أعربت روسيا أمس عن قلقها من تصاعد التوتر في لبنان، محذرة من أن «القوى، التي لم تتمكن من تحقيق مخططاتها لزعزعة الاستقرار في سورية، وجهت أنظارها إلى لبنان المجاور». بدوره اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن عملية السعي إلى تسوية سلمية للأزمة في سورية وصلت إلى «مرحلة دقيقة»، وحذّر من «مخاطر قيام حرب أهلية شاملة في سورية» معرباً في الوقت نفسه عن قلقه إزاء «موجة العنف» التي تعيشها مدينة طرابلس اللبنانية حالياً. وقُتِلَ شيخ ورفيقه إثر إطلاق النار عليهما الأحد أمام حاجز للجيش اللبناني في شمال لبنان بعد رفضهما التوقف عنده للتفتيش ما أدى إلى حالة توتر وقطع طرقات في أنحاء عدة من الأراضي اللبنانية، وسقوط عدد من القتلى والجرحى نتيجة الاشتباكات بين المسلحين والجيش. وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أمس: إن هناك قوى «من الواضح أنه لا يروق لها نهج هذه البلاد (لبنان) الرامي إلى منع التدخل الأجنبي في الشؤون السورية وإلى المساعدة على التسوية السلمية في سورية بأسرع ما يمكن، على أساس خطة المبعوث الدولي كوفي أنان التي أيدها مجلس الأمن الدولي. كما لا تروق لها أعمال العسكريين والأجهزة الخاصة التي تحول دون المحاولات لتهريب السلاح وتسلل المسلحين» إلى سورية. وجاء في بيان الخارجية أن هذه القوى تسعى من أجل تحقيق أهدافها إلى تأجيج الخلافات بين مختلف القوى السياسية والطوائف اللبنانية. ودعت الوزارة الروسية الساسة اللبنانيين «إلى ضبط النفس وإبداء درجة عالية من المسؤولية الوطنية في هذه اللحظة الصعبة بالنسبة إلى البلاد والمنطقة» وقالت: يجب ألا يسير اللبنانيون في ركاب هؤلاء الذين يودون أن يزرعوا مرة أخرى بذور العداء الطائفي والفتنة في ارضهم. وأكدت الخارجية قائلة: «نحن نعول على أن تتخذ الحكومة وأجهزة القوة اللبنانية، وبتمسك صارم بالقانون، كل الإجراءات اللازمة لاستعادة الهدوء في البلاد والحفاظ على السلام المدني والوحدة». من جهته، قال مارتن نيسيركي المتحدث باسم بان في بيان: إن «الأمين العام قال إننا وصلنا إلى مرحلة دقيقة في عملية السعي إلى تسوية سلمية للازمة (في سورية)، وهو يبقى شديد القلق إزاء مخاطر قيام حرب أهلية شاملة في سورية، وقلق إزاء موجة العنف التي ضربت لبنان» خلال الأيام القليلة الماضية. وصدر هذا البيان في ختام لقاء ضم الأمين العام للأمم المتحدة والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند على هامش قمة الحلف الأطلسي في شيكاغو. وتركز اللقاء على سورية والإعداد لقمة التنمية المستدامة «ريو+20» المقررة بين العشرين والثاني والعشرين من حزيران المقبل في ريو دي جانيرو. وأول من أمس أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريباكوف أن بلاده تمسكت خلال قمة دول مجموعة الثماني في الولايات المتحدة بموقفها المتلخص في أنه لا يمكن بلوغ تسوية للوضع في سورية عن طريق ممارسة ضغوط بالقوة أو غيرها على الحكومة السورية مؤكدة أن هذا طريق مسدود. وقال ريباكوف: إن الجزء المتعلق بسورية في بيان مجموعة الثماني يدعو إلى «انتقال سياسي يقود إلى نظام سياسي ديمقراطي تعددي» واصفاً ذلك بأنه مقنع تماماً لروسيا. وأضاف: «أي شيء يكون نتاج مصالحة وحوار وطني سيكون مرضياً للجانب الروسي. لسنا منحازين لأحد في هذه العملية». syriadailynews

التعليقات