انتشرت مؤخراً في الأسواق السورية منتجات من الفروج الأمريكي المجمد المهرب، و تساءلت شبكات التواصل الاجتماعي، حول كيفية إدخالها ، ومن وراءها، وكيف تعبر الحواجز، ودوريات الجمارك ، إضافة إلى الكثير من الأسئلة.

وحقيقة الأمر أن تلك الكميات من الفروج الأمريكي المهرّب لم يسلط الضوء عليها سوى بعد ظهورها في مصادرات مديريات التموين، آخرها كان بحوالي 1000 كغ في مدينة حلب، حيث تفاجأ البعض من المنشأ الأمريكي، فمن المعروف عن معظم الفروج المهرب المصادر أنه تركي المصدر”.

ويباع الفروج الأمريكي المهرب “الدبوس” بسعر 400 لـ 450 ليرة سورية، في حين أن الفروج السوري المحلي يباع بـ 650 لـ 700 ليرة سورية، ومنه فإن الفرق الكبير في السعر يسبب ضرراً اقتصادياً كبيراً للمنتج السوري والمربين المحليين.

وتحدث عدد من التجار وأصحاب شركات الشحن ( رفضوا التعريف عن هويتهم ) لتلفزيون الخبر حول الأمر قائلين أن “الفروج المهرب يأتي من تركيا أو الأردن أو لبنان”.

وعن كيفية دخوله وعبوره الطرقات، واجتمع الجميع على أن “الطريقة بسيطة لأشخاص محددين ذو مراتب ونفوذ عالي، فشراء الطريق بالنسبة لهم أمر سهل جداً”.

ووصف أحد التجار هؤلاء الأشخاص بأنهم “بالأصل ليسوا تجار ولم يكونوا تجاراً من قبل، لكنهم خلال السنوات السابقة وعبر استغلالهم للظروف بالقوة أو النفوذ أصبحوا “تجار حرب” لا يستطيع أحد أو يعتقدون أنه لا يستطيع أحد إيقافهم”.

وشدد شخص آخر على “ضرورة محاربة هؤلاء الأشخاص، فهم “دواعش الداخل” ومعروفين بممارساتهم التي تعددت أشكالها طيلة سنوات الحرب”.

وبالمقابل رأى مصدر خاص مطلع على تفاصيل ما يحدث أن “الفروج المهرب الأمريكي هو شكل جديد من أشكال الممارسات المستغلة التي كانت تحصل من قبل بعض الجهات التي تدعي الوطنية معتمدين على نفوذ أو واسطة “.

وبحسب ما أكده أحد الخبراء الاقتصاديين لتلفزيون الخبر فإن “ظاهرة تهريب الفروج بغض النظر عن المنشأ يسبب حجم ضرر كبير لخزينة الدولة أولاً والانتاج الوطني والتجار ثانياً، ونتفاجأ من إهمال هؤلاء المستغلين سواءً من “تجار الحرب” أو المتواطئين من الجهات الرقابية، لهذا الأمر والضرر الذي يسببونه لبلدهم”.

وأضاف: “تسمية “دواعش الداخل” لم تأت على عبث، فكما هناك جهات خارجية ومجموعات مسلحة تشن حرباً على سوريا، هناك أشخاص يدعون الوطنية ويشاهرون بها إن أردت، لكن الحقيقة أن ممارساتهم المخفية تسبب ضرراً لا يختلف عن ضرر الارهابيين”.

ووضع المصدر المسؤولية الأولى لعمليات التهريب على “مديريات الجمارك التي هي الأولى المسؤولة عن الحدود الخارجية التي تدخل عبرها بعض تلك المنتجات”، واصفاً البعض منهم “بالمتواطئين الذين همهم الأول والأخير المال، فبمليون ليرة تدخل شاحنة فروج إن أردت”.

وتابع: “هذا الأمر ليس اتهاماً أو ادعاءً، بل هو للأسف واقع، وإلا فكيف تتمكن تلك المواد المهربة من العبور، وكيف تصل إلى الأسواق؟”.

ولفت الخبير إلى ناحية أخرى ضارة من ظاهرة الفروج المهرب، وهي “الأمراض التي يسببها هذا الفروج المجمد”، مثبتاً رأيه بواقع أن “معظم الفروج المضبوط من قبل مديريات التموين يتبين بعد الفحص أنه غير صالح للاستهلاك البشري ويتم إتلافه مباشرةً”.

ومنه “فبالإضافة للضرر الاقتصادي الذي يطرأ على خزينة الدولة، والخسارات التي يتعرض لها الانتاج الوطني، فإن الضرر الصحي موجود أيضاً وأثبت من قبل دوريات التموين، بسبب أن الفروج يكون مجمد فلا يظهر أنه فاسد إلا بعد ذوبانه”، بحسب المصدر.

وتلخص ظاهرة تهريب الفروج التي تحارب حتى الآن بدون نتيجة كما وصفه أحد الأشخاص بـ “ناس بتقبض والتموين بتصادر والتاجر الغشيم بياكلا والمواطن عالمشفى”.

ويبقى التساؤل المطروح إلى متى سيبقى اقتصادنا الوطني هدفاً سهلاً لبعض المتنفذين من “أمراء الحرب”، وإلى متى ستبقى جهاتنا الرقابية “مغمضة” أو “مستغمضة”

سيريا ديلي نيوز


التعليقات