بيّن مدير الإنتاج النباتي في وزارة الزراعة عبد المعين قضماني أن الوزارة لا تضع خطة لزراعة الخضراوات، وأن زراعتها تعود إلى رغبة الفلاحين وتقديراتهم مبيناً أنه في عام 2016 تجاوز ضمان دونم الثوم مليون ليرة ووصل سعر الكيلو غرام منه إلى ألفي ليرة ما دفع أغلب الفلاحين إلى الاتجاه لزراعة الثوم بكثرة في عامي 2017 و 2018 وأدى بالنتيجة إلى خسارة أغلب الفلاحين نتيجة وفرة المعروض ومن ثم انخفض سعر الكيلو غرام ليصبح 500 ليرة لكن بالمقابل هذا انعكس إيجاباً على المستهلك.

وبيّن قضماني أن المحصول الوحيد الذي توضع له خطة في وزارة الزراعة هو محصول البطاطا مبيناً أن إجمالي المزروع من محصول البطاطا في العروتين الربيعية والصيفية بلغ نحو 15 ألف هكتار من أصل 20 ألف هكتار مخطط لها مبيناً أن ما تم قلعه من العروة الربيعية وصل إلى 50 بالمئة مشيراً إلى أن الكميات المسوّقة من العروة الربيعية وصلت إلى 200 ألف طن .

وبيّن مدير الإنتاج النباتي أن تقديرات الإنتاج للعروتين على ضوء المساحة المزروعة تصل إلى 446 ألف طن، مشيراً إلى أن زراعة العروة الصيفية تتركز في منطقتي ريف دمشق والسويداء ويتوقع أن تبدأ عمليات تسويقها من منتصف تموز وحتى نهاية شهر آب.

وتوقع قضماني توجه قسم كبير من الفلاحين خلال العام القادم نحو زراعة البطيخ الأحمر نتيجة ارتفاع أسعاره في هذا العام التي وصلت إلى 100 ليرة للكيلو غرام مبيناً أن بطيخة زنة 8 كيلو غرامات يصل سعرها إلى 800 ليرة على حين إن تكلفة إنتاجها لا تتعدى 200 ليرة ومن ثم فإن الأمر مغر وذلك على عكس زراعة باقي المحاصيل الصيفية من خضراوات مثل الخيار والبندورة وغيرها.

ورأى قضماني أن الحلقات الوسيطة هي الوحيدة الرابحة من استقرار أسعار الخضراوات الصيفية دون ارتفاع مبيناً أن مقارنة الأسعار بين المنتج والمستهلك يلاحظ ربحاً واضحاً يتعدى نصف السعر في رحلة السلعة بين المنتج والمستهلك يذهب المصلحة الحلقات الوسيطة.

ودلل قضماني على ذلك بأن سعر كيلو غرام البطاطا عند الفلاح يتراوح بين 50- 60 ليرة بينما يكون سعرها في سوق الهال 75- 85 ليرة لتصل إلى أسواق دمشق بسعر 150 ليرة .

وأوضح قضماني أن الإشكالية الأبرز تتلخص في عدم وجود أسواق نصف جملة داخل دمشق يستطيع المنتج أن يبيع إنتاجه من خلالها مباشرة للمستهلك مؤكداً أن اللوم يوجه لمحافظة دمشق في عدم تنشيطها أسواق كهذه تلغي الحلقات الوسيطة وتعود بالربح على المنتج وتوفر على المستهلك. ورأى قضماني أن محافظة ريف دمشق أيضاً مقصرة لعدم إيجاد أسواق هال في مدن مثل القطيفة والكسوة يستطيع بائعو الخضر والفواكه نصف الجملة في العاصمة التزود منها مباشرة من المنتج وليس كما هو الحال بحيث إن العاصمة محصورة بسوق هال واحدة.

ولفتت قضماني إلى أن السورية للتجارة لا تقوم بدورها الصحيح عبر الشراء من الفلاح والبيع للمستهلك مبيناً أن سياسة الشراء من سوق الهال في دمشق والبيع في الصالات بأسعار أقل من أسعار البقاليات لا يشكل فارقا سعرياً لدى المستهلك.

وأكد قضماني أن أسعار الخضر الصيفية يجب أن تنخفض في الأسواق في ظل انخفاض أجور النقل وتوافر المحروقات إضافة إلى إزالة الحواجز ناهيك عن عدم وجود منافذ للتصدير لدول الجوار ما يعني وفرة في الإنتاج يجب أن تنعكس انخفاضاً في الأسعار وليس استقرارها على ارتفاع كما هو حاصل.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات