طرحت وزارة الاقتصاد عام 2010 عدة عملات نقدية جديدة في الأسواق السورية.. ولاقت تلك العملات القبول والرضا عند معظم فئات الشعب السوري، لما كان لها، حسب رأيهم، من بعد حضاري حيث حملت فئة الـ«الخمسين ليرة» صورة الأبجدية من جهة، ومكتبة الأسد على الجهة الأخرى، مقابل هذا الـتأييد كان هناك الكثير من النقد لعدم جودة تلك العملة، والتأكيد أنها لن تستمر وقت طويل حتى تبدأ بالإهتراء خلال تتداولها بين المواطنين.

شجارات دائمة

تتملك المواطن السوري بشكل يومي حالات قلق وحيرة حيال تصريف بعض الأوراق المالية المهترئة، وخاصة من فئة الـ«الخمسين ليرة» التي أصبحت بمعظمها تالفة بسبب كثرة تداولها في السوق.

ويصل الأمر في معظم الأحيان إلى رفض بعض الباعة أو سائقي الحافلات استلام تلك الأوراق من المواطنين، والعكس صحيح أيضاً، وغالباً ما يكون سبب ذلك الرفض هو أنه لا يمكن تصريف تلك الأوراق النقدية، حتى أن استبدالها من مصرف سورية المركزي قد يكون صعباً بالنسبة للمواطنين العاديين.

“أصبح ركوب وسائل النقل مشكلة حقيقية أعاني منها كل يوم وأنا ذاهبة إلى عملي”، هذا ما قالته سهى حبيب” موظفة في قطاع خاص” وترجع السبب في ذلك إلى الشجار اليومي مع سائقي الحافلات في حال دفعت لهم أجار النقل وكانت مهترئة، ليبدأ العراك بينهما هو برفض أخذها وهي بالإصرار على أعطائه إياها حيث تقول له: “لم أحضرها من خزنة أبي هذه هي عملة بلدك!”..

أما (طارق. ك) فيكون شجاره مع السائق على عكس سهى فهو لا يقبل ولا بشكل من الأشكال أن يأخذ تلك العملة متذرعاً بعدم قبول أي سائق أو صاحب محل بأخذ تلك العملة وبالتالي لن يستطيع الاستفادة منها أبدا..

للتدول وليست للتخزين

“لا أدري لماذا هذا الشجار اليومي للطرفين في وسائل نقل في حال تم دفع أجار النقل أو إعادة الباقي للزبون بنقود مهترئة، هذه النقود ليست للاقتناء هي عملة وسيتم تداولها وقد لا تتجاوز الساعة في محفظتي”، هذا ما تراه هند طالبة جامعية لتتابع قولها، يومياً لديناً مسلسل صباحي في وسائل النقل من أجل العملة المهترئة، أحياناً تكون طريفة ومسلية فمثلاً في إحدى المرات تشاجر سائق الميكرو مع سيدة لأنها لم ترضى أن يعيد لها عملة مهترئة فأعاد لها الأجار قائلاً:” أختي مسامحة عن روح أبي ” ولكن في كثير من الأحيان تكون المشاجرات مشحونة بألفاظ نابية ومزعجة..

عملات معدنية

وعن تبديل العملات المهترئة، كشفت مصادر مطلعة عن فكرة طرح مصرف سورية المركزي قطعاً نقدية معدنية (مسكوكات) لفئة الخمسين ليرة سورية، مبيةً أن تكاليف طباعة العملة الورقية عالية جداً لفئة الخمسين ليرة، إذ تكلف أكثر من قيمتها
مؤكدة أن العمل جار حالياً لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك في وقت تعاني الأوراق النقدية من فئة الخميس ليرة، بشكل خاص، اهتراء وتلفاً، بسبب السرعة الكبيرة في التداول.

وأضافت المصادر أن إصدار عملات معدنية بدلاً عن الورقية يسهم في تخفيض حدة التضخم، مشيرة إلى أن لإصدار العملة المعدنية فوائد فنية تتمثل في التخفيف من معدلات الاهتراء، كما العملة الورقية، إذ إن العمر الافتراضي للعملة المعدنية أطول بكثير من عمر العملة الورقية.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات