تستعد مدينة طرطوس على الساحل السوري، خلال الأيام القليلة المقبلة، لافتتاح المشروع الأكبر والأول من نوعه في البلاد لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية.

وقام رجل الأعمال السوري مازن حماد بتنفيذ مشروع حيوي يعتمد على الطاقة الشمسية وما يعرف بالشرائح الضوئية لتعويض النقص الكهربائي الذي تعاني منه سوريا، فالمشروع الذي يفترش الطريق الساحلي لمدينة طرطوس، يعتمد على أشعة الشمس في توليد “الطاقة النظيفة”، ما يوفر مئات الملايين على خزينة الدولة كثمن فيول ومشتقات نفطية.

ويعد تعويض النقص الحاصل في القدرات الكهربائية لمحطات الطاقة هدف لكثير من الباحثين عن البدائل لذا تتسارع الجهود المحلية التي يقوم بها عدد من السوريين لخلق طاقة بديلة قادرة سد النقص.
وترتبط الطاقة الكهربائية بكافة تفاصيل حياة المواطن السوري، حيث أدت الحرب الطويلة واستهداف التنظيمات المسلحة للمحطات والمراكز الكهربائية إلى خروج معظمها عن العمل وإغراق أجزاء واسعة من البلاد بظلام دامس إلى جانب استنزاف الاقتصاد الوطني بمليارات الدولارات للصيانة والترميم، مما جعل الواقع الكهربائي اليوم يتصدر هموم السورين إلى جانب المعيشة والآمان ويدخل في كل تفاصيل حياة المواطن.

وفي حديثة عن تفاصيل المشروع قال مازن حماد لوكالة “سبوتنيك”:

“إن المشروع يهدف لإطلاق أضخم محطة لتوليد الطاقة باستخدام “الطاقة الشمسية” بتكلفة مبدئية تصل إلى 5 مليارات ليرة سورية، ما يزيد قدرة الطاقة الكهربائية على مستوى سوريا بطاقة تصل إلى 5 ميغاواط، وسيتم تدشينها على ثلاث مراحل، 2 ميغاواط خلال الأسابيع القليلة القادمة، والباقي خلال الأشهر الثلاثة التالية بمعدل 1 ميغا إضافي كل شهر ليصل إلى 5 ميغا، وسيولد المشروع نحو 9 ملايين كيلو واط ساعي سنويا”.

وتتميز الطاقة الشمسية التي تولد الكهرباء بمنافستها لمصادر الطاقة الأخرى كالسدود والرياح والعنفات البخارية كما تعد صديقة للبيئة على عكس كثير من المصادر الأخرى.

وتتطلع الحكومة السورية إلى تطوير قطاع مصادر الطاقة البديلة، وقد أطلقت سلسلة من المشاريع الصغيرة لتغذية المدارس والمؤسسات الحكومية بالطاقة الكهربائية الشمسية، فيما دشنت منتصف شهر تشرين الثاني الماضي مشروع محطة توليد الكسوة الكهروضوئية لتوليد الكهرباء باستطاعة 1.26 ميغاواط توفرها 6 آلاف لاقط شمسي بتكلفة تبلغ نحو مليار ليرة سورية.
وتعمل هذه المحطة على توليد كهرباء بمعدل 2 مليون كيلوواط ساعي سنويا تكفي لإنارة 500 منزل على مدار العام ويتم من خلال المحطة توفير 500 طن من الفيول سنويا بقيمة 90 مليون ليرة وتم ربط المحطة بالشبكة الكهربائية عن طريق الوصل المباشر بالمخرج 20 ك.ف.

وتأتي هذه المشاريع في سياق توجه الحكومة السورية للاستفادة من طاقة الشمس وتوفير الطاقات الأخرى مثل الغاز والنفط وتحقيق التنمية المستدامة.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات