التسول في سورية أخذ اشكالا وأنواع مختلفة من التسول المباشر وغير المباشر والموسمي والعارض والاختياري والاجباري وغير القادر والجانح الى التسول الالكتروني وعبر مكبرات الصوت .

التسول او “الشحادة” مهنة تتوارثها الاجيال في سورية وتترك بصماتها على معالم كبناء الشحاد ومحل المتسول وارض مستثمر أطفال التسول وتحولت بسبب الازمة في سورية الى ظاهرة مرعبة.

وكونه لا يوجد اي دراسة عن اعداد المتسولين الا ان مصادر قضائية تحدثت عن مراجعة القضاء قبل الازمة بحدود قضيتي تسول بالاسبوع اما اليوم يراجعه بين 2 و 3 قضايا في اليوم الواحد وهذا مؤشر على ان الظاهرة مرعبة وتدق ناقوس الخطر  .

التسول مشروع اقتصادي مربح لمافيا التسول التي تغزو الشوارع السورية باستخدام ادوات بسيطة كالاطفال والسيدات والعجزة واصحاب العاهات المزيفة وتحصل منه بين 50 و 100 الف ليرة سورية في اليوم وتعاكس سيارات المسؤولين واحيانا تشتمهم اذا لم يدفعوا المعلوم.

والمتسولون قسموا المناطق بينهم حيث يتواجد متسولون محددون امام مجلس الشعب واخرون يمرون في نفس التوقيت في شوارع دمشق القديمة ويمرون من امام وزارة الشؤون الاجتماعية وامام قوس العدالة في الحجاز ومنهم من أصبح يستعمل مكبرات الصوت بعبارات طنانة ومنسقة لاستجداء الناس المترددين ويستخدون اساليب مبتكرة للتمويه ” ممكن تعطيني 50 ليرة مقطوع مامعي وصل ع بيتي ” .

ويعتقد الكثيرون ان اسباب التسول هو الفقر والبطالة وقلة الايمان متجاهلين ان من يقوم بالتسول غير مدرك لمعالم الحياة غير ان وجوده الطبيعي في الشارع هو الحياة بالنسبة له كونه متسرب من التعليم لا يعلم بالحياة المدرسية او حقوق الاطفال او حقوق المواطنة وحقوق الانسان ويؤكد ذلك سجلات وزارة الداخلية حيث 90 بالمئة ممن يتم توقيفهم هم من اصحاب السوابق ويدلل على ان اتخاذا الاجراءات وتشديد العقوبات لم يجد نفعا .

وفي وعي متأخر ترفع الحكومة السورية سيفها باتجاه شبكات التسول وتستنفر وزاراتها المعنية العدل والشؤون الاجتماعية والعمل والاعلام والداخلية لسن التشريعات وانزال اشد العقوبات بالمتسولين على اعتبارها ان القوانين توضع انعكاس لظواهر مجتمعية دون ان تدرك ان المتسول لا يعلم ماذا يعني قوس القضاء والعقوبات القانونية وهنا المشكلة اذا كانت الحكومة لا تدرك حجم المشكلة كيف لها أن تعالجها .

وبينما تتنوع الاراء في كيفية معالجة التسول تبقى الظاهرة بلا حلول كون عيون المسؤولين لم تر وآذانهم لم تسمع وعقولهم لم تدرك أن السبب الاساسي للمشكلة هو التسرب المدرسي ومعرفة المتسول بقيمة الانتاج والكرامة واحساسه بانسانيته قبل ردعه بعقوبات وغرامات .

سيريا ديلي نيوز


التعليقات