بعد ثماني سنوات من الحرب وتآمر بعض الأطراف السياسية اللبنانية على الدولة السورية وجيشها وشعبها، لاتزال سورية على عهدها في تقديم كل عون للبنان ومساعدته على تجاوز كل ما يعانيه من مشاكل وصعوبات، وليس ما أثير مؤخراً عن اتفاق سوري لبناني على تزويد سورية للبنان بالكهرباء بتعرفة أقل من التعرفة المعمول بها سابقا إلا دليلاً على تلك الرعاية والاهتمام والرغبة السورية بالاستمرار بدعم صمود هذا البلد.

لكن دعونا في المقابل الآخر نسأل عن الدعم الاقتصادي الذي قدمه بعض اللبنانيون لسورية سواء من مؤسسات أو أفراد، فنتيجة التهديدات الأمنية التي تعرضت لها مناطق كثيرة من البلاد خلال السنوات السبع الماضية والعقوبات الغربية على المرافئ السورية وسيطرة المجموعات المسلحة بدعم عربي وغربي على المنافذ الحدودية البرية، اتجهت سورية بقطاعها الخاص لتأمين بعض احتياجاتها عبر لبنان وكانت النتيجة أن هناك كثيرين من السوريين واللبنانيين أثروا على حساب معاناة الشعب السوري، إذ أن معظم السلع والبضائع المستوردة عبر أو من لبنان زادت أسعارها بنسب متباينة إنما كانت كبيرة نوعا ما، في حين أن سورية أبدت استعدادها لتزويد لبنان بالطاقة الكهربائية بتعرفة أقل من السابق وفي "عز" حربها على الإرهاب.

ما سبق ليس لتوجيه الاتهامات إلى بلد عربي قدم بعض أبنائه دمائهم على الأرض السورية دفاعاً عن مستقبل المنطقة وعن محور المقاومة في وجه المشروع الصهيوني الغربي، إنما للإشارة إلى أن التآمر على سورية لم يكن فقط بتشجيع المجموعات المسلحة والإرهاب ومدها بالسلاح والمسلحين، فاستغلال الظروف التي تمر بها المؤسسات السورية وفرض نسب زيادة على الأسعار تصل أحياناً إلى ما يزيد على النصف هو وجه آخر للتآمر على سورية ومحاولة زعزعة صمودها الاقتصادي والمؤسساتي.

 

سيريا ديلي نيوز


التعليقات