لأن الثقافة أحد أعمدة الحضارة ولأن القراءة أهم وجوهها، أطلقت مجموعة من السوريين مشروع "الحديقة التبادلية للكتاب" الذي يسعى إلى تعزيز مفهوم القراءة في المجتمع السوري من خلال عرض الكتب في بعض أحياء العاصمة السورية دمشق.

المشروع نفّذه فريق "إيقاع الحياة" الذي أخذ على عاتقه أن يُعيد الأمل وينشر الثقافة وسط أناس أثقلتهم الحرب، وذلك في محاولة للاستفادة من جماليّة الأماكن التي تنتشر فيها فروع المكتبة التبادلية.
ويأتي هذا المشروع من ضمن عمل "مكتبة دمشق التربوية" بالتعاون مع وزارة التربية السورية ومحافظة دمشق، حيث ضمّت المكتبة الواقعة في حيّ التجارة والتي تبلغ مساحتها 800 متر مربع تقريباً، مئة ألف كتاب يعود تاريخ بعضها إلى العام 1870.
وصُنّفت الكتب بحسب تنوّعاتها بين علمية وأدبية وسياسية إضافة إلى أقسامٍ مُتخصّصة في التاريخ واللغات وعِلم النفس وأخرى للأطفال.
صحيح أن البعض قد لا يرى في هذا المشروع فكرة جديدة، لكنها تتميز بجُرأتها وظهورها في مجتمعٍ يرفض اليأس.
وعلى الرغم من حَداثة المشروع الذي لا يتجاوز عُمره الأربعة أشهر، إلا إنه حظي باهتمام القرّاء، وهذا ما يراه البعض تعطّشاً في المجتمع السوري للقراءة والمطالعة.
لقد أبصر المشروع النور بعدما استقطبت "مكتبة دمشق التربوية" جميع الفئات العُمرية خصوصاً طلاب المدارس والجامعات الذين يبحثون عن مكانٍ للقراءة والدراسة في ظلّ الأوضاع التي يعيشها المجتمع، وتضاؤل أعداد المراكز الثقافية إضافة إلى صعوبة إيجاد المقاهي والأندية الثقافية التي تتماشى مع الإمكانيات المادية للقرّاء.
كما أن نجاح المكتبة دفعَ وزارة التربية وفريق "إيقاع الحياة" إلى خلق المبادرة الجديدة وهي"الحديقة التبادُلية للكتاب"، التي تهدف إلى المُصالحة مع الكتاب واحترامه.
فالكتاب على حد قول صاحب المبادرة موفق المخول للميادين الثقافية "أصبح يتيماً في عصر التكنولوجيا كما فقد قيمته كمصدرٍ للمعلومة بقدر ما هو نهج سلوكي يَفرض علينا العديد من القِيَم الإنسانية والاجتماعية، فالثقافة هي مشروع زمني. الزمن فيه يأخذ دوراً في تكوين خلايا الإنسان الثقافية".
المخول شرح أيضاً أنه "ليس من الضروري أن يقرأ الزائر الكتاب الآن. كل ما يهمنا هو أنه بدأ يرى القرّاء ويتشجّع للقراءة فيترسّخ بذاكرته هذا المشهد وبالتالي نعمل لتصبح عادة على مدى الأجيال".
وبهدف تفعيل المبادرة والتشجيع على تبادُل الكتب بين الناس، يحاول القائمون على "الحديقة التبادلية للكتب" بنشر الكتب في الحديقة المُطلّة على مكتبة دمشق، فيما يتبادل القرّاء كتبهم في رِحاب الأماكن الجميلة في العاصمة السورية، وبهذا تتحوّل ساحات دمشق وحدائقها لوسائل تخدم القرّاء وتساهم في تنمية الثقافة.
وصُمّمت الحديقة بطريقةٍ تناسب القرّاء وبأدواتٍ أُخرِجت من تحت الأنقاض، وتم ترميمها لتثبت أنه بالإمكان الاستفادة من أيّ شيء لخلق سعادتنا وتحقيق غايتنا.
ربما هذه ليست الأولى لكنها لن تكون الأخيرة من سلسلة مكتبات يتم تجهيزها لتخدم كل منطقة سكنية تخصّها، فبالرغم من تأخّر الافتتاح الرسمي للمشروع إلا أن الزوّار بدأو يرتادونه بشكلٍ دوري.
 الميادين نت

سيريا ديلي نيوز


التعليقات