تبدو أن نقابة المهن الصحية التي بدأ تأسيسها منذ عامين تقريبا ًتعمل على مبدأ “إذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع”، مع أن هذا المستطاع يفوق إمكانياتها حسب تصريحات أعضاء مجلسها المؤقت لدرجة يمكن بكل بساطة لحظ وجود التباس كبير بين واجبات وحقوق الأعضاء وكيفية الانتساب إلى هذه النقابة، التي لم يصل الوعي النقابي الصحي إلى مهنها كافة، كما أنه لا يخف على المتابع لواقعها حالة التشتت والضياع عند بعض أعضاء المجلس المؤقت وحرب صلاحيات ومحاولة إثبات من هو الأفضل في هذا المجال.
ولا تختلف حال هذه النقابة عن باقي مؤسسات الدولة لجهة نخر الروتين والبيروقراطية جسدها الغض، لكن الفارق الوحيد أنها نقابة وليدة تحتاج إلى فترة زمنية لتكبر وتثبت وجودها.

نقابة وليدة
“سينسيريا” بناء على شكوى مقدمة من أحد أعضائها حول ترهل النقابة الوليدة وتخبط الصلاحيات منذ نشأتها، التقت عدد من أعضاء المجلس المؤقت للحديث عن واقع هذه النقابة والمشاكل التي تطفو على السطح بين أبناء النقابة الواحدة، وهنا يقول سعد الدين كردي تقني أشعة والخازن في نقابة المهن الصحية: شكل المجلس بقرار بناء على كتاب صادر من القيادة القطرية إلى وزارة الصحة ولم يتم بانتخابات.
فيما رأى أمين سر النقابة هشام شهيلة أن المجلس مؤقت فعلاً وبقرار من وزارة الصحة وتم الاتفاق عليه من القيادة القطرية، لكن من أجل إقامة انتخابات للمجلس تضمن اختيار رئيس نقابة ومجلس إدارة يجب أن يكون هناك عدد محدد من الأعضاء وفروع في المحافظات الأخرى، وهذا ما نعمل عليه حالياً، فاليوم يتجاوز عدد المهنيين الصحيين في سوريا الـ 100 ألف لكن المنتسبين الحقيقيين للنقابة هم 7 آلاف فقط.

خلاف وتناقض!
وبين الأخذ والرد عن الوضع المالي ووضع النظام الداخلي للنقابة يبدو الخلاف واضح بين بعض الأعضاء وتناقض كبير بين تصريحاتهم، إذ أوضح كردي إنه لم يتم وضع خطة عمل منذ بداية تشكيل المجلس المؤقت في 2016 وحتى الآن ولا حتى خطة إعلامية ولا يوجد نظام داخلي يضمن تمثيل كافة الشهادات المنضوية، ولا حتى نظام مالي يوجد، كما أن المادة 20 أقرت تشكيل روابط مهنية لكن لحد الآن لا يوجد رابطة وكل ما نجده أوراق مسودة رسمية للنظام الداخلي والنظام المالي للنقابة من دون البت بهما طبعاً.

نظام القبالة!
وعن هذا التقصير يرد محمد هادي مشهدية نائب نقيب المهن الصحية بقوله: تم وضع مسودة نظام داخلي من قبل أعضاء المجلس المؤقت بما يخدم 15 مهنة صحية في البلد ولكن نحن بحاجة إلى اجتماع هيئة عامة ونحن كمؤقتين لا يحق لنا أن نقوم بذلك فنحن بانتظار انتخاب نقيب وإعطائنا صلاحيات تسمح لنا القيام بذلك.
وفيما يخص النظام المالي يتابع مشهدية النقابة لازالت على نظام مالي الخاصة بالقبالة يوجد وارد مالي للنقابة، مؤكداً أنه لا يمكن إقرار نظام مالي جديد إلا بوجود هيئة عامة، وهذا يحتاج إلى عدد أكبر من المنتسبين، مؤكداً أنه النقابة طالبت بوضع هيكلية تنظيمية تطمح للتوسع في جميع المحافظات، مع الزام أصحاب المهن الصحية بالانتساب إلى هذه النقابة وكان الرد من وزارة الصحة بالإيجاب وتم مساندتنا لفتح فروع التي اولها دمشق في 2017 وآخرها القنيطرة في مطلع 2018.

إمكانيات بسيطة
وأشار مشهدية إلى أن إمكانيات النقابة البسيطة، حيث طلب من مديرية الصحة في دمشق بنقل مقر النقابة لكن جاء الكتاب بالرفض بسبب الأوضاع الراهنة وقلة المراكز الصحية بسبب ظروف الحرب.
بدوره يؤكد شهيلة على ما جاء في كلام مشهدية أن للنقابة خطة عمل ممتاز ويتم العمل بها بتأكيد على وجود خطة عمل موكلة للنقابة بموجب كتاب من القيادة القطرية إلى رئاسة مجلس الوزراء بناءً على قرار من وزارة الصحة.

وبالنظر إلى وضع أخصائي التغذية في سوريا يشير كردي إلى أنه لم يتم النظر حتى الآن في توصيف أخصائي التغذية، وقد جرى عقد اجتماع في وزارة الصحة للنظر في توصيف أخصائي التغذية علماً أنه لم يكن هناك مندوب عن أخصائي التغذية عن النقابة، علماً أن “سينسيريا” حصل على نسخة من كتاب صادر عن وزارة الصحة بحضور أخصائية التغذية رهف درويش أمين سر نقابة المهن الصحية في ريف دمشق، التي أكدت صدور القرار والبدء بمنح التراخيص، أما شهيلة فأكد أن النقابة تسعى لتوفير شواغر لأخصائي التغذية في المشافي.

خطة مستقبلية!
وعن خطة النقابة المستقبلية وما تتطلع له كشف المسؤول الإعلامي في النقابة محمد مازن قناص المسودات التي سيتم العمل بها، حيث سيتم العمل بنظام الداخلي بما يحقق العدل بين المهن المنتسبة للنقابة، وسينظم النظام المالي العلاقة ما بين الفروع والمركز وآلية الصرف، كما ستقوم النقابة بإنشاء صندوق نهاية الخدم’، وصندوق تقاعدي، وفيما بعد على المدى البعيد سيتم انشاء مشافي خاصة تضمن العلاج لكوادر النقابة، وانشاء نوادي اجتماعية، وبناء جامعة خاصة لأبناء النقابة ويقول قناص: نتمنى أن تكبر النقابة بعدد المنتسبين لها لنستطيع أن نحول هذه المسودة إلى قرارات تخدم الوطن والمواطن. تبقى نقابة المهن الصحية تخطو خطوتها الأولى، فالأعضاء بها غير متفرغين ولا يتقاضون أجر مقابل عملهم في النقابة بحسب تصريحهم، لكن يتم العمل بها على أمل أن يتلقوا الدعم اللازم من الجهات المعنية لتنطلق بعملها.

فوق كل صوت
ويبقى صوت ذوي الدخل المحدود فوق كل صوت يتحدث سعد الدين كردي تقني أشعة والخازن في نقابة المهن الصحية من منطق المدافع والمحارب عن زملائه في هذه المهنة لكن تبدو الخلافات الداخلية واضحة في حديثه، ليشير إلى المهن الصحية دخلها المحدود ويجب على النقابة المطالبة بتعويض لكافة الاختصاصات ويجب ألا يكون التعويض حكراً على المعالجة الفيزيائية والتخدير، لافتاَ إلى أن اختصاصي التخدير يأخذ مكافئة بقيمة 25 ألف بقرار من رئاسة مجلس الوزراء دون الرجوع إلى وزارة الصحة، وكذلك المعالجة الفيزيائية، حيث تم تعديل نص مرسوم دون الرجوع إلى وزارة الصحة، كما طالب أن يكون قانون التفرغ الطبي لكل المهن وليس حكراً على الأطباء.
وتمنى كردي أن يخضع العنصر الطبي لتدريب وتأهيل متواصل ودورات ومتابعة ليسمح له تقديم الخدمات الطبية للمواطنين في حال غياب الطبيب وخاصة في الأماكن التي أسماها بالنائية والبعيدة عن ممركز المدينة.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات