“كل ما تستطيع بكين اعتصاره ستعتصره”، عنوان مقال دميتري دروبنيتسكي، في “فزغلياد”، حول مشروع الصين التجاري العملاق “حزام واحد، طريق واحد”، الذي يعد واحدا من التحديات العالمية.

وجاء في المقال: أعد فريق الخبراء التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، في يناير 2018، تقريرا دوريا “حول التحديات العالمية”. أحد هذه التحديات “مشاريع التجارة والممرات الاقتصادية الشاملة” في أوراسيا. من السهل تخمين أن المعني هو المشروع الصيني الضخم “حزام واحد، طريق واحد”.

روسيا على العموم، تساند المبادرة الصينية، لاحتمال مرور أحد المسارات اللوجستية عبر الأراضي الروسية. ولكن، ماذا لو فتح طريق عبر الشرق الأوسط إلى البحر الأبيض المتوسط؟ لا خيال في أن تفتتح سكة جديد عبر الهند وباكستان وإيران والعراق إلى الشاطئ السوري، ومن هناك تنقل البضائع إلى أوروبا وإفريقيا وأبعد من ذلك، إلى الأطلسي.

مع الأخذ بعين الاعتبار أن الهند وباكستان باتتا في العام الماضي عضوين كاملي الصلاحية في منظمة شنغهاي للتعاون، فمن المستبعد أن تمتنعا عن المكاسب التي تضمنها مشاركتهما في هذا الترانزيت الأوراسي.

في التاسع من يونيو الجاري، تفتتح قمة دورية لمنظمة شنغهاي في مدينة تشينغداو الصينية. وعلى الأرجح سيطرح المضيف بنشاط مسألة “الحزام الواحد” في هذه القمة.

ومن الواضح أن هناك مشكلة واحدة على الأقل تعوق الطريق المذكور، هي الوضع في سوريا. لذلك تبذل الصين جهودا كبيرة، كما لم يسبق أن فعلت، للتسوية في الجمهورية العربية السورية.

الصين، حتى قبل الحرب الأهلية السورية، كانت الشريك التجاري الأكبر لسوريا وإيران. وفرادة الوضع تتمثل في أن بكين يمكن أن تقترح على دمشق ما لا يمكن لإيران أو روسيا أن تفعلا شيئا حياله. ومن المحتمل أن تعرض الصين شيئا مماثلا على الأردن التي تلعب دور وساطة بين روسيا وإيران من جهة وإسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى. علما بأن الوضع الاقتصادي في المملكة، اليوم، بعيد عن الاستقرار.

الصين سوف تتصرف، كعادتها، بهدوء وحذر. ولكن لا يجدر الشك في مثابرة بكين.

وإذا ما سار كل شيء وفق خطة الاستراتيجيين الصينيين، فسوف نشهد وجودا صينيا عسكريا حقيقيا في سوريا مع الوقت، للدفاع عن الاستثمارات والطريق التجاري.

التوسع الصيني في الشرق الأوسط، بالنسبة لروسيا، سلاح ذو حدين. فمن جهة يتعزز الاستقرار في المنطقة، ويزيد نفوذ منظمة شنغهاي، وممالك الخليج وإسرائيل والولايات المتحدة ستكون مضطرة للتصرف بحذر أكبر؛ ومن جهة أخرى، لم تتمتع القيادة الصينية بالإيثار في يوم من الأيام، فكل ما تستطيع “اعتصاره” من “الشركاء الاستراتيجيين والأصدقاء”، سوف “تعتصره”.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات