لصناعة الغزل والنسيج في سورية أصول وحكاية وتاريخ يعود إلى آلاف السنين مرت عبر مملكتي ماري وإيبلا وتفوقت بها دمشق ومن ثم حلب وحماة وحمص وتوارثتها الأجيال لتصبح من أجود وأشهر الصناعات بين دول العالم.

الحرب الإرهابية على سورية أثرت سلبا على هذه الصناعة من خلال خروج الكثير من المساحات الزراعية من العملية الإنتاجية وتوقف العديد من المعامل نتيجة تعرضها للدمار والخراب ما تسبب في انخفاض كميات الإنتاج من القطن المحبوب والمحلوج.

الظروف الصعبة والعوائق الكبيرة لم تمنع بعض الصناعيين من المتابعة والمحافظة على هذه الصناعة التي تحمل عراقة وتاريخ سورية.

وضمن هذا الإطار أوضح مدير عام المؤسسة العامة لحلج وتسويق الأقطان زاهر عتال في تصريح أنه تم إنتاج 10500 طن من القطن المحلوج الموسم الماضي سوق منها 6800 طن لشركات الغزل في القطاع العام ويوجد لدى مستودعات المحالج 3800 طن مخزنة لصالح شركات القطاع العام.

وبشأن معامل القطاع الخاص لفت عتال إلى أنه تم تأمين كامل حاجتهم من الأقطان المحلوجة عبر توريدها بشكل مباشر من المحافظات الشرقية عبر المؤسسة مشيرا إلى أن الأقطان المحلوجة تأثرت جودتها نتيجة عدم إمكانية رقابة الأقطان في محافظات الرقة والحسكة ودير الزور وخروج مساحات واسعة من الزراعة هناك ونقص اليد العاملة لهذا انخفض المردود الإنتاجي في المحافظتين من مئة ألف طن قبل الأزمة إلى 500 طن حاليا.

عتال أكد أن سورية طوال فترة الأزمة لم تستورد أي كمية من الأقطان المحلوجة مشيرا إلى أنه سيتم استلام الأقطان للموسم القادم 2019 في بداية شهر أيلول القادم ومن المتوقع زيادة كمية الانتاج إلى 150 ألف طن من القطن المحبوب ما يدل على بدء تعافي هذه الزراعة بعد تحرير مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية.

وكشف عتال أن اللجنة الاقتصادية سعرت الكيلوغرام الواحد من القطن المحبوب بـ 350 ليرة واتخذت قرارا في نهاية شهر تموز الماضي بمنح المصرف الزراعي التعاوني قرضا قدره 47 مليار ليرة لتمويل شراء الأقطان من المزارعين وتسديد قيمتها بالسرعة الممكنة .

التعليقات