أوضح الدكتور محمد خير نصر الله رئيس دائرة آثار درعا أن لجاناً فنية مختصة من المديرية العامة للآثار والمتاحف اطلعت بعد التحرير على واقع الأضرار التي لحقت بمدينة بصرى الأثرية وتبيّن أنها بسيطة في القلعة والمدرج فيما كانت متفاوتة الشدة في بقية معالم المدينة، وحدثت خلال سنوات الأزمة أعمال حفر وتنقيب سرّية وعشوائية بحثاً عن اللقى والكنوز الأثرية بهدف المتاجرة والربح.

واشار إلى أن هذه المدينة مسجلة على لائحة التراث العالمي منذ عام 1981 وتبلغ مساحتها 117.6 هكتاراً ويصل عدد المواقع الأثرية المسجلة فيها على لائحة التراث الوطني 54 موقعاً.

وكشف رئيس الدائرة أن المدينة تحتوي على معالم أثرية مهمة في مقدمتها مدرسة أبي الفداء التي بنيت من قبل المعمار ابن عباد بتاريخ 1225م في زمن الأمير الأيوبي أبو الفداء إسماعيل، كما تشير إلى ذلك نقشة موجودة في أحد جدران المدرسة، وهي تعد مركزاً تنويرياً تعليمياً واستمرت بهذا الدور طوال 8 قرون وفي الثمانينيات من القرن العشرين، حولت إلى مدرسة ابتدائية ورممت عام 1999 من قبل المديرية العامة للآثار والمتاحف وحولت إلى مركز ثقافي حتى الفترة الأولى من الأحداث حيث تعرضت لأضرار في المئذنة وحريق داخل البناء.

كما يوجد المسجد العمري الذي يعتبر من المرتبة الثانية بعد المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى ومن أقدم المساجد في سورية.

حيث بني زمن الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب (634 _ 644م) وله مخطط يشبه الجامع الأموي بدمشق، ودخلت عليه عدة توسعات كبيرة وتعديلات خلال القرن الثاني عشر والثالث عشر وفي القرن العشرين أعيد ترميمه، ولا تقل أهميةً الحمامات الرومانية التي تمتاز بالفخامة والعظمة وتتكون من عدة قاعات مخصصة للاستحمام وتعد من المنشآت العامة والترفيهية في مدينة بصرى، إضافة لمعلم الكليبة (سرير بنت الملك) وهو في الأصل معبد روماني قديم يعود للقرن الثالث الميلادي كانت تقدم فيه الأضاحي، وقد تعرض لأضرار بالغة حيث لم يبق منه سوى عمود بتاج كورنثي، وكذلك جامع مبرك الناقة

وهو المسجد الذي بركت في مكانه الناقة التي حملت نسخة القرآن الكريم بداية العهد الإسلامي وله ثلاثة محاريب، ومعبد حوريات الماء الذي يعد معبداً رومانياً يعود للقرن الثالث الميلادي ولم يبق منه سوى أربعة أعمدة قطر الواحد منها 1م وارتفاعه 20م وقد تعرضت أجسامها من الأعلى لتهشم بسيط.

تشرين

سيريا ديلي نيوز


التعليقات