سحرة لا يمتون للدين بصلة والناس تلقبهم بـ المشايخ.. والأوقاف تسعى لتجريمهم قانونياً

أم حسن إحدى ضحايا هذه الأعمال التي خسرت أموالها وهي تلهث خلف الدجالين والمارقين لمعرفة لماذا زوجها قد تغير معها، ولأن رزق “الهبل ع المجانين” كانت أم حسن صيداً ثميناً لهؤلاء، وما عليها سوى دفع المعلوم ليتم الموضوع.

تقول سوسن التي فقدت خطيبها لجأت إلى أحد الشيوخ المعروفين في منطقتنا وعندما ذهبت إليه قال بأن خطيبي سعره غال وكل طلب يطلبه مني يجب أن أجلبه مهما كان ثمنه واضطررت لاستدانة المال، وبعد مرور عدة أشهر ومماطلة الشيخ، طلبت منه أن يعيد لي المال وإلا قمت بإبلاغ الشرطة عنه، ولكن جوابه كان: “القانون لا يحمي المغفلين”.

تأهيل المشايخ

وعن دور وزارة الأوقاف وجهودها في الحد من هذه الظاهرة، بيّن مصدر مطّلع أن الوزارة تعمل على ضبط هذه الحالات من خلال التعاون مع الجهات المختصة لنص قانون يجرّم من يقوم بهذه الأعمال تحت مسمى “شيخاً”.

وأكد المصدر أن دور الوزارة واضح في التأهيل العلمي لرجال الدين لأن الوزارة لديها خطة في بناء تأهيل المشايخ، وذلك من خلال الدراسة في المعاهد والحصول على درجات علمية عالية، والعمل على طرح موضوعات حيوية ومجتمعية تمس المجتمع وتحصّنه، مؤكداً أن كل من لبس عباءة الدين بقصد السحر ليس من ضمن أئمة وخطباء وموظفي وزارة الأوقاف، مشدداً على أن دور رجال الدين التوعية، وهم لم يكلوا أو يملوا للتوعية من مضار السحر وتحريمه، مبيناً أن دور رجال الدين كدور الجهات المختصة بالتوعية من مضار التدخين وآثاره السلبية، متسائلاً: كم عدد الناس الذين ابتعدوا عن التدخين في ظل تلك الحملات التوعوية؟.

رأي علماء الدين

يرى الشيخ عبد الفتاح أنيس وهو دكتور في التنمية البشرية أن السحر موجود، وهو حقيقة “كما أن المطر حقيقة نتيجة اصطدام الشحنات السالبة والموجبة من الغيوم كذلك السحر”، ويتابع أنيس إن السحر بطبيعته تكوين له فن ويتمركز في جسم الإنسان ويعمل على عطبه، وفي هذه الحالة يجب الأخذ بالطب “لأن الذي أنزل الداء أنزل الدواء”، مبيناً أنه إذا كان الداء عضوياً كان الطب له شفاءً وإن كان سحراً كانت الصلاة له دواءً، كما أكد الشيخ أنيس أن رجل الدين هو العالم بالشريعة والفقه والحديث والسيرة، مؤكداً أنه يجب أن يكون أكاديمياً وبعيداً عن السحر والشعوذة، لكن بعض الناس تراءى لهم أن لديهم قدرات خارقة بالاستعانة بالجان، أطلقوا على أنفسهم لقب “مشايخ” وهم ليس لهم علاقة بالدين، مضيفاً: إن مثل تلك الأساليب جعلت الناس تناديه فضيلة الشيخ، مبيناً أن رجل الدين الحقيقي يلتجئ إلى الكتب السماوية والأدعية فقط وليس للخزعبلات والطلاسم.

رأي علم النفس

يرى الدكتور في الطب النفسي حسان المالح أن الإنسان في طبيعته يخاف من المستقبل المجهول ولاسيما النساء، لذلك يبحث عن وسائل مختلفة لمواجهة ومقاومة هذا الشعور بالحزن والقلق من المجهول، وتختلف ردود أفعال الناس تجاه هذا الشعور، باختلاف ثقافاتهم وتربيتهم وتنشئتهم الاجتماعية، وهناك بعض الناس من ذوي الثقافة المحدودة يلجؤون إلى السحر والشعوذة لحل مشكلاتهم ومعرفة الغيب، ولديهم القابلية للإيحاء وتصديق الآخرين من دون دليل أو برهان مقنع.

وعزا المالح هذه الأمور إلى الخوف اللاشعوري والإحساس بأن هناك أموراً مجهولة يمكن أن تسبب لهم نوعاً من القلق والوسواس والخوف مما يخبئه لهم المستقبل.

هناك الكثير من الأعراض النفسية والعضوية نتيجة الإصابة بالعين -كما يقول عامة الناس- لأن هناك من الأطباء غير النفسيين من لا يهتمون بدور الجهاز العصبي التلقائي ولا يفهمونه جيداً، وهذا الجهاز يعمل تلقائيا، فتظهر الأعراض التي يعتقد أن العين سببها، وعند إجراء فحوص للمريض لا يظهر أي خلل في الأعضاء لأن العلة ليست فيها، بل هي في الأعصاب الموصلة إليها مثل كهرباء السيارة ومحركها.

سيريا ديلي نيوز


التعليقات