لم تمنع العشرات من ضبوط وزارة التموين اليومية الموجهة ضد اللحامين من الحد من الغش في اللحوم، فما زالت الأسواق السورية ممتلئة باللحوم المغشوشة ، كما لم تسلم المواد التموينية من موجة الغلاء التي طالت جميع السلع في سورية خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي.

ولكن خبراً كهذا قد لا يعني نسبة كبيرة من الشعب السوري الذي بات مضطراً للاستغناء عن اللحوم الحمراء والبيضاء مع ارتفاع أسعارها أيضاً لنحو 1000 ليرة للحوم الحمراء و200 ليرة للحوم البيضاء.

حيث ارتفع سعر كيلو لحم الضأن من 6000 إلى 7000 خلال الأشهر الستة الأولى من العام الحالي بنسبة ارتفاع 14,28% , وارتفع سعر كيلو الفروج الحي من 700 إلى 1000 ليرة بنسبة ارتفاع بلغت 30%، أما المأكولات البحرية فلن تخطر على بال المواطن حتى في أحلامه بعد أن بلغ متوسط سعر كيلو السمك نحو 6000 ليرة سورية.
المواد التموينية والأجبان والألبان

لم تسلم المواد التموينية من موجة الغلاء التي طالت جميع السلع في البلاد ، فقد حافظت تلك المواد على استقرار أسعارها منذ بداية عام 2018 للآن، وتراوح سعر كيلو الرز المصري والإسباني ما بين 400 إلى 600 ليرة، أما كيلو البرغل فقد بلغ سعره 450 ليرة، وعلبة السمنة ذات الـ 2 كيلو بـ 7500 ليرة، أما كيلو السكر بنحو 300 ليرة سورية.

من جهة أخرى، لا زالت ربطة الخبز تحافظ على سعرها 50 ليرة سورية، ولكن مع إنخفاض الكميات في الأسواق و صعوبة الحصول على ربطة الخبز الحكومية، فأصبح المواطن مضطراً لشراء الخبز السياحي الذي يباع بـ 350 ليرة سورية.

وبالنسبة للألبان والأجبان، لم تسجل تغيراً ملحوظاً في أسعارها منذ بداية العام الحالي، وبلغ سعر كيلو الحليب 250 ليرة، وكيلو اللبن 500 ليرة، أما اللبنة والجبنة بأنواعها المختلفة فقد تراوحت أسعارها ما بين 700 إلى 2700 ليرة سورية.

المواطنون: اضطررنا للاكتفاء بوجبة واحدة!

يقول محمد (موظف) إنه قرر تقليل وجباته اليومية كأحد الحلول لمواجهة غلاء السلع، “لكن على الرغم من ذلك لم نسلم من العجز والديون الثقيلة”، ويؤكد “كنا نحصل على غذائنا كاملاً في ثلاث وجبات، لكن بعد موجة الغلاء في ظل الحرب اضطررنا للاكتفاء بوجبتين أو واحدة في بعض الأحيان”.

ولا يختلف عن ذلك وضع سائق التاكسي إسماعيل، إذ يشكو في حديثه تدهور وضعه المعيشي، ويقول إنه يصرف نصف دخله اليومي على سيارته من بنزين وجبايات مرورية ارتفعت هي أيضاً، بينما يسخر النصف الآخر للمصروف المنزلي، “حيث لا يكفي لربع الاحتياجات الضرورية”.

التجار: لسنا مسؤولين عن ارتفاع الأسعار

يؤكد التجار بالأسواق أنهم ليسوا السبب في ارتفاع الأسعار بهذا الشكل الجنوني، وإنما السبب هو جشع التجار الكبار” الحيتان” الذين يتحكمون في الأسعار لصالحهم و “يبيعوننا بأسعار مرتفعة ويتركون لنا الاحتكاك المباشر مع المستهلك الذي يتهمنا بالجشع والاستغلال رغم أننا ضحايا مثلهم حيث يقل هامش الربح كلما ارتفعت الأسعار”.

أما الجهات المعنية متمثلة بوزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك فتؤكد أنها تبذل جهداً كبيراً لضبط الأسعار في الأسواق، وتدعو المواطن الذي يشعر بالغبن عند تسوقه للشكوى عبر مديريات حماية المستهلك أو عبر تطبيق عين المواطن، مبينة استعدادها لاتخاذ الاجراءات المطلوبة بشكل فوري.

فيما يشتكي السوريون من تواصل ارتفاع أسعار المواد الأساسية، ويرون في ذلك “تكذيباً لما يروجه بعض المسؤولين عن تمسك الحكومة بسياسة دعم المواد الغذائية واسعة الاستهلاك”.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات