراعتها في خمس محافظات رئيسية هي حلب وحمص وحماة وريف دمشق والسويداء، ومعظم مساحاتها توجد في ريف دمشق 253 هكتاراً و في حلب 65 هكتاراً و 13 هكتاراً في باقي المحافظات، تتوزع على 439 مزارعاً، 86% منهم في ريف دمشق. الوردة اقتصادياً وأضاف الأصفر إن متوسط إنتاج الشجيرة من البتلات كيلوغرام واحد وإجمالي إنتاجنا السنوي منها حوالي 951 طناً، مشيراً إلى أن تكلفة تأسيس زراعة هكتار واحد منها تبلغ خمسين ألف ليرة، وأن كغ من زيت الوردة يحتاج إلى مابين 3-5 أطنان من بتلات الوردة الشامية، ويقدر إجمالي إنتاج العالم من هذا الزيت بحوالى 4.5 أطنان سنوياً ، وتعتبر كل من تركيا وبلغاريا من أبرز الدول المنتجة لها حيث تستحوذان على 80% من الإنتاج العالمي، كما تزرع في إيران والسعودية، وبالنسبة للصادرات السورية فقد بلغت قيمة إنتاجنا من الزيوت العطرية عام 2010 أكثر من 608 آلاف دولار إلى كل من العراق والجزائر، مقابل استيراد ما قيمته 92 ألف دولار، وقد بلغ عدد الشجيرات نهاية العام الماضي 951 ألف شجيرة بزيادة بلغت نسبتها 50% مقارنة بالعام 2005، وتتوقع مديرية التسويق أن يتضاعف عددها بنسبة 400% بحلول العام 2021. صعوبات التصدير وأوضح الأصفر أن من أبرز صعوبات زيادة صادراتنا من منتجات هذه الوردة صغر المساحات المزروعة و ضعف التعاون بين المزارعين وعدم وجود ترتيبات زراعية مسبقة لتصدير أو تحسين إنتاج الوردة، كما يتم استعمال معظم إنتاجنا من الوردة الشامية محلياً في الصناعات المجففة، ولذلك تقوم مديرية التسويق في وزارة الزراعة بإعداد قائمة بيانات عن كمية الإنتاج والأسعار والصادرات والواردات لمنتجات الوردة الشامية بالتنسيق مع مديرية الإرشاد لزيادة المهارات في صفوف صغار المنتجين و التأكيد على ضرورة العناية بإنتاج الزيوت من خلال رفع فاعلية أجهزة التقطير والتنسيق مع الجهات المعنية للترويج لمنتجات الوردة الشامية وخاصة ماء الورد، واتخاذ ما يلزم لمعاملات ما بعد الحصاد، كما تقوم المديرية بالاتصال بمعامل النباتات الطبية مثل إدارة المشاريع الإنتاجية والشركات الخاصة المعنية بإنتاج زيوت الوردة الشامية. وأضاف الأصفر إن مديرية التسويق تطمح إلى إعداد خارطة لتدفق منتجات الوردة الشامية في الأسواق ضمن المحافظات ذات الصلة، للحد من تكاليف الإنتاج من حيث تبسيط المعاملات ومتابعة التحليل الاقتصادي لجدوى زراعة الوردة الشامية وتشجيعها على المسارين البعلي والمروي، كما نحفز المزارعين على زيادة زراعتها في محيط المزارع والمناطق الهامشية، و نتعاون مع مديرية الإرشاد للاتجاه نحو الزراعة العضوية في جميع المجالات وخاصة الوردة الشامية في ضوء المرسوم التشريعي رقم 12 للعام الحالي الخاص بالزراعة العضوية، كما نطمح بإصدار مواصفات تصديرية تتناسب مع متطلبات الأسواق الخارجية. الوردة الوطنية من جهته بّين أمين البيطار رئيس جمعية الوردة الشامية متعددة الأغراض أن الوردة الشامية التي تعتبر الوردة الوطنية لسورية انطلقت من بلدنا منذ القدم وانتشرت في دول العالم لكننا أهملناها في السنوات الأخيرة، وتعتبر قرية (المراح) من أكبر المناطق المنتجة للوردة الشامية بمساحة ألفي دونم يعمل فيها 200 مزارع، وكانت هذه الوردة سابقاً تجفف كزهورات لكن حالياً اتجهنا إلى تصنيعها واستخراج ماء الورد وشراب و مربى الورد ونعمل حالياً على استخراج زيت الورد الغالي الثمن، مشيرا إلى أن أسعار منتجاتها تعتبر جيدة حالياً حيث زاد الطلب عليها بسبب المعارض التي تقام لها. وعن واقع دعم هذه الزراعة بّين البيطار أن وزارة الزراعة فتحت بئراً زراعية جماعية في المراح بعمق 600 متر، كما تم تخصيص صهريجين للري، وتقوم الوزارة باستصلاح 500 دونم سنوياً مجاناً، كما تقوم الجمعيات الفلاحية باستصلاح 250 دونماً سنوياً لزراعة هذه الوردة.
syriadailynews

التعليقات