لم تمنع تفاصيل الحرب الطاحنة سونيا المنحدرة من أصل جورجي من ممارسة عملها في دمشق على الرغم من المخاطر التي تلف المدينة مع احتمال وقوع تفجيراً أو سقوط قذيفة صاروخية أمام مسقطها المتواضعة أمراً وارد إلى حد كبير .

تتحدث سونيا  بلغة عربية “مكسرة”، قائلةً “إنها بدأت عملها سابقاً مع صديقتها في منطقة مشروع دمر بعد أن شجعتها على ذلك حيث لاقى عملها رواج، وأصبح لديها زبائن، وتبين السيدة الجورجيا، أساعد أبنائي فهم يحتاجون المال من أجل تربية أحفادي فالعمل في بلدي قليل جداُ والمردود المادي لا يكفي العائلة

تضيف سونيا، لا توجد لدي مشاكل أو قلقل من الحرب في سورية أنا موجودة منذ خمسة عشر عاماً أعمل وأكسب لقمة عيشي في بلدي لا يوجد عمل فالعمل أفضل في سورية بكثير .

تفرش سونيا بضائعها التي تستوردها من الصين يومياً على الطريق منذ خمسة عشر عاماً تحمل هذه البضائع من غرفتها الكائنة في منطقة باب توما في دمشق القديمة إلى مكان عملها في وسط دمشق ورغم كبر سنها إلا أنها لم تخفي لنا  حماسها في العمل .

فتشير في حديثها رغم عمري الكبير إلا أنني أحب عملي ولا اخجل منه ففي أحد الأيام قامت دورية من محافظة دمشق، بمصادرة بضائعنا وتغريمنا مبلغاً من المال، وبصعوبة بالغة استطاعنا الحصول على جزء البضاعة، لكن مع الوقت أصبحنا نعرف كيف تتعامل معهم، فلا بأس بأن تعطي كل شخص بالدورية قطعة من اختياره مقابل المحافظة على باقي البضاعة، كما عملنا على إنشاء علاقات ودية معهم لنستمر في العمل”.

وعن كيفية استيراد البضائع، أوضحت البائعة، بأنهم يقومون بجلبها عن طريق لبنان ومنها إلى دمشق وذلك بالتناوب مع صديقاتها، أما بالنسبة لمرور البضائع من على الجمارك فيقومون بالتمويه بعض الأحيان بأنها هدايا لبعض الأصدقاء، ولكن لا تنجح هذه الرواية بشكل دائم _بحسب البائعة_ ففي بعض الأوقات ندفع بعض المبالغ البسيطة لدوريات الجمارك في الطرقات أو في مركز الجمارك كي يتغاضوا عنا”.

لسونيا وصديقاتها صيت ذائع بين سكان دمشق الكثير منهم اعتاد الشراء من بسطات الجورجيات المنتشرة في أماكن محددة في شوارع دمشق والتي أصبحت معروفة

وفي حديث (بشرى– موظفة)، إحدى زبائن البسطات الأجنبية في شارع العابد، قالت: “غالباً ما أمر من هنا وأجد دائماً هذه البسطة، وتلفت نظري بعض البضائع التي ارغب باقتنائها”، مضيفةً “اليوم اشتريت كنزة بمبلغ 5000 ليرة، والبائعة تقول إنها صناعة أجنبية لكني لا أستطيع الجزم بذلك فليس من المستحيل أن تضع علامة صنع في إيطاليا مثلا وهي صناعة محلية، لكن رخص ثمنها يغري أي شخص لشرائها”.

وأضافت بشرى، “الأسعار بالمجمل تقل على البسطة سواء كانت من البائعات الروسيات أو السوريين، تقل بمقدار الربع إلى النصف عن أسعار المحلات، فسعر الفستان يتراوح ما بين 3 إلى 4 آلاف ليرة، و لبنطال حسب نوعيته فتجد بـ3000 ليرة، وهذه الأسعار مناسبة للموظف حكومي”.

وفي سياق متصل تؤكد منال – معلمة أتردد من فترة إلى أخرى أسعارهم موحدة وهي جيدة ومميزة لا نستطيع شراء الملابس من الماركات فسعرها مرتفع جداً، مما جعل حركة البيع تركد بشكل كبير مع غياب الطلب على البضائع كما أن عروض التنزيلات في الوقت الحالي أمر غير معتاد، كون هذه الفترة من العام تعتبر “موسماً”، لكن موجة الغلاء أدت إلى محاولات يائسة لجذب الزبائن إلى محالهم، التي بدت خالية.

لم تكن سونيا الوحيدة التي هجرت بلادها بعيدا عن عائلاتها عشرات النسوة الجورجيات يعملن في سورية ويرفضن العودة إلى بلدهم على الرغم من إعلان سفارتهم تقديم المساعدة للعودة إلى بلدهم

سيريا ديلي نيوز- نور ملحم


التعليقات