يعمل مئات الأطفال السوريين اللاجئين في منطقة البقاع “اللبنانية” بزراعة “الحشيش” مقابل أجر زهيد، وذلك بعيداً عن أعين السلطات اللبنانية والمنظمات الإنسانية التي تعجز عن دخول تلك الأماكن، بحسب تحقيق أعده موقع أنا إنسان.

والمضحك المبكي في الأمر أن الخيارات أمام هؤلاء الأطفال الصغار شبه معدومة، فلا تعليم، ولا حياة لائقة في خيام اللجوء، ولا حماية لطفولتهم المنتهكة كل يوم، فلم يجدوا أمامهم وسيلة أخرى سوى العمل بشكل طوعي في هذه الزراعة تحت إشراف رجال محميين ومعروفين وتدعمهم جهات داخلة في الحكومة اللبنانية ومجلسها النيابي.

يقول الطفل “محمد” ابن 15 عاماً لموقع “أنا إنسان”: «أعمل مع إخوتي الثلاثة في هذه المزارع تحت إشراف رجل كبير السن، والذي يمتلك أكبر حقول زراعة الحشيش، لسنا وحدنا في هذا العمل ففي نفس المنطقة التي نسكن فيها يوجد معنا 19 عائلة سورية، وجميع أطفالهم يعملون بأجر يترواح بين 2 – 4 دولار في اليوم الواحد وأحياناً أقل، وجميع العائلات تسكن في الخيم، ومهمتها زراعة الحشيش ومراقبة الأرض، وخدمة أصحاب الأرض أحياناً».

يعلم “محمد” أن الخيارات أمامه شبه مستحيلة في الوقت الراهن على الأقل، وأن الحديث عن عمله وأخوته محفوف بالمخاطر، ولكنه يؤكد أنه: «لايوجد إجبار من أحد على هذا العمل، نحن نعمل بكامل إرداتنا، ووالدي على علاقة جيدة بأصحاب الأرض، وقد رفض طلبنا عدة مرات في الذهاب إلى المدرسة، لكن هناك بعض العائلات تم تهديدهم بالترحيل إلى “سوريا” بعد أن حاولوا الخروج والانتقال إلى مخيمات “البقاع” اللبناني التي تقع خارج سيطرة أصحاب الأراضي، وجميعهم رضخ للتهديد. أما من ناحية التعامل فهي معاملة عادية حيث تصلنا مساعدات “الأمم المتحدة”، ولا ندفع ثمن إيجار الخيم التي نسكن فيها ولا فواتير الكهرباء كما يحدث في باقي المخيمات، لكن بالمقابل العمل شاق ومتعب جداً، وقد اعتاد بعض الأطفال تدخين الحشيش، وهم لا يتجاوزوا سن 13 أو 14 عاماً».

يخضع هؤلاء الأطفال لكل أنواع الانتهاكات اليومية، فضلاً على إدمانهم الذي يتلف أدمغتهم الصغيرة، وعدم قدرتهم على العيش بسلام كأي طفل طبيعي، فيما يجني أصحاب المزارع التابعين لأكبر حزب في “لبنان” المال على حساب طفولتهم.

المحامي “نبيل الحلبي” مدير مؤسسة “لايف” المختصة بتوثيق الانتهاكات أكد للموقع نفسه: « إنه يتم نقل عشرات الأطفال من “اللاجئين السوريين” عبر شاحنات من مخيمات اللجوء إلى مناطق زراعة الحشيش يومياً، حيث يقوم الأطفال بعمليات القطف، بالإضافة إلى مشاركتهم في عمليات التوضيب في المصانع لقاء أجر زهيد لا يتجاوز 1000 ليرة لبنانية (أقل من دولار واحد)، ومن ثم تتم إعادتهم عبر الشاحنات إلى مناطق تواجد مخيمات اللاجئين في مناطق بعلبلك الهرمل، وهي مناطق تخضع لمجموعات تعمل على تجارة “المخدرات”».

من ناحية أخرى، يلجأ عدد من السوريين إلى هذه المناطق بالذات، كونها لا تتطلب أوراقاً نظامية، ولا شروطاً للإقامة، وهو ما يعتمد عليه أصحاب مزارع الحشيش الذين يؤمنون لهم الحماية، وبنفس الوقت يستغلون حاجتهم في إجبارهم على العمل في حشيش الكيف. سناك سوري.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات