منفذ آخر يشير بأصابع التقصير والوقوع في حفرة الفشل المتكرر بتسويق موسم الحمضيات، الذي لم تندمل بعد جراح فلاحيه جراء خسائر فادحة ألمت بجيوبهم بسبب وعود كثيرة وأفعال قليلة، حيث يطل تهريب الليمون اللبناني برأسه مدللاً على أزمة واضحة في معالجة ملف الحمضيات، التي أعيت مسؤولي الجهات المعنية في إيجاد حلول تنقذ الفلاح من ورطة خسارته مع أن المعالجة واضحة وضوح الشمس إلا أن هناك دائما ًمن يفضل غض النظر والطرف لغايات باتت محل تساؤلات مشروعة يطرحها كل سوري، ولكن لا حياة لمن تنادي، ليأتي مهربين بمنتجات بلد آخر إلى السوق المحلية التي عجزت عن احتواء الحمضيات المحلية لترمى تحت الأشجار بحسرة قلوب فلاحين اضطر بعضهم إلى قطع أشجار عمرها عقود كيلا يتكرر الوجع وخسارة مالهم القليل.

غاية المهربين وأن كانت كميات الليمون المهرب  المضبوطة من قبل الجمارك حالياً قليلة ليست قطعاً توجيه تهم التقصير والعجز لمسؤولينا الأفاضل في إنهاء مشكلة الحمضيات العويصة، فهذا آخر الهم بالنسبة لهم، وإنما الهدف تحقيق أرباح طائلة عبر الاستفادة من فرق السعر بين البلدين، وهنا تتجسد مفارقة عجيبة غربية تتركز حول فكرة قبول وجود فائض كبير في الحمضيات قبل أشهر قليلة عجزت جميع الجهات عن تصريفها في حين يتسلل اليوم إلى الأسواق المحلية خلسة ليمون مهرب، قد يتواجد على الموائد السورية ظناً من الأسرة أنه سوري صرف منافساً المنتج المحلي في عقر داره.

ليمون لبنان المهرب ليس فقط غصة جديدة في مسيرة نكبات فلاحي الحمضيات، وإنما كشف فاضح لعورات مسؤولين حملوا راية تسويق هذا المحصول إعلامياً ليأيتهم الاخفاق من كل حدب وصوب دون أن يهز لهم جفن أو يبادر من هم أعلى مسؤولية في محاسبتهم أو أقله مساءلتهم على ما نطقت به ألسنتهم أمام الكاميرات للبهورة، التي لن تسهم على أرض الواقع في إنصاف الفلاح ولملمة أوجاعهم وخسائره، لتكون الطامة الكبرى استفادة مهربين من هذا الواقع الفوضوي في الطرح والعلاج، متكئين على امتلاكهم مهارة في اقتناص الفرصة لزيادة مكاسبهم ورفع أسهم أرباحهم في التوقيت المناسب، وهنا نأمل أن يستفيد أهل الشأن الرفيع من هذه المهارات والتكتيك وخاصة أن التجارب ذاتها تتكرر كل عام، بشكل يفرض استقاء الدورس لاقتناص حل نهائي يستحق من يصنعه في المطبخ الاقتصادي وسام الاستحقاق بجدارة لتمكنه من تحقيق إنجاز عظيم في الخلاص من أزمة عمرها عقود بدل ترك الباب مشرعاً لمهربين يلعبون بالوقت الضائع ويسجلون أهدافاً ثلاثية في مرمى الفلاح والمواطن والاقتصاد المحلي.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات