انتشرت خلال الأشهر القليلة الماضية، تجارة المخدرات والحشيش بشكل واسع في مناطق مختلفة تنقسم ما بين مناطق سيطرة العصابات الإرهابية المسلحة من جنب، وما بين مناطق سيطرة قوات سوريا الديمقراطية من جنب آخر والمستهدف من هذه التجارة، هم جيل الشباب من 18 حتى 35 عاماً.

فظروف الحرب والفقر والجهل والفلتان الأمني وغياب الرقابة القضائية والصحية، في كلا المنطقتين، جعل من تلك التجارة رائجة وإن تباينت التفاصيل.

لم تعد عمليات الدمار والخراب والقتل هو الشيء الوحيد في المناطق الخارجة عن سيطرت الدولة، بل وصل الأمر إلى بدء إدخال الفساد والتفكك لمجتمعهم، متبعاً سلاحاً آخراً وهو المخدرات والحشيش، والتي باتت تباع بشكل علني في مناطق سيطرته بداخل أحياء المدينة بحسب محمدالعبد الله  من سكان الرقة.

يقول العبد الله  إن “أحياء المدينة المأهولة شهدت انتشاراً كبيراً لبيع المخدرات والحشيش وبشكل علني خلال الأشهر الأربع الماضية إلى اليوم وبشكل واسع للغاية بين طبقات الشباب وخاصة في الجامعات وفي المدراس الثانوية والإعدادية وفي الكثير من أحياء المدينة، حتى الفقيرة منها”.

وأشار إلى أن العصابات الإرهابية المسلحة عملوا على إدخال كميات كبيرة من الحشيش والمخدرات إلى المدينة عن طريق تركيا، ومن ثم عملوا هؤلاء  الأشخاص على تجنيد عناصرهم المتطوعة من سكان المدينة لبيع المخدرات وتوزيعها على معارفهم وأقربائهم للمتاجرة بها مع ضمان تغطية أمنية للمحال التجارية التي تقوم على بيع هذه البضاعات وتأمين عناصر من الطلبة الجامعيين وطلبة المدراس لبيعها ضمن طبقات الشباب المراهقة”، وفق قوله.

ويتم بداخل أحياء المدينة على تجنيد العائلات الفقيرة والنازحة بداخل الأحياء المأهولة في ترويج هذه الآفة لكسب المال استغلالا لما يمر به الفقراء من عوز و معيشة غالية، كما تم التركيز على فئة الأطفال ممن هم دون سن الثانية عشر لكونهم غير مدركين للمنتجات الخطرة التي يقومون ببيعها ولعدم علمهم عن المصدر الرئيسي لتلك البضاعة، بحسب العبد الله.

8 آلاف ليرة للغرام

أما بالنسبة لأسعار المخدرات فقد وصلت إلى أكثر من ثمانية آلاف ليرة سورية للغرام الواحد من الحشيش، فيما وصل سعر سيجارة الحشيش إلى أربعة آلاف ليرة، وهناك أنواع بأسعار مرتفعة أكثر تم بيعها في طبقات الشباب الغنية بداخل المدينة، والهدف منها هو تجنيد أكبر عدد ممكن من المدنيين، واستقطاب الأطفال والمراهقين، الذين يفضلون التطوع ضمن صفوفهم

تنتشر الفوضى والفلتان الأمني في مناطق سيطرة قسد بريف ديرالزور الشرقي أيضاً حيث شكل ذلك، بيئة مناسبة لرواج تجارة المخدرات وخاصة بعض أنواع العقاقير الطبية المخدرة إضافة إلى الحشيش بين عموم عناصر قسد على اختلاف أعمارهم إلى جانب انتشارها بين المدنيين أيضاً، بحسب عمر العقلة (أحد سكان الريف الشرقي).

يقول العقلة إن “الرواج لتلك التجارة بشكل واسع سواء في مناطق قسد ، في مؤشر على سهولة جلبها وتداولها بشكل علني” وفق تعبيره.

ولفت إلى أنه ” يجب التميز بين أنواع المخدرات الرائجة في مناطق قسد، فهي دائماً تأتي على شكلين الأول متمثل بمادة “الحشيش” والثاني العقاقير الطبية والمسكنات التي تنطوي تحت اسم المخدرات، لاستعمالها يومياً وبدون وصفة طبية، علماً أن هذين الشكلين يندرجان تحت عدة مسميات ومركبات بأنواع وأسعار مختلفة، وفق قوله.

وعند سؤالنا عن أنواع العقاقير الطبية الرائج استخدامها وأسعارها، أجاب العقلة، أن “عملية بيع الحبوب حالياً تتم خارج نطاق الصيدليات، فموزع مادة الحشيش يوزع الحبوب المخدرة أيضاً ويبيعها بالحبة أو بالظرف، إلاّ أن هذا الكلام لا يعني أنه ليس هناك صيادلة يقومون ببيعها خارج نطاق الوصفات الطبية لجني أرباح مضاعفة” وفق وصفه.

وأشهر الأنواع المتداولة (الترامادول)، يباع رسمياً بحوالي 200 ليرة سورية للعلبة، فيما يصل سعر الظرف الواحد الذي يحوي 10 حبات بين 1500 و 3 آلاف ليرة، كما يوجد عقار البالتان ويوصف للمرضى النفسيين ويباع رسمياً بـ250 ليرة، بينما يباع الظرف بحوالي 1500 ليرة، إضافة إلى دواء الهيكزول ويباع رسمياً بـ200 ليرة وفي السوق السوداء بـ3 آلاف ليرة.

تعاطي المواد المخدرة في مناطق سيطرة قسد أصبح مصدر قلق للأهالي والسكان المدنيين، خصوصاً في ظل غياب الرقابة والذي لا يدخل في إطار الإهمال، إنما في إطار التورط في هذه الجريمة، بحسب العقلة.

سيريا ديلي نيوز- خاص


التعليقات